ذَبِيحُ الجِّهَاتِ ...

 

               شعر : مصطفى الحاج حسين .

 

عَلَامَ الأَرضُ اِرتَحَلَت

 

وَتَرَكَتنِي كَعُصفُورٍ 

 

أَقِفُ عَلَى غُصنِ دَمعَتِي ؟! 

 

عَلَامَ السَّمَاءُ هَرَبَت

 

مِن فَوقِ أَجنِحَتِي ؟!

 

وَتَرَكَتنِي مَكشُوفَ الرُّوحِ .. !! 

 

عَلَامَ الضَّوءُ يَأكِلُ سِرَاجِي

 

وَيَترِكُ لُغَتِي تَتَخَبَّطُ فِي السّوَادِ ؟! 

 

وَعَلَامَ أَنَا مَا عُدتُ أُطَالُ نَفسِيَ

 

وَغَدَوتُ غَرِيباً عَن دَمِي ؟! 

 

إِنِّي لَا أَجِدُ فِي البَحرِ

 

غَيرَ اِستِغَاثَاتِ المَوجِ مِنَ الرِّيحِ

 

وَلَا أُبصِرُ فِي الدَّربِ

 

سِوَى سُخرِيَةِ المَوتِ مِن خِطَايَ

 

فَعَلَامَ السَّرَابُ يُغدِقُ عَلَيَّ

 

وَهَجَ الجِّهَاتِ المُغلَقَةِ ؟! 

 

عَلَى صَخرَةِ الحَنِينِ أَذبَحُ قَصِيدَتِي

 

وَأَشرَبُ مِن دَهشَةِ الكَلِمَاتِ

 

وَأُطعِمُ قَلبِيَ حَشرَجَاتِ الغَيمِ الرّاحِلِ

 

أَنكَرَتنِي أَورِدَتِي

 

وَقَالَت : 

 

- مَن هَذَا الذّبِيحُ الأَغبَرُ ؟! 

 

وَقَبرِي يُطَالِبُنِي بِعَدَمِ التُّجوَالِ

 

فِي مَملَكَةِ ذَاكِرَتِي الخَرسَاءِ !! 

 

وَاللَيلُ سَرَقَ مِنِّي كَفَنِي 

 

وَرَاحَ يَعدُو أَمَامَ جُثمَانِي

 

صَوبَ أَبوَابِ النَّهَارِ

 

فَعَلَامَ ضِحكَتِي تَبكِي بِمَرَارَةٍ

 

وَوَجهِي يَعبِسُ فِي وَجهِ مُرآتِي ؟! 

 

كَأَيَّ شَرِيدٍ أَزحَفُ

 

عَلَى قَارِعَاتِ نَبضِي

 

أُلَملِمُ مَا تَبَقَّى مِن فَضَاءِ رَمَادِي

 

لِأُنَادِيَ 

 

فِي غَابَاتِ غُربَتِي

 

عَلَامَ يَا أَسوَارُ قَهرِي

 

لَا تَقفِزُ مِن فَوقَكِ

 

أَحصِنَةُ اِنهِزَامِي ؟! .

 

                       مصطفى الحاج حسين .

                               إسطنبول

المصدر: قصيدة بعنوان ( ذبيح الجهات ) بقلم الاستاذ مصطفى الحاج حسين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 15 يناير 2018 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

109,586