تلمعُ في عوالمِ الأدبِ أسماءٌ تخطّ أمجاداً تبقى على مدى الأزمان ذكرها ..
تنتشي الذائقة الأدبية بمكوثها بين حروفهم ، و ترتقي معهم الرؤية الأدبية و الشعرية ..
في فقرتنا الأسبوعية : لقاء العمالقة
إعداد و تقديم الأديب : أ.منصور رسلان
نلتقي مع علمٍ من أعلام الأدب و قامة أدبية مرموقة تشهد لها الأوساط بالإبداع
مع الأديب الاستاذ محمد مهدواي
ننهل من نهر علمه و نستمتع بالمكوث معه ضمن حوار راقٍ برفقة أعضاء مجلس الإدارة الموقرين و أعضاء مملكتنا الحبيبة .
مع تحيات الادارة
رئيس مجلس الادارة الاستاذ منصور رسلان
بالتأكيد شاعرنا الرائع غني عن التعريف ولكن نود انا والساده المتابعين معنا معرفة اكثر من هو الشاعر والاديب الكبير ابن المغرب الجميل الاستاذ | محمد مهداوي ؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من جبال الأطلس الشامخة إلى أهرامات مصر العظيمة ، أبعث تحياتي وتشكراتي لكل أصدقائنا وأحبابنا في بلد السلم والسلام ، مصر أم الدنيا…
كما أود تقديم تهانينا لمجلتنا الراقية والجميلة مملكة روائع الشعر الأدبية و على رأسها خبير الحوارات الدكتور منصور رسلان وكل القائمين على هذه المجلة المميزة .
جوابا على سؤالكم ….
محمد مهداوي أستاذ اللغة العربية ،حاصل على شهادة الإجازة الجامعية بجامعة محمد الأول بوجدة ،شعبة اللغة العربية وآدابها مزداد بمدينة أبركان 1962، له منشورات عدة في مجلات وطنية وعربية ،سواء ورقية أو الكترونية ، ترأست وسيرت عدة مجلات الكترونية : مجلة الزجل المغربي الأصيل (رئيس المجلة سابقا) ولا زلت مشرفا عاما لمجلة (نادي شعراء العرب والزجل المغربي ) ، تكلفنا بتنقيح وتوضيب وطبع 10دواوين مشتركة فصيح وعامية ،وتشرفت بالتقديم لهم ،علاوة على قراءتي النقدية اكل ديوان على حدى .
طبعت ديوانين زجليين الأول :لباردي والفردي والثاني:خليوني نحلم ، وسأعمل على طبع ديوان شعري بالفصحى علاوة على مجموعة قصصية :حقول العار ، ولي مشاريع أدبية أخرى سأعلن عليها في الوقت المناسب.
لو تطرقنا الى بدايتك الفعلية في مجال الشعر والادب ماذا يقول اديب العرب الكبير ؟
بدايتي الحقيقية كانت عبارة عن خربشات في الإبتدائي ، وتواصلت في التعليم الإعدادي والثانوي محتشمة ، لظروف النشر الصعبة و عوامل أخرى مرتبطة بهامش الحريات آنذاك ، وأقصد فترة السبعينات والثمانينات...لكن حين تطورت عوالم التكنولوجبا ، تطورت عقلياتنا أيضا ولم نقف متوارين وراء دفتي الكتب ،بل ولجنا عالم النشر الإفتراضي ، وحاولنا فرض اسمنا وخصائص اتجاهنا ،في عالم يعج بالأدباء والمفكرين...والحمد لله كسبنا الرهان واا زلنا نجتهد لنرتقي....ولا نحس أبدا أننا وصلنا قمة الجبل...بل لا زلنا في السفح نبحث عن وسيلة ناجعة للرقي نحو الأعلى .
