بسم الله الرحمان الرحيم،
للكلمة عشاق، وللحروف من يثقن تطريزها، وشاعرتنا متفردة في القول، متنوعة في اختيار مواضيعها، دقيقة الوصف، رهيفة الاحساس ،عشقها للغتها العربية وحبها لأدبها وشعرها خاصة جعلها تبدع في سماء الشعر وتتحفنا بجواهرها مما جعلنا من عشاق كلمتها وفي انتظار جديدها المتميز دائما. معنا اليوم الاستاذة والشاعرة لطيفة ناجي. وفقرتنا (قصيدة تحت المجهر) مع اطيب الأمنيات القلبية وبالتوفيق والنجاح
كادر مجلس الادارة
@Latifa Naji
السؤال الأول :
هى استاذة و شاعره ..جمعت بين الشمائل ..حرف بهي لحضور شجي إنه الهامة الأدبية اللامعة في سماء مملكتنا ..الأستاذة
👑لطيفه ناجى 👑
تعالوا لنتعرف على ضيفتنا بلسان حالها ..لو تفضلتم أديبتنا بنبذة عن شخصكم ألف الف مرحبا 🌻🌼🌻
من مواليد مدينة الدارالبيضاء ١٥ يناير ١٩٥٩، انتقلت عائلتي الى مدينة اسفي سنة ١٩٦٠ وهناك ترعرعت ودرست حتى سن ١٧ حيث حصلت على بكالوريا في الادب العصري من ثانوية الحسن الثاني. اضطرت اسرتي للانتقال، مرة اخرى، بحكم عمل ابي رحمه الله، الى مدينة وجدة ،موطني الأصلي، وهناك التحقت بسلك التعليم الاعدادي،كاستاذة لللغة الفرنسية. تابعت دراستي العليا بحامعة محمد الأول بمدينة وجدة، وحصلت على ليسانس في الادب الفرنسي سنة ١٩٩٠ لالتحق بعدها بالسلك الثانوي التاهيلي. في ٢٠١٥،طلبت التقاعد النسبي بعد ٣٧ سنة من الخدمة
حاليا تفرغت للمطالعة والكتابة باللغتين العربية والفرنسية. انا بصدد كتابة سيرتي الذاتية باللغة الفرنسية،اعشق السفر و اعتني باحفادي في العطل المدرسية.
السؤال الثاني :
في المقدمة التي جاءت عبارة عن تساؤلات كلام جميل قطعا. إلى أي حد تتفقين أو تختلفين مع هذا الطرح إذا اعتبرنا أن المقدمة يجب أن تركز على إثارة المشاعر ؟ وإلى أي حد ذهبت في ذلك. ؟
اولا اقدم شكري الخالص الى مملكة الروائع الأدبية التي اختارت نصي المتواضع الذي يحمل عنوان "مرآتي" ليكون تحت المجهر. هذا يشرفني كثيرا ويسعدني لذا اتقدم بالشكر الجزيل الى اللجنة المبجلة الساهرة على هذا الصرح الأدبي ،مملكة روائع الشعر الأدبية ،على ثقتهم وعلى نبلهم. واتمنى ان أكون عند حسن الظن والا اكون ضيفة ثقيلة في هاته الأمسية المتميزة
.
النص، لا يخضع الى نظام محدد من حيث الشكل. هي الافكار عندما تتزاحم في الفكر، بفعل تأثرها بعوامل نفسية،عاطفية كانت او خارجية، فهي تخلق بداخلنا شبه بركان ينشط بشكل غريب، يتصاعد ثم يفور وينبع متخذا مجاري عدة ومتنوعة لا يمكن تصنيفها ولا رذعها ولا حتى ايقافها. تلك هي القصيدة حين ترى الوجود
التساؤلات في اول النص، جاءت متتالية يطغى عليها عنصر الحوار من جانب واحد. وهي أستفهامات إنكارية لان الجواب معروف مسبقا والمرايا لن تجيب ابدا. هي بمثابة مونولوج داخلي.
