العرافة كيومي- دومينيكو زامبيري
يعتبر دومينكو أحد أهم الرسامين الإيطاليين في عصور النهضة, و
تنسب إليه العديد من الجداريات و اللوحات في القصور و الكنائس
الإيطالية, ويعود الفضل إليه في تطوير فن رسم المناظر الطبيعية و
الاحداث الدينية التاريخية التي غلبت على أعماله الفنية. هذه اللوحة
احدى اللوحات الدينية التي رُسمت بناءاً على طلب الكاردينال
بورغيزي سنة 1616... تصور اللوحة العرافة كيومي أحد أهم
العرافات على مر التاريخ, و تعود شهرتها إلى النبوءة التي قالت فيها
ان رجلاً ستحمل به امرأة عذراء في اسطبل في بيت لحم سيكون
المُخلِّص, وقد اعتبر المسيحيون هذه النبوءة فيما بعد أولى البشارات
التي أشارت الى قدوم السيد المسيح عليه السلام, فصارت العرافة
كيومي من أهم رموز الديانة المسيحية فيما بعد, وقد رسمها
دومينيكو في العديد من لوحاته, كما فعل كل من رفايل, جان فانن
ايك و مايكل انجلو و غيرهم في أعمالهم الفنية. سميت كيومي بهذا
الاسم نسبة الى كيوما, المستعمرة اليونانية القديمة في غرب ايطاليا,
سكنت كيومي أحد الكهوف هناك, و كانت تكتب نبوءاتها على أوراق
الشجر و تضعها على باب الكهف, حتى إذا لم يأخذها أحد بعثرتها
الرياح, تعود شهرة كيومي إلى ما قبل الميلاد حيث تم ذكرها أيضاً
في الأدب القديم لكل من الشاعر الروماني أوفيدوس في كتاب
التحولات و فيرجيل في ملحمة الانيادة, والذي وصف الكهف الذي
كانت تسكنه كيومي بأنه كهف تقع على تخومه بوابات كثيرة, تنقل
صدى صوت العرافة وهي تسرد نبوءاتها, وهو ما أثبته عالم الآثار
أميدو ميوري في العالم 1932 عندما اكتشف من خلال الحفريات
في مقاطعة كيوما الكهف الذي قيل أن العرافة كانت تعيش فيه,
حيث أن تضاريس و بنية الكهف تتوافق تماماً مع ما ذكره فيرجيل
في ملحمته.. ماري شيلي الروائية الانجليزية و أحد أهم المكتشفات
زارت الكهف و قامت بتحرير أحد نبوءات كيومي في كتابها الشهير
"الرجل الأخير" والذي تروي فيه قصة أول شخص يعيش في القرن
21 سيشهد نهاية العالم بوباء سيقضي على البشرية..