خضير الحسني
مواسم الغياب...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الموسم الأول للبكاء
صديقي الأول
صدمته خيبة
في قارعة الأسى
فتناثر الزهر
فوق الأسفلت
وعلى حافة الرصيف
المؤدي الى الغياب..
كنا نحلم أن نجرب
كل الألعاب الخطرة
التي تنتهي
بفقدان رأس
قربانا لعرس
يغرس الشموس
في عين العتمة
لكن على كل وجع
أطبق الجفن ونام
إلا إن صياد السعادات
لاينام..
يطلق الرصاص
بكل إتجاه
تستهويه لعبة
الموت..
إذ يرسم ببرود
كيف تتناثر الأجنحة
وكيف تتلون الذكريات
بدفقة حمراء
يخثرها الرحيل
بباب العيون..
ولا أحد يعود
من مساكن الفراق
ولا أحد يفهم
شعورنا بالحنين
بالعوز العميق
لصديق يفهم 
ذاك الشعور..
..
الموسم الثاني
صديقي الثاني
يرمق الحياة
بنظرة تتسع 
لقطيع مواجع
كان يروضه
بضحكة بريئة الحدود
ترسم خارطة بحجم الفراق
بحجم فراغ كونته
تلك القاتلة اللعوب
(يوريا)
وأنقضاضها المتوحش
على جزء رقيق الخلايا
كان يمده بالطراوة
والنضارة المالحة
وكان فوق السرير
يدخن بعمق
كنبي يائس صغير
تبتلعه الظلمات
يحلم بالأعياد
الدافئة
في موسم اِرتجاف
وعلى حائط أنيق
في المشفى البصري
علق مفاتيح
أسفاره القادمة
ولعامل بسيط
في (المشرحة)
قدم جواز رحيله
وغاب..
..
في الموسم الثالث..
لا أحد يعلم
لعل ذلك الوجه
الذي يطالعني
في المرآة..
وعلى متن تابوت
من خشب عتيق
سيلحق بالراحلين
في ذلك الطريق.

المصدر: قصيدة - بعنوان§§ ** [(مواسم الغياب... )] ** §§ بقلم الشاعر الكبير \ خضيرالحسني
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2018 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

109,498