كان حلم من أحلامى أن أكون محررة فى مجلة، و يكون لى عمود
مخصص، أعبر فيه عن رؤاى، و لكن الحلم طال انتظاره، فكنت أصبر
نفسى برؤية مجلة، أتحسس ورقها، أتنفس أحرفها، أطالع صفحاتها
بحنين، و أمنى النفس بأمل فى غد يفتح لى آفاقه.
لكم أحببت الكلمات المطبوعة بحبر أسود على الورق، و تطلعت إلى
صورة لى بجانب قلمى، أتخيل نفسى كاتبة لها تأثيرها على القراء،
فطيلة عمرى و أنا أتعلق بأقلام على أوراق مجلة أو جريدة أو كتاب،
فأنا مؤمنة جدا بالعلاقة الوثيقة التى تربط القارئ بكاتبه، جاء هذا
الإيمان من انتمائى لكتاب و كاتبات، أثرت أقلامهم فى تشكيل
شخصيتى، و توطيد علاقتى بمبادئ مفقودة، أحببت فيهم الحلم
الوردى، حلم الصبا الذى يلازمنى كظلى عبر مراحل عمرى، فكل منا
لديه حلم مازالت نفسه تهفو إليه.
كم أدمنت الرومانسية الحالمة فى مشاهد يرسموها لنا ببراعة الفنان
المحنك، و بؤس العاطفة فى أسمى معانيها، و أتقنت على يديهم
حوارات أديرها مع نفسى، كل هذا جعلنى أدرك تماما أن أنتمى لعالم
الكتابة، و أنى يونا سأكون كاتبة
و الحمد لله لقد تحول حلمى إلى حقيقة، و أصبحت كاتبة، و ها أنا
أضع بين يديكم مجلتى الأدبية، التى أعتبرها بمثابة ماء الحياة.
حنان