جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : ــ
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين " السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها " وهي من المهاجرات الأول ، وذات الحسب والنسب والجمال والجود والورع .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت في حديث طويل : [ ... فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدّق به وتقرّب به إلى الله تعالى ما عدا سوْرة من حِدّة كانت فيها ، تُسرع منها الفيئة ....... ] مختصر صحيح مسلم 1662 .
ومعنى كلامها : " أنها كانت كاملة الأوصاف إلا أن فيها شدّة الخُـلُق وسرعة الغضب ، فإذا وقع ذلك منها ترجع سريعا ولا تصرّ عليه " . انظر التعليق على الحديث في الحاشية " مختصر صحيح مسلم ص 441
ومما يدل على ورعها وخشيتها لله تعالى ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الطويل الذي ذكرت فيه قصة الإفك ، وموقف السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها منه بقولها : [ .... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري فقال : ( يا زينب ! ماذا علمت او رأيت ؟ ) فقالت : يا رسول الله ! أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله تعالى بالورع ... ] متفق عليه . تفسير ابن كثير جـ 3 ص 361 ، الإستيعاب 4 / 1850 ، وأسد الغابة 7 / 126 .
اسمها ونسبها
السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ، أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان اسمها برّة ، فغيـّره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زينب كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنهم أجمعين إذ قالت : ( كان إسمي برّة ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ، قالت : ودخلت عليه زينب بنت جحش ، واسمها " برّة " ، فسماها زينب ، بعد زواجه منها ) أخرجه مسلم برقم : 18 / 2142 .
كنيتها : أم الحكم .
ولقبها : أم المساكين ، كانت تتصف برقة القلب وحب الخير والعطف على المساكين . كانت تعمل وتنفق مما تكسبه عليهم .
إسم والدها : جحش بن رئاب بن يعمر بن صبِرة بن مرة بن كبير بن غـَـنم بن دُوْدان بن أسد بن خزيمة .
اسم أمها : أميمة بنت عبد المطّلب ، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فضلها : ــ
1 : ــ تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه فهي ابنة عمته ، وجدهما واحد .
2 : ــ زوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من زيد بن حارثة رضي الله عنه ، ربيبه وحبيبه ، ومولاه ، اختار له ابنة عمته السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها زوجًا ، ورضيت باختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتزوجت زيدًا ، وأصدقها عشرة دنانير، وستين درهمًا ، وخمارًا ، وملحفة ، ودرعًا، وخمسين مُدّا من طعام ، وعشرة أمداد من تمر . " ومكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها . انظر : [ تفسير ابن كثير جـ 3 ص 648 ] .
وفي فضله روى الإمام البخاري في التاريخ ، والإمام أحمد ، والطبراني في الكبير ، والحاكم رحمهم الله تعالى عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه : ( أما انت يا جعفر فأشبهَ خَلقُكَ خَلقي ، وأشبه خُلـُقي خُلـُقك . وأما أنت يا عليّ فختني وأبو ولدي ّ، وأنا منك وأنت مني ، وأما أنت يا زيد فمولاي ، ومني وإليّ ، وأحبّ القوم إليّ ) الصحيحة 1550 . صحيح الجامع 1348 .
أنعم الله تعالى عليه بالإسلام ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتق من الرقّ ، فكان سيدا كبير الشأن ، جليل القدر حبيبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له الحبّ ، ويقال لإبنه أسامة الحبّ ابن الحبّ . انظر : [ تفسير ابن كثير جـ 3 ص 674 ] .
روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في بيان فضله وفضل أبنه أسامة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر : ( إن تطعنوا في إمارته – يريد أسامة بن زيد – فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله . وأيم الله إن كان لخليقا لها ، وأيم الله إن كان لأحب الناس إليّ ، وأيم الله إن هذا لها لخليق – يريد أسامة بن زيد – ، وأيم الله إن كان لأحبهم إليّ من بعده ، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم ) مختصر صحيح مسلم 1680 .
3 : ــ تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ، في ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة ، وكان لها من العمر خمس وعشرين عاما ، فصارت أما للمؤمنين ، وزوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة . وكان ذلك لما نسخ حكم انتساب الأبناء الأدعياء لغبر آباءهم ، وأمر برد نسبهم إلى آباءهم في الحقيقة ، فإن لم يعلموا آباءهم ، فهم أخوة في الدين وموالي ، وأباح الله تبارك وتعالى الزواج بزوجة الإبن الدّعيّ المطلّقة ، وذلك لإبطال عادة التبنِّى التي كانت في الجاهلية وصدر الإسلام .
