قاضي الغرام *
يا قاضي الغرام جئت بابك شاكيا
أحمل إليك جريحا بالدموع باكيا
ليس من ذنبه شيء إلا أنه هوى
جرحته سهام العيون فأردته ساليا
أنصف قلبي و احكم بما تقتضيه
لعل حكمك يخفف عني أوجاعيا
تفحصتتي عيونه بكل غرابة وقال
أين المدان الذي جئت منه شاكيا
قلت له نجمة لم أبصر مثل ضياءها
سحرت لبي و ملكت مني كيانيا
قال ما عنوانها نرسل لها أعواننا
قلت فالنجوم سيدي عنوانها العواليا
فقام إلي قائلا أفصح فقد شغلتني
و لم يعرض لي مثلك في الناس داعيا
قلت ياقوتة لما لمحتها ذهل الفؤاد
حتى كاد سناها يطمس نور عيونيا
كمنارة راهب ممسى في ليل مدلج
و شبيهة الثريا سكنت الفؤاد الخاليا
قال نظرنا في دعواك فلم نجد لها
عند القضاة ولاعندي أنا جوابا كافيا
طأطأت رأسي و جثوت على الأرض
مستسلما لما قد جرى في الهوى ليا
و مضيت أحمل الجريح و لم أقض حقه
فإذا بالحسناء أبصرتها واقفة أماميا
و قالت سلام عليك مالي اراك متثاقلا
الخطو ما بك تمشي تمايلا و تراخيا
أبك داء سلاك لم تجد له حكيما معالجا
أم بك علة لم تجد لها طبيبا مداويا
نظرت إليها فإذا نظراتها للقلب بلسم
أذهب عني كل الذي كنت منه شاكيا
فتبسمت و البشر يعلو محياهاو قالت
لم تحبني إن بعينيك سرا قد بدا ليا
قلت لها أنت الداء و منك الدواء الذي
أرتجي و ليس لي سواك طبيبا مداويا
حينها أخفضت طرفها والحياء ظاهر
على وجنتين زادتهما الحمرة لونا زاهيا
ودعتني ضاحكة ملوحة بالراحتين معا
فوقفت جاثما و قد تعطل بالرد لسانيا
قلت عمت مساء فأنت التي زارني
بالأمس طيفك ليلا فمتى تراك عيونيا
فهمست بصوت انبرى من فيها شذيا
عمت مساء فأنت الذي سكن فؤاديا
✒بقلم: علال النوري
آسفي. المغرب