اتحاور مع المرآة ،رفيقة النساء على العموم وحتى الرجال. من منا لا ينظر الى المرآة لدى استيقاظه؟ الا نتحدث اليها ولو في أنفسنا؟ الا نبتسم او نقطب الجبين؟ هناك سر يكمن بين كل واحد ومرآته، وحوار يتم، ولو بصمت، تساؤلات، انفعالات احاسيس... علاقة وثيقة لدينا مع هذا الاكسسوار
"كل المرايا مهما اختلفت اححامها و أشكالها تمتلك ذلك السحر... نرى انفسنا كما نحب ان نكون فقط لا كما نحن على حقيقتنا
السؤال الثالث :
في ثنايا القصيدة تصف شاعرتنا الأستاذة المرآة ( القصيدة) بأنهاثارة موحية وملهمة ،وثارة أخرى تكون مصدر محن وتعذيب. هل لك أن توضحين لنا هذا المد والجزر بينك وبينها أستاذة لطيفة.؟
بالفعل هناك مد وجزر ،احاول طمن خلال القصيدة ان اظهر الجانب الايجابي والسلبي للمرآة،
السؤال الرابع :
شاعرتنا الرقيقة هناك مبالغات فرضتها تركيبة النص كما في قولك :
خنقت عباراتي
كتمت معاناتي
تاهت كلمات عشقي
فرت كل العبارات....
ما العلاقة بينها وبين المضمون ككل؟ وإلى أي حد ترين أن هذه المبالغة يمكن أن تخدم موضوع النص سيدتي.؟
بالفعل ،هناك مد وجزر. المرآة التي اتحدث اليها لها دلالات عديدة ،فالحالة النفسية التي يكون عليها الشخص هي التي تحدد نوع المفهوم الذي يقصده. متى نكتب؟ عندما نعيش المعاناة، عندما نفرح او حين تشتد علينا الأشجان والمواجع، حينها يتم ما يسمى بالالهام نصبه في قالب يعطينا شعرا او نثرا تختلف مواضيعه حسب نفسية الشاعر اثناء الانتاج الفكري.
في هذا النص،مرآتي ليست دوما ذلك الجماد الذي يعكس لنا مظهرنا الخارجي الذي يتأثر بالجانب النفسي بالدرجة الاولى. فهي لن تعكس لنا ابدا الجوهر. لذا نختار في حياتنا شخصا ما من بين الأصدقاء وحين نقول صديق، اعني بذلك الصدق، الوفاء، التضحية ،كتمان الأسرار... لدرجة انك تعتبره مرآتك.بحيث تجد فيه نفسك. ولكن ما اصعب ان يخيب املك في ذلك الصديق حين تكتشف بانه خائن و بانك وضعت ثقتك في شخص غير اهل لها.فتسود الدنيا في عينيك، يعصرك الندم وتشعر بالمرارة، وتبدأ المعاناة.
اذن لن اصف المرآة، ولن اتحدث عن دورها ولا عن كونها اصبحت من الضروريات. المرآة في هذا النص لها دلالات عدة ايحائية او مجازية ،تارة اقصد ذلك الجماد واخرى ذلك الشخص الذي تودعه كل اسرارك وتثق فيه ولكن... يخذلك
لذا حين اعمد الى التشخيص، فانا اقصد الانسان والا فهي المرآة العادية.
السؤال الخامس :
نعود شاعرتنا من حيث انتهيت في آخر النص لنسألك، هل يمكن أن تكون المرآة هي القصيدة بعينها؟
وهل يمكن أن نقول أن بداخل الشاعرة لطيفة ناجي ثورة تريد أن تعبر، لكن هناك بينها وبين القصيدة علاقة ما تمنعها، لذلك أعطت النص هذه النهاية. فهل يمكن معرفة هذه العلاقة، وحدودها. ؟
سوف اجيب على هذا السؤال انطلاقا من تجربتي الخاصة. انا كما سبقت الاشارة الى ذلك، درست الادب الفرنسي ،وكنت استاذة لللغة الفرنسية طيلة عقود ،ولكن حبي للأدب العربي وخاصة الشعر، يعود الى مرحلة الدراسة. اعشق الشعر العمودي والحر وابحث دوما عن ظروف النص.