كيف نصقل القلم ليبقى راسخا على قواعد ادبيه ثابته ومن أي منطق يبدا الكاتب المبتدئ ؟؟
لكل بناية أساسها ،الذي يحملها ويشد توازنها ، ولا بد أن نبدأ بأصول الأشياء، فإن كان البناء بحتاج للأساس والاسمنت والحدبد والأجور وغيره ،فإن المبتدئ لكي لا يكون بيت إبداعاته أوهن البيوت ،عليه بالتزود من أصول اللغة وميكانيزماتها،كالنحو والعروض والبلاغة ...علاوة على اطلاعه على أمهات المصادر و حفظ الكثير من الأشعار والتعرف على العديد من المدارس الأدبية ، أعتقد أن الهواية لاتكفي ...العجاب بالشيء لا يعني دوما أننا نحبه ، الكثير من الناس تعجبهم أشجار معينة لجمالها،لكن لا يأكلون ثمارها…
أعتقد أن المبدع المبدئ يجب عليه توسيع مداركه أولا والإصغاء لشيوخه ،الذين سبقوه في الميدان ، ولا يتعجل الوصول للقمة...كلما تواصع ازداد سموا.
هل هناك وقت محددا تكتب فيه ام حسب ما يأتيك وحى الالهام في أي وقت تمسك القلم شاعرنا الكبير؟
لن أ خفيكم سرا أصدقائي إن أعربت لكم عن دواخلي ، فأنا لا أعلم متى أكتب وأين أكتب ومتى أكتب ….هذه كلها أسئلة لو طرحتها بنفسي على ذاتي سألقى نفس الإجابة…
الشاعر أو الزجال عندنا في المغرب يوصف بالمجذوب...ولعل أكبر مجادبة المغرب على مر التاريخ هو عبد الرحمان المجدوب...لذا أؤكد لكم أن الكتابة هي التي تأسرني وتقديني وتفرض علي النهوض ليلا لتدوين عبارة ما ...كما يمكنها إيقافي وأنا في سيارتي من أجل تدوبن بيت شعري أوكتابة فكرة ما ،أعظم الأفكار هي التي لا تدق بابك وتستأذنك في الدخول...بل أعظمها من تقتحم عالمك الداخلي وتلج إليه دون استأذان ….الكتابة هي نوع من اللاوعي الداخلي ، ليس له زمان ولا مكان للخروج إلى عالم البوح والتدوين.
ما هي النظرة الاولى التي تلقيها على النص وما هي العين التي تراي بها العمل ؟
سؤل جميل جدا منكم د.منصور رسلان …
حين أنهي نصا إبداعيا ما ، أتركه يختمر في ركن من أركان ذكرتي ، أو في معزل ورقي ما ، وفي كل مرة أرجع إليه أراه لنظرة أخرى ، أتفحصه وأقلبه على جميع وجوهه ، حتى تكتمل ولادته ، فالجنين إن تركت مشيمته سيختنق ...وإن لم تقوم عظامه ستنكسر….النص الأدلي ليس معطى نهائي ،ليس قرآنا منزلا….لذا يحتمل التشذيب في كل مرة ،حتى يثمر رطبا حلوة وجميلة....
أعتقد أن جمبع نصوصي تحتاج مني إلى زيارة ….فقد لا يكتمل بناؤها ، خاصة وأنني أسعى دوما نحو الجمال…والجمال فد تتغير مقاييسه من مكان إلى مكان ومن زمان لزمان آخر….
الي أي فئه يميل الاديب الكبير بالكتابة الحب ام الهجر اكثر ؟
حقيقة أنا أكتب في جمبع المواضيع ، حبا وعسقا وهجرا ولوعة ...مواضيعي ليست كلها وجدانية وإنما أغلبها ذات طابع اجتماعي ، وإن كانت عاطفة الحب تتملكني أكثر ، لأن فكري كوني يسعى دوما للتعبير عن السلم والسلام والحب والوئام …
كما أنني ميال للتراث أكثر ،إذ يخرت له ديواني الأول ، باحثا عن النبع الثافي ...نبع الأجداج...حيث الصفاء والجمال والصدق ….
