عـَرْضُ حَـال 

*******
قَـبْـلَ أَن ألـقـاكِ ..
كانت لي فلسَفَتي الخاصَّةُ في حياتـي
كنتُ أَحملُ شِعاراً من الَّلامُبالاةِ عنيفاً وصامِدَاً
الحياةُ بِكلِّ مباهِجِها وأَحزانِها ..
كانت لا تُساوى شيئَاً ذا قيمَة
أكونُ أَو لا أَكونُ سِيَّانِ ..
 أَطرَبُ أَو لا أَطرَبُ سِيَّانِ
أَضْحكُ أَو أَغْضَبُ سِيَّانٍ ..
 كلُّ شيءٍ أَو لا شيءَ سِيَّانِ
  
(الكُلُّ باطِلٌ .. باطِلُ الأَباطيل ..
الكلُّ باطِلٌ .. وقَبْضُ ريـح )
كلماتٌ كان لها فعْلُ السِّحرِ ..
في تَبريرِ وُجودي وسلوكي وانْفعالاتـي .
كنتُ أَفرَحُ كثيراً .. وأَحْزنُ كثيراً .
وكثيراً ما أَحْزَنُ في فَرَحي
وكثيراً ما أَفرَحُ في حُزْنـي.
كنتُ أَعْتقِدُ طِوالَ سنواتٍ بعيدَةٍ ..
أَنِّي في سلامٍ معَ نَفْسي ..
والعالَمِ من حولـي .
شَيئَاً واحِدَاً لم أَعْـرِفْهُ ..
ولم أَسْتَطِعْ أَن أَقوى عليهِ ..
الـبُكاءْ ..
في كثيرٍ من الأَحيانِ كنتُ أَتَمنَّاهُ ولا أجِـدُهُ .
أَحبَبْتُ كثيراً خِلالَ تلكَ السَّنواتِ ..
في قِمَّةِ نَشْوتـي بِلَحظاتِ الـحبِّ ..
كنتُ أَقولُ ماذا يعْني هذا .. ؟
وأُجيبُ ..لا شيءَ !
كنتُ أَكْتُبُ شِعراً فيهِ الصِّدقُ والمُعاناةُ ..
لَحْظَةَ كتابتِهِ لكنْ ..
سُرعانَ ما أَسخَرُ منهُ .. ومِنِّي ..
ومن جميعِ الشُّعراء .
كنتُ أَتلو شِعري على بعضِ الأَصدقاءِ ..
وعندما يُعْجبُهمْ ..
أَقولُ بِكلِّ الثِّقةِ .. ورُبَّما بِكلِّ الوقاحةِ ..
إِنَّهُ .. ( كلامٌ فارغٌ )
ولكنِّي أَظَلُّ أُحبُّ .. وأَظَلُّ أَكتُبُ الشِّعْرَ .
ومرَّتْ سَنواتٌ طوال ..
تركتْ في قلبي كثيراً من بَصَماتِ الجمالِ ..
الَّذي كنتُ أَهواهُ ولا أَزال .
وفَجْأَةً ظَهَرْتِ أَنتِ في حياتـي ..!
كما يَجيءُ الإِعصارُ ..
فَطوى في دوَّاماتِهِ كلَّ فلْسَفَةِ الماضي .
وبَدَأَتْ في حياتـي صَفَحَاتٌ جَـديـدات .
أَصْبَحتُ أَنْظُرُ إلى سَنَوَاتـي الماضيَةِ ..
وأَعْجَبُ كيفَ كنتُ أَتَحَمَّلُها ..
وكيفَ كنتُ أَعيشُ حياتـي خِلالَها ؟
وبَدا لي أَنَّها جـميعاً .. باطِلُ الأَباطيل .
الجمالُ الَّذي كنتُ أَهْـواهُ ..
بَدا لِعَيْنَيَّ في عَيْنيْكِ ..
ضَـرْباً من الأَساطيرِ الَّتي لا تُصَدَّق .
الشِّعْرُ أَصْبحَ لهُ طعْمٌ غريبٌ وجَديدٌ ..
ما تَذَوَّقْتُهُ من قَـبْـل .
أَن ألْقاكِ أَو لا أَلْقاكِ 
بينهما بُعْدُ السَّماءِ من الأَرضِ .
وعَرَفـتُ معَكِ أَن أَبكي كالأَطفالِ ..
بـدُموعٍ حقـيقـيَّة ..
وأَن أَضحكَ كأُسامة ..
صَديقي الطِّفلِ الَّذي حَدَّثْتُكِ عنهُ .
وعندما أَحْزَنُ وتسيلُ دموعي ..
سُرْعانَ ما أَعودُ لِتلكَ الضَّحكةِ الصافيَةِ ..
الَّتي يُطْلِقُها أُسامةُ ..
بعْدَ لَـحَظَاتٍ من بُكائِـهِ العنيف .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أغنيةٌ للمحبوب )
*عَرْضُ حال . كتابة فصيحة لكلمة (عُـرضُحال ) العاميَّة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2019 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

109,436