فكان زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها بعد طلاقها من زيد رضي الله عنه وانقضاء عدتها ، زيادة في البيان والتوكيدعلى قطع هذه النسبة ، وتحريم بنوّة الأدعياء .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنـّـى زوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه قبل النبوة ، فكان يقال له : زيد بن محمد ، فقطع الله هذه البنوّة لمّا نزلت في شأنه الآيات الكريمة وذلك في قوله تعالى : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الذين تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل . ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمّدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما ) الأحزاب 4 – 5 .
4 : ــ َوليَ الله تبارك تعالى من فوق سبع سماوات ، أمر تزويج السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها لخير الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانت تفخر على أمهات المؤمنين وتقول : [ إن الله انكحني في السماء ] أخرجه البخاري رحمه الله تعالى [ 13 / 348 ] عن أنس رضي الله عنه .
وفي رواية : [ زوَّجكُنَّ أهاليكُنَّ ، وزوَّجني الله تعالى من فوق عرشه ] أخرجه البخاري 13 / 347 ، 348 في التوحيد .
وفي رواية : للإمام البخاري رحمه الله تعالى من طريق أنس رضي الله عنه قال : [ جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقِ الله وأمسك عليك زوجك ) قال أنس : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه . قال : فكانت زينب رضي الله عنها تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : [ زوَّجكُنَّ أهاليكُنَّ ، وزوَّجني الله تعالى من فوق سبع سموات ] أخرجه البخاري [ 13 / 347 ، 348 ] . طبقات بن سعد 8 / 103 ] .
فعن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن عن أنس رضي الله عنهما أن رسول الله قال لزيد : ( اذكرها عليّ ) ، قال : فانطلقت فقلت : يا زينب ! أبشري فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل يذكرك ، قالت : ما انا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل عليها بغير إذن ) اخرجه مسلم
( 1428 ) .
أي : دخل عليها عروسا بلا عقد ، ولا مهر ، ولا وليّ ، ولا شهود من البشر .
5 : ــ أنزل الله تبارك وتعالى في ذلك قرآنا يتلى بنصّ كتابه ، قال تعالى : ( وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوّجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ) الأحزاب 37 .
تنبيه : " الذي أخفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو : إخبار الله تبارك وتعالى إياه أنها ستصيرزوجته ، وكان يحمله على إخفاء ذلك خشية قول الناس : تزوّج امرأة ابنه ، وأراد الله إبطال ما كان عليه اهل الجاهلية من احكام التبني بأمر لا أبلغ في الإبطال منه ، وهو تزوّج امرأة الذي يدعى ابنا ، ووقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أدعى لقبولهم " . انظر :
[ سير أعلام النبلاء جـ 2 ص 311 ، الحاشية ]
6 : ــ نزول آية الحجاب وما فيها من أحكام وآداب شرعية صبيحة عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها . روى البخاري رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : [ لما تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون، فإذا هو يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، لما رأى ذلك قام ، فلما قام ، قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا القوم جلوس ، ثم غنهم قاموا فانطلقوا ، فجئن فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا فجاء حتى دخل ، فذهبت ادخل فألقي الحجاب بيني وبينه ، فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي ) الآية ورواه مسلم من طرق عن معتمر بن سليمان به . .
7 : ــ ثبوت وليمة النكاح في هديه صلى الله عليه وسلم ، لما تبيّن لنا من أدلة ، وأن وليمة عرسه صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت أفضل مما أولم على غيرها من نسائه وأكثر بركة ، فعن أنس رضي الله عنه قال : [ ما رأيت رسول الله أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب فإنه ذبح شاة ] أخرجه مسلم .
وعنه رضي الله عنه قال : [ ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أوْلمَ على زينب ] فقال ثابت الـبنانيّ : بما أولم ؟ قال : [ أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه ] أي شبعوا . أخرجه مسلم .
