جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
👑- وسادةٌ خريفيّة –👑
_________
على طرفِ وجْنّةْ ... وخريرُ صوتْ
كانتْ هُناكَ العروشُ ، خاويةْ
مازالَ النهرُ يئنُّ تحتَ عباءتهِ
أيشرَبُ كأسَ خمرتهِ الأخيرْ
أمْ ينزوي كما قوسِ ... القُزَحْ
فمِنْ زمنٍ تناساهُ الفرحْ
عندما غادرَ العُشّاقُ
أُغنيةَ الرجوعْ
أذكرُ يومها كيفَ ثارتْ دمعةٌ
منْ مُقلتيهِ
تهشّمتْ قبلَ أنْ تصلَ الشموعْ
كيفَ لنهرٍ أنْ يحيا بِلا مأوى
وكيفَ لنايٍ أنْ تعزِفَ في ليلٍ ضريرْ
خلفَ غُصْنٍ مازالَ يحلمُ ببعضِ ، حياةْ
وضِفّةٍ تُعانِدُ اِحمرارَ الأفقْ
أنْ تحيا على نيرانِ الشفقْ
كُنتِ أنتِ ... وكُنتُ أنا
نُولَدُ منِ عُنُقِ وسادةٍ خريفيّةْ
الماءُ يتدفقُ في شراييني
كما تَدفَقَ النهرُ
في لحظةِ شوقْ ...
تلاقتْ خفايانا فَكُنّا ، كالدُمْى
تلهو بنا النسماتُ الحاضرةْ ، والغائبةْ
تركتُ الثغرَ يُداعِبُ تلكَ الشفاه النازفةْ
واحتضنتُ التاريخَ كُلّهُ
كتَبْتُهُ على صفيحِ نهرٍ , لا يرتوي
يومها ... وقبلَ الرحيلْ
اِبتسمَ النهرُ وأبلغني ...
عادَ الطُغاةُ إلى ضِفتيَّ ... ثُمَّ غفا
فقلتُ لِطفلةٍ نائمةٍ , على ثغرها
سأُعَانِقُ نفسي هذا المساءْ
فقدْ ضاعَ ظِلّي عبرَ مسافاتِ المدى
واعتلى صهوةَ حِصَانَهُ ، جسدي
أفترِشُ دفاتري التي كادتْ
أنْ تموتْ ...
أُتراها تحيا بِرفقتي !!!
ها هو قلمي ينوحُ كما طِفلٍ
هلْ جَفَّ حِبّرَهُ ...
سألتُ خشبَ النافذةْ
كانْ يودُّ أنْ يكتُبَ , بِأنَّها هربتْ
قبلَ الغروبْ
يبتسمُ العنكبوتُ في وكرهِ الأزليّ
رُبَّما كانَ يهزأُ منْ ثوبي المُمَزّقْ
كَحَبْلِ أرجوحةِ الطفلةْ
بعضُ نسائمِ الليلِ تأتي
تُعْلِنُ عِصيانَها على صمتي ... على نزقي
عاودتُ السؤالْ ... هلْ يحْضُرُ الغليانْ
ترتحِلُ الغيمةُ منْ حقيبةْ
صُمّمِتْ خِصيصاً لها
إذنْ ... تستبِقُ الذكرى الهاربةْ
تخشى سياطَ مُنجّمٍ
يدوِّنُ إيقاعهُ على لوحِ جليدٍ , ويمضي
وأبقى وحيداً
مطرُ كانون يأبى أنْ يكونْ
مُجردَ عابرٍ يُقلِّبُ كفيِّهِ
منْ برْدِ شوقي
يقرأُ حكايةً أُخرى
قبلَ اِجتياحِ الذاكرةْ
سأُعانِقُ نفسي هذا المساء
فقدْ هرَبَ الجميعُ منْ هُنا , إلاَّ أنا
بقيتُ انتظرُ أنْ يصِلَ العِناقْ
لشواطئي الهمجيّةْ ... علّي أجِدْها هُناكْ
تحتسي مِداداً مُثقلاً
بِظلٍّ لا يُشبِهُ ظِلّي
فما زِلتُ أحلمُ
بأنْ أبقى هُنا
ويبقى بِرُفقتي ... ظِلّي ...
________
وليد.ع.العايش
1/2/2018م