من ناحيتي كل نص من نصوصي يتوافق وظرفية خاصة لها ارتباط بحالتي النفسية. هي من تفرض علي موضوع النص واترك العنان لافكاري واحاسيسي حتى يتم النظم.
احيانا تأتي الافكار بغثة ليس لها وقت محدد وحتى المضمون لا
اتحكم فيه، ياتي بعفوية ولكنني اعمل جاهدة على انتقاء الكلمات التي تكون اكثر تعبيرا وفيها موسيقى تتوافق و ظرفية النص، واعتمد على الحقول الدلالية، وبعض المحسنات خاصة البلاغية منها حتى يكتسي النص جمالية.
والكتابة الشعرية تبقى مَلَكة. لكل شاعر طريقته في الكتابة
وله اسلوبه الخاص في توصيل الرسالة الى المتلقي الذي يبقى في الأول والآخر سيد الموقف وصاحب الراي السديد.
السؤال السادس :
يتسم النص بمسحة من الحزن أستاذة لطيفة أضفت لونا من الصراع على العواطف داخل النص. فهل لهذا دور في هذه النهاية الحزينة والمباغتة للنص. ؟
النهاية تبدو حزينة ،نصوصي كلها تكتنفها تلك المسحة من الحزن والاسى العميق القابع داخلنا ولو اننا نداريه بالابتسام. ما آلت اليه امور البشرية شيء لا يبعث ابدا على الفرح ولا السرور تجربتي الطويلة في الحياة واحتكاكي بالناس وهبني الكثير من الدروس والمواعظ، وجعلني ارى الحياة والناس بشكل مختلف ودفع بي الى التعامل بحذر شديد وحيطة. ولكن رغم ذلك اتمسك دوما ببصيص من الأمل والتفاؤل
ربما تلاحظون كثرة الحقول الدلالية التي لها علاقة بالاحساس،
الحنين ، الشوق الذي يتأجج بسب البعاد، الصد والهجر.... هي معاناة حقيقية عايشتها واثرت في نفسي.
للنهاية المباغثة دوما جمالية خاصة la chute كما تسمى بالفرنسية تجعلنا نرجع الى الواقع وكأنها تنبهنا الى امور تتطلب التفكر والتأمل في أمور الدنيا. وهنا يكمن دور المتلقي الذي يسعى الى ايجاد تفسير لتلك النهاية. لماذا وكيف؟
السؤال السابع :
خطاب الأستاذة لطيفة للمرآة خطاب موجه إلى حي، بماذا يمكن أن تفسر الأستاذة هذا التشخيص في النص؟.
من بين اوجه البلاغة التي تروق لي جدا واحب توظيفها في نصوصي، التشخيص. لانه يجعلك تهب الأشياء الجامدة صفات انسانية تجعلها تتحرك، تحس، تحاور، تسمع.... هاته الصور الايحائية لها دلالاتها الخاصة وتبعث على الدهشة وربما الحيرة، تجعل المتلقي يعيش في الخيال الواسع لانها تظفي جمالية متميزة للصورة. كما استعمل التشبيه و المجاز لانه هاته الأوجه البلاغية هي التي تجعل من النص تحفة للتأمل والإعجاب من طرف المتلقي الذواق.
السؤال الثامن :
النص يحبل بالدلالات ،ويحبل بإيحاءات شتى أغنته ، وأثرته من الناحية الدلالية والبلاغية. فهل نعتبر هذا ميلا وانحيازا لقصيدة النثر من الشاعرة، كونها تمكن صاحبها من التعبير بحرية أكبر. مارأي الأستاذة لطيفة في هذا القول؟.
قصيدة النثر هي شكل فني يسعى للتخلص من قيود نظام العروض في الشعر العربي والتحرر من الإلتزام بالقواعد الموروثة، كما تتسم بايقاع داخلي منفرد، وتخلو من الوزن والقافية. ولكنها تكتب وفقا للفكر الخاص بالشاعر كما انها تتوجب على قارئ قصيدة النثر التروي والتأمل في قرائتها.