وعن ابن أبي حاتم : حدثنا ابي حدثنا أبو المظفّر ، حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي عثمان اليشكري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : [ أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض نسائه ، فصنعت أمّ ُسلَيم حيسا فجعلته في توْر ، فقالت : يا أنس ! اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقرئه مني السلام ، وأخبره أن هذا منا له قليل . قال أنس : والناس يومئذ في جهد ، فجئت به فقلت : يا رسول الله ! بعثت بهذا أم سليم إليك ، وهي تقرئك السلام ، وتقول : أخبره أن هذا منا له قليل . فنظر إليه ثم قال : ( ضعه ) فوضعته في ناحية البيت ، ثم قال : ( اذهب فادع لي فلانا وفلانا ) فسمّى رجالا ، كثيرا وقال : ( ومن لقيت ) فدعوت من قال لي ومن لقيت من المسلمين . فجئت والبيت الصفّة والحجرة ملأى من الناس ، فقلت : يا أبا عثمان ! كم كانوا ؟ فقال : زهاء ثلاثمائة . قال أنس : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنس ! هات التّوْر ) وفي رواية ( جيئ به ) فجئت به إليه ، فوضع يده عليه ، ودعا وقال : ( ما شاء الله ) ثم قال : ( ليتحلّق عشرة عشرة ، وليسمّوا ، وليأكل كل إنسان مما يليه ) فجعلوا يسمون ويأكلون حتى أكلوا كلهم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارفعه ) فجئت فأخذت التوْر فنظرت فيه ، فما أدري أهو حين وضعت أكثر أم حين أخذت ؟ ، قال : وتخلّف رجال يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دخل بها معهم مولّية وجهها إلى الحائط ، فأطالوا الحديث ، فشقوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أشد الناس حياء ، ولو أعلموا كان ذلك عليهم عزيزا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ، فسلم على حجره وعلى نسائه ، فلما رأوه قد جاء ، ظنوا انهم قد ثقلوا عليه ، ابتدروا الباب فخرجوا ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل البيت وأنا في الحجرة ، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته يسيرا ، وأنزل الله عليه القرآن ، فخرج وهو يتلو هذه الاية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي ) الآيات . قال أنس فقرأهنّ عليّ قبل الناس ، فأنا أحدث الناس بهن عهدا الآيات ] رواه مسلم ، وعلقه البخاري في كتاب النكاح ، انظر تفسير ابن كثير جـ 3 ص 665 ــ 666 .
8 : ــ أنزل الله تعالى كفارة يمين حلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حرّم بها عسلا كان يشربه عند السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ، وذلك في سورة حملت اسم : " التحريم " . فقد أخرج الإمام البخاري ومسلم من طريق ابن جريج عن عطاء أنه سمع عبيد ابن ُعمير يقول : [ سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا ، فتواصيْت أنا وحفصة أنْ أيتنا ما دخل عليها ، فلتقل إني أجد منك ريح مغافير ! أكلت مغافير ! فدخل على إحداهما ، فقالت له ذلك . قال : بل شربت عسلا عند زينب ، ولن أعود له . فنزل : ( لم تحرم ما أحل الله لك ) سورة التحريم 1 . إلى قوله تعالى : ( إن تتوبا ) ] . إن تتوبا : يعني : حفصة وعائشة رضي الله عنهن .
( وإذ أسرّ النبي ) : قوله : ( بل شربت عسلا ) .
والمغافير : هو صمغ ينضحه العرفط - نوع من الشجر - ، فيوضع في ثوب ، ثم ينضح بالماء فيشرب ، وله رائحة منكرة . أخرجه الإمام البخاري [ 11 / 499 ] في الأيمان والنذور : باب إذا حرّم طعاما ، وفي الطلاق 9 / 330 ، 331 : باب ( لم تحرم ما أحل الله لك ) ، وأخرجه مسلم ( 1474 ) في الطلاق : باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينوِ الطلاق .
9 : ــ كانت أسرع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به بعد وفاته : ــ فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا ) قالت : ( فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت : أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق ) . مختصر صحيح مسلم 1675 .
وأورد البخاري حديثا عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم : أينا أسرع بك لحوقا ؟ قال : ( أطولكنّ يدا ) . فأخذوا قصبة يذرعونها ، فكانت سودة أطولهن يدا ، فعلمنا بعد : أنما كانت طول يدها : الصدقة ، وكانت أسرعنا لحوقا به ، وكانت تحب الصدقة ] أخرجه البخاري برقم : 1354 .
( يقصد بطول اليد : الصدقة ) .
فكانت السيدة زينب - رضى الله عنها - أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك في سنة 20 هـ عن عمر يناهز خمسين عاما .
10 : ــ كانت أول من حُمِل على نعش من نساء المسلمين : فعن عارم قال : حدثنا حماد ، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : [ لما ماتت بنت جحش أمر عمر مناديا : ألاّ يخرج معها إلاّ ذو محرم . فقالت بنت عميس : ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم ؟