تحديات أمام المعالجون النفسيون الجدد 1- 3

قامت Gerold corey في كتابها النظرية والتطبيق في الإرشاد و العلاج النفسي الذي ترجمه د.سامح وديع الخفش _ و هو كتاب رائع للعاملين في مجال الإرشاد و العلاج النفسي خاصة _ بتحديد بعض المواضيع التي يواجهها المعالجون الجدد و هي كما يلي :
1. .

التعامل مع مشاعر القلق :
إن غالبية المرشدين الجدد عندهم مشاعر متناقضة عند أول لقاءاتهم مع العملاء . إن وجود مستوى معين من القلق يبين أننا على وعي بأننا غير متأكدين بمستقبل علاقاتنا مع عملائنا و بقدرتنا على أن نستمر معا , إن رغبتنا في الاعتراف بوجود هذا القلق و العمل على معالجته و ليس إنكار وجوده تعتبر إشارة إيجابية و من الطبيعي أن يكون هناك شك في أنفسنا , و لكن الأجدى في أن نعرف كيف نواجه هذه الشكوك . و إحدى الوسائل تكمن في أن نبحث مثل هذه الأمور مع المشرف أو مع الزملاء , مع إمكانية الاستفادة بشكل كبير وراء تبادل الآراء و الحصول على سند من الزملاء في العمل الذين هم أيضا ً يعانون من نفس القلق و المخاوف .

2. أن نكون أنفسنا ونصرح عن خبراتنا:
بسبب كوننا حساسين و قلقين في بداية عملنا في الإرشاد , نلاحظ أنفسنا مهتمين بشكل مفرط بما تقوله الكتب و بالآليات التي نستخدمها للاستمرار في عملنا . إن المعالجين الذين تنقصهم الخبرة لا يقدرون معنى أن نكون أنفسنا . فمنن الممكن أن نرتكب خطأ إذا أخذنا التطرف في اتجاهين مختلفين . الاتجاه الأول يمثله المرشدون الذين يأخذون دورا ً ضعيفا ً و لا أثر لشخصيتهم بل يختبئون وراء كونهم خبراء في عملهم . و يلاحظ على هؤلاء المرشدين عدم تمكنهم من إثبات وجودهم و يلجون إلى استخدام القوالب النمطية في توقعاتهم و خططهم . و في الاتجاه الآخر يمثله المرشدون الذين يجاهدون لإثبات أنهم إنسانيون . و يرتكبون الخطأ و هم يتفاعلون مع عملائهم متأثرين بانطباعاتهم التلقائية عنهم و يتحمل العملاء نتيجة هذه الانطباعات غير السليمة . و في كلا الاتجاهين تنقصنا الأصالة و الصدق مع أنفسنا و هي صفات ضرورية لنجاح العملية الإرشادية .

3. تجنب صفة الكمال:
ربما تكون أحد المعتقدات التي تعمل على الشعور بالهزيمة داخل أنفسنا هي تلك التي تحتم علينا أن لا نقع في خطأ أو لا يجب أن نرتكب خطأ . و بالرغم من أننا نؤمن منطقيا ً أن الإنسان ليس كاملا ً لكننا نشعر عاطفيا ً أن ليس هناك مجال و لو ضيق لأن نرتكب خطأ . و أنا شخصيا ً أركز على تلاميذي أن يبتعدوا عن فكرة طلب الكمال ,. و الأمر يحتاج إلى شجاعة و أنت تعترف بعدم الكمال , و أفضل لك أن تكون صريحا مع نفسك و صادقا ً و أنك لست بقادر على أن تصل إلى الكمال .

4. أن نكون صادقين ونعترف بقصورنا ومحدوديتنا :
ليس من الطبيعي أن نتوقع بأن تنجح مع كل عميل , و أن نعرف ذلك و نعترف بذلك . ومن المهم أن نعرف متى و كيف نستخدم الإحالة إلى مصادر أقوى عندما نشعر أن قدراتنا قد عجزت عن الاستمرار في العلاج . و هناك توازن دقيق بين شيئين : الأول أن نعرف فعلاً محدوديتنا الحقيقية . والثاني تحدي ما نعتقد أنه حدود لقدراتنا .
5. فهم فترة الصمت أثناء العلاج :
إن فترات الصمت التي قد تكون مجرد لحظات قليلة أثناء الممارسة العلاجية تبدو ساعات لمرشد مبتدئ وهذا الصمت لا يخلو من معاني كثيرة , من جهة العميل فقد تكون فترة الصمت لأنه يفكر ببعض الأمور التي كانت تناقش أو استبصار قد حصل له في قضية معينة . وقد يكون العميل ينتظر من المعالج أن يقرر ما يرد قوله . أو بالعكس حيث ينتظر المعالج ماذا يريد أن يقوله العميل . ومن الممكن أن يكون كل من العميل أو المعالج قد تشتت فكرهما أو انشغلا فكرا في أمر ما أو أنه لم يكن هناك شيء يقولانه في تلك اللحظة . وقد يتم التفاعل أو التواصل بينهما عن طريق غير الكلام . وقد تتصف فترة الصمت بإنعاش الفكر وتحفيزه أو مشحونة بالتوتر . و لربما كان التفاعل بينهما سطحيا وأحجم كلا الطرفين في الدخول إلى العمق في تحليل المشكلة . عندما يحدث الصمت استغل الفترة بمناقشة العميل عن المعنى وراء هذا الصمت .

6. مواجهة طلبات العملاء :
من النقاط الرئيسية التي تحير الكثير من المرشدين الجدد هي الطريقة التي يجب على المرشد إتباعها تجاه العميل المفرط في الطلبات . وبسبب شعور المرشد أن عليه أن يساعد العميل إلى أقصى حد نراه يحمل نفسه حملا ثقيلا عند محاولته المساعدة أكثر من قدرته وهو يواجه طلبات العميل الكثيرة . من مثل طلبه في أن يجلس مع المرشد أكثر وقت ممكن أو أن يطلب اللقاء أكثر مما يستطيعه المرشد وأحيانا قد يطلب اللقاء لمجرد تفاعل اجتماعي .
بعض العملاء يطلبون بإلحاح أن تظهر لهم أن همك الوحيد هو العناية بهم وأن عليك أن تحمل عبء إيجاد الحلول لمشكلتهم ولمواجهة مثل هذه الطلبات ما عليك إلا أن توضح من بداية الجلسات حدود التوقعات وإنك لا تملك يدا سحرية لشفاء كل المشاكل