في الواقع، احبذ هذا النوع من الكتابة اذ يمنحني حرية امثر في التعبير وفي انتقاء المفردات والمحسنات والصور الايحائية والمجازية
مرآتي، في هذا النص لها دلالات متعددة،في مطلع القصيدة احاور الجماد ،المرآة التي تعكس لنا مظهرنا الخارجي، ثم بعدها ستصبح ذلك الانسان الذي يخيب املك فيه خيبة تقضي على الجانب النفسي فيك وعلى العواطف بسبب ذلك الاثر البليغ الذي يصعب تجاوزه. و مع اقتراب نهاية القصيدة، تصبح المرآة هي تلك القصيدة التي عجزت الجوارح على إخراجها الى الوجود اذ "وأدت قصيدتي" ،حتى ادفن جراحي ومعاناتي ولأبوح لها بانني لم اعد أحبها، قطعت صلتي بها تماما لانها خيبت آمالي فيها. لا اكرهها لانه لا مكان للكراهية في قلبي، ولكن خيبتي فيها كبيرة لذلك وهبتها اسما ربما يليق بها.
دوما ،شعاري هو :"انا اسامح ولكن لا أنسى من أذاني ولو بكلمة"
السؤال التاسع :
أديبتنا الفاضلة .....انطلاقا من تجربتكم ...هل هناك مقياس يختار الشاعر نصه فيه أم أنه يطلق العنان لفضاء حرفه وإلهامه ؟ و ماهو دور الكتابة الشعرية في الانخراط في الإنصات لعوالم القصيدة ومضامينها ؟؟؟
اجبت عن هذا السؤال مسبقا، الشعر هو موهبة، ملكة من عنج الله يهبها لذوي الإحساس المرهف، وهي لا تتقيد بشروط تاتي همكا بفعل العوامل ااتي تؤثر على تفسية الساعر :فرح، شجن، دهشة،صدمة عاطفية..... والافكار لا نتحكم فيها تاتي ونضعها في قالب ونختار لها كلمات وعبارات تليق بها ختى يكون لها تاثير ايحابي على المتلقي.
السؤال الاخير
مملكة تألقت و ارتقت ...بفضل أقلام عاهدت على الوفاء ....مارأيكم شاعرتنا المتالقة في 👑مملكة روائع الشعر الأدبية 👑لو سمحت ؟؟؟
مملكة روائع الشعر الأدبية ؟؟؟
هي بيتي الثاني، هي ملاذي، كلما احتجت الى مواساة، ألجأ الى دفء أحضانها حتى تهدأ نفسي، هي مدرسة اتعلم منها وفي رحابها،هي صرح أدبي حصين برعاية لجنة رائعة تديرها بحنكة وحكمة ونزاهة.
اشكر على راسها الدكتور منصور رسلان، الأديب الراقي والأخ النبيل والإنسان الخير ذو الابتسامة الدائمة والروح المرحة.
واشكر الاستاذة الأصيلة صبرا آل محمد التي لا تتوانى في تقديم خدماتها ولا تبخل علينا بالمساعدة والتي تقدم نصوصنا والفقرات الادبية في ابهى الحلل.
اشكر كذلك الاستاذة الرائعة سعاد الشقوري التي تكبدت عناء هاته الفقرة لوضع نصي تحت المجهر وهياتها بكل دقة.
واشكر كل الساهرين على هذا المنبر الادبي بامتياز
واشكر كذلك كل أعضاء المملكة الذين تابعوا الفقرة الأدبية "قصيدة تحت المجهر"، اشكرهم على حسن المتابعة والحضور الكريم و المتميز.
لهؤلاء جميعا اقول شكرا وعيد مبارك سعيد
كل عام وانتم الى الله اقرب وانتم بالف خير
فعلا شاعرتنا الراقية. صدق قولك ،واحسن تعبيرك عن المملكة وطاقمها برئاسة الاستاذ منصور رسلان، وكل آلها الكرام.
نشكر الجميع على حسن المتابعة. ونأمل ان نكون عند حسن ظن الجميع.
عيدكم مبارك يعيد. وإلى اللقاء في حلقة قادمة بحول الله.