هل احساس المراءة اقوي من احساس الرجل في التعبير الشعري؟
لا أعتقد أبدا أن الأحاسيس تقاس بالذكورة والأنوثة ، فأعظم شعراء الغزل ذكور ...والعكس صحيح إن أعظم من أبدع في الغناء عن الحب إناث…
القلوب التي تملك أكبلا نسبة من الإنسانية هي التي تصل بسرعة لقلوب محبيها….لو استمعت لمرثية الخنساء على ابنها صخر لقلت أن أعظم المحبين امرأة وإن استمعت لبدر شاكر السياب لقلت أن أعظم شعراء الوجدان ذكر….
لذا أعتقد أن الإحساس هبة من الله سبحانه وتعالى يلهم بها عباده ، وه يسخرها في أموره الشخصية والوجدانية ...قج يفلح تارة وفد لا يفلح….
بعد عودة زمن الإرهاب والفكر التكفيري وتحكم حضارات التسلط والمال والسلطة المتوحشة. ماذا تراه ينفع الادب والشعر والخواطر مع هذا الفكر الظلامي. كي نحمي اجيالنا. ؟.
حقيقة تختلط الحابل والنابل في عصرنا الحالي ،وأصبحنا نخاف على أبنائنا من الأفكار
عودة زمن الإرهاب والفكر التكفيري وتحكم حضارات التسلط والمال والسلطة المتوحشة. ماذا تراه ينفع الادب والشعر والخواطر مع هذا الفكر الظلامي. كي نحمي اجيالنا. ؟.
حقيقة تختلط الحابل والنابل في عصرنا الحالي ،وأصبحنا نخاف على أبنائنا من الأفكار الهدامة والتعصب البغيض ، لذا نحن أمام ملاحلة تاربخي حرجة ...بجب أن تتكاثف الجهود ، بين رحال التعليم والصحافة والأدباء ورجال الدين من أجل خلق إنسان متعايش مع الجميع ، مسالم ،يحب العير لحميع بني البشر…
المرة في ملعب الجميع سياسيبن وعلماء وأدباء وآباء ...لا نعفي أحدا من هؤلاء ...الكل يتدخل من واقع مسؤوليته.
هل برأيكم الأدب والرواية والشعر وكل الفنون يمكنه آن يصنع السلام ..بعد محاولة تدمير الرسالات .وعودة الاستعمار باسم الربيع المزيف. ؟
أعتفد أن الأدب الراقي هو دوما يحمل بين يديه غصن زيتون وفي اليد الأخرى حمامة سلام ...الأدب الذي يدعو للحروب وبث الانشقاقات بين الإخوة أدب موجه ، والأدب الذي يحمل بين دفتيه عصا أوكلاشينكوف ليس أدبا...إلا فب استثناءات كأدب المقاومة ،الذي يدافع عن حباض البلد وكرامته …
سئل أحد المفكرين : إلى أي نوع من الشعر تنتمي ….فصيح...تفعيلي...نثري...فقال : أنا أنتمي حيث يوجد الإحساس…
حقيقة جربت كل الأشكال ، وأينما وضعت رجلاي أحس بالمتعة ،متعة الكلمة الجميلة والتعابير الجياشة ...خاصة وأن لي قراء يتمتعون أحيانا بنثرياتي وآخرين تجلبهم قصائدي القديمة أو التفعيلية الحرة ...أبحث فقط عن الجمال ولو كسرت بعض القواعد و دمرت بعض التقاليد ...الجمال إحساس...لا بحتاج لقيود….
بريك ..هل هناك أزمة فكر..ومناخ..وعادات..وتقاليد. موروثه ..أو مستجده. جعلت من الكتابة في الحب تتأرجح بين الكذب والصدق .؟.
