جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بقلم د. انور الموسى
...وأرمل غدا كالكئيب
يسهر الليل.. وفي قلبه لهيب!
مات نصفه في «فرحة» غدر
وودفنه في أرض الخطيب!
نصفه زوجته كاللآلئ
نور قمرها نجيب
كالزهرة فاح عطرها
ورشاقتها فراشة طبيب
***
جلس بعد دفنها كنائح
صامت لم يرض بالنصيب
لم يصدق نبأ منون خطفها...
وفي قلبه جمر تعذيب
***
بدأت ذكرياته تحوم كطائر
فتنسيه الخطب المريب...!
تذكر وهو شارد
حوريته في لقاء غريب
حين صادفها وهي تودع
جارتها الشهيدة «وهيب»
بعدما أطفأها رصاص فالت
في فرحة زفاف معيب!
فأحب فيها وفاءها
فأغرم بها كمحب عجيب
وبعد حب صادق...
حكم بينهما النصيب...
تزوجا... وحبهما تضاعف
وحضنهما بيتهما الحبيب...
عاشا مع ثمرة زواجهما
زهرة بيتهما الرطيب...
بدأ يذكر تفاصيل حياتهما
ناسيا حظه الكئيب...!
***
وببنا كان غارقا
في ذكرياته كاللهيب
إذ بطيف زوجته يزوره
يقول له أنا منك قريب...!
إذ بطفلته تنادي...
أبي.. أبي... لم أنت في تغريب؟!
أبي أبي... أين أمي يا حبيب؟!
***
صمت المسكين وهو يبكي...
ويحضن طفلته كالمريض
يقول لها يا حياتي...
أمك بيننا كالقريض
وباح قلبه بفاجعة علم بها القريب والغريب...
زوجته ماتت كحمامة...
من رصاص طائش معيب...
أطلقه مجانين «فرح»...
من سلاح فالت كالنحيب...
ماذا سيقول المسكين لابنة
كواها اليتم قبل المشيب...
***
رباه، ما هذا التعدي...
وأين الأخلاق والضمير؟!
ايعقل ان يفرح الجاهل...
بلا قلب كالحقير...
ويقتل برصاصه الآمن...
والأم الساهرة والصغير؟!
***
حلقت روح الأم في سماء شعب
يأبى النظام الحرير...
وقالت سيأتي الطوفان يوما...
ويطهر السلاح الخطير...
ويغرق كل من أرداني...
وقطع زوجي كالجرح المرير!
المصدر: قصيدة - بعنوان ( الأرمل الكئيب... ورصاصة فلتان!) بقلم الشاعر الأديب الرائع\ د. انور الموسى