القلبُ فيهِ مِن هواك آوارُ
كيفَ السبيلُ وبيننا أمصارُ
لا بحرَ يحملني إليكَ لنلتقي
لاجوّ فيه يُقلّني الطيّارُ
جرت الدموع على الخدود جداولٱ
ينبوعها من مقلتيا بِحار
كيف الوصول ياحبيبة بعدما
قُطعَ الرجاء وهزّني الأعصار
تركتِ قلبٱفي رحيلكِ ضائعٱ
مازال يبحثُ تقتفيه قِفارُ
عدتُ بذاكرتي لسنِ طفولتي
مااجمل الايام نحن صغار
نمضي لمدرسةٍ وكفّكِ في يدي
طيرينِ كنّا بلبل وكنار
غصنينِ ننمو حتى صار قوامنا
كالبانِ تحلو برأسه الأزهار
فتفوح رائحة العبير بثغرنا
وعلى الوجوه يرقص الجلنار
كم قد ركضنا في بساتين الهوى
والحسن يتبعنا علينا يغار
من حسننا الفتان ولّى مدبرٱ
كالليل يُدحرُ لو غزاه نهار
لله أيام قضينا سويّة
كم كنّا نحلم لو يضمّنا دار
الحبّ متل الموت يُزهق روحنا
فيحلّ في الجسم السليم دمار
رحلت فمات كلّ شيئٍ بعدها
فشدتُ قبرٱ للحبيب مَزارُ