هُيام

 

ها أنا أبدأ رقصة الحياة على مسرح اللامعقول و شعرى الأشقر فى ضفيرة خلف ظهرى يترنح معى على

 

أنغام موسيقا بحيرة البجع، تحيطنى هالة من الإعجاب و شعور بالكبرياء يحملنى إلى علياء نفسى 

 

فأرقص و أرقص كأميرة فى مملكة النسيان.

 

لأدون فى دفاترى تاريخا ﻻ وجود له رغم أنه يحكى حقيقة مشاعرنا التى ﻻ يعترف بها غيرنا.

 

و فى كل رقصة أرقصها ألمحك جالسا هناك تحت الضوء الخافت على كرسى.

 

صامد أمام أنوثتى، يرشدنى إليك عبيرك المميز برائحة الروزمارى.

 

تتلاقى أعيننا لترى لهفتى و تكاد أن تنسينى رقصتى.

 

إلى أن يأتى ذاك الراقص البطل ليراقصنى فأرحل معه عنك فى رقصة هى لك.

 

ﻻ أنظر إليك ...

 

أطلق جوارحى معه أو بالأحرى معك لأتناسى العالم من حولى و أغرق فى غايات التمنى و أباطيل الغرام

 

إلى أن تنتهى رقصتى و أفيق على تصفيق الجمهور الحار و إذا بى ﻻ أجدك فى مكانك، رحلت و تركتنى 

 

لحزن شخصت له عيناى.

 

أحدث نفسى: أمن المعقول أن يهرب منى و أنا أرقص له، ليس معقوﻻ أﻻ يكون قد أدرك ذلك أو ظن أنى 

 

كنت أراقص غيره.

 

ألم يعلم أنى كنت معه طيلة رقصتى، ألم يستطع أن يرى ذلك فى أحاسيسى لمجرد أنى أحلت النظر عنه.

 

من أجل ذلك غضب و تخلى عنى ... غير معقول.

 

ظننت أنى أنا و أنت أسمى من ذلك، أسمى من البشر، و مما يلحق الفكر من نقصان، أم أنَّا من حملنا 

 

النقص إلى عالمنا لمجرد وجودنا فيه، ربما ﻷن صفة النقص تلحق بالإنسان و ليس بعوالم الخيال.

 

فكما يقال: فى الخيال ﻻ محال.

 

لقد وضعتنى هنا أمام أمر محير: أحقا أن الخيال كامل بدوننا؟! و أننا إذا سكنا فيه فقد شيئا من كماله 

 

لأجل وجودنا فيه، رغم أنه بإمكاننا أن نشكله كيفما نشاء و لكن يظهر أن الشىء المشوه بداخلنا ينتقل إليه 

 

دون أن ندرى.

 

و مازال للهيام بقية

misnana

و يبقى الأدب مخلص الروح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2014 بواسطة misnana

مجلة حنان

misnana
مجلة أدبية تهتم بالآداب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,281

مجلة حنان للآداب و الفنون

مجلة حنان للآداب و الفنون