أعتقد أن الأدب لا يجب تقييده بالمفهوم الأخلاقي المحض ، وإنما يجب أن نترك له فسحه للتخيل والغوص في العالم الحالم دون قبود...صدق القول بكون أمور ذات طابع أخلاقي وديني أم التعبير عن الإحساسات فقد تقبل الكذب أو الصدق ،ولكن تبقى مع ذلك في خانة الجمال الأدبي …
الكتابة الوجدانية تعبير عن أحاسيس جميلة بطرق تختلف من شخص لآخر...والأكثر إبداعا هو الأكثر صدقا….
هل الشعر في زمنه الربيعي أوفي زمن اليباس
.??. وما هي كيفية أنقاذ المسيرة الشعرية والأدبية وإنعاشها. أو تطويرها. من وجه نظر حضرتك ؟
أعتقد أن الشعر بخير والحمد لله ، رغم أننا لم نعد نمتلك قامات وأهرامات إبداعية مبيرة مثلما هو الشأن في مختلف العصور الأدبية...لا يمكن أن نستعيد زهيربن ابي سلمى ولا البحتري ولا ابا فراس الحمداني ولا شوقي ولا دروبش ولا بدر شاكر السياب….لكل عصر رجالاته ، كما أن أنماطا جدبدة من الإبداع ،تعتمد على الصوت والصورة ،ظهرت مؤخرا ، كسبت ريادتها وهي تحاول أن ترتقي بالقصيدة ،من جمبع نواحبها المعجمية والصوتية والإيحائية ، ولقج وقع تغير كبير في القصيد ولم نعد نسمع عن المعلقات الفارعة الطول...مثلما لم نعد نسمع أغان طويلة ومرهقة ...ربما هذا التغيير سيتعدى هياكل القصيدة لأشياء أخرى سيظهرها لنا الزمن الآتي….
............................................................................
يقول أحد المفكرين :في غالب الأحيان يسقط القارئ أمام مصطلح "الشعر المحكي" ويقوده مخزونه المعرفي إلى أنه هو ذاته " الشعر الشعبي " طبعاً لا ننكر أن التقارب بين كلا المفهومين واضح و الأهم أن "الشعر المحكي" هو تطور للشعر الشعبي .
أما الزجل فأول ما ظهر كان في الأندلس وتوسع في لبنان وسوريا و اليمن...ويغنى له هجيل الحمام ، وهو صوتي و القائي ،تحبه العامة وتقدره ولقد انتشر بينهم كثيرا حتى كادهأن يتفوق على الشعر.
لماذا حتى يومنا هذا. لم نجد طريقه واحده في كتابة اللهجة العامية من حيث تركيب الكلام والجمل?
الكتابة بالعامية مشكلة جهوية وإقليمية ، لذا أعتقد أن اللهجات ليس لها الدور الفعال لخلق شريحة واسعة من المتتبعين في العالم العربي الكبير ، رغم أن قوة العامية بدأت تنتشر بشكل كثيف وكبير في جميع بقاع العالم العربي .
أكبر اللهجات التي عرفت انتشارا واسعا لدى الناس في ربوع وطننا الواسع ، هي الاهحة المصلاية ،لما لها من ضغط وقوة ، اكتسبته عن طريق الفنون الدرامية ...لا أعتقد حاليا ، على الأقل على المستوى القريب أن هناك نيات لخلق اهجة موحدة ، لتعصب البعض للهجته وعدم وجود النيات الصادقة والسياسات الفكرية المتقاربة….
;&& كلمة - نصيحه -توجية -للمملكة روائع الشعر الادبية بكل صراحه ووضوح ولا تخاف لن نغضب منك ابدا?
في ختام هذا الحوار الراقي ،أقدم تشكراتي الحارة لكل من تابعنا عن قرب ، ولكل من ساركنا هذه المتعة الأدبية…
وتحية خاصة جدا للصديق العزيز الدكتور منصور رسلان ...وكافة طاقم مجلتنا الراقية ،التي تربينا في حضرها...ممملكتنا التي لا نحيد عنها أبدا...قد نغيب عنها ولكن لا نقدر على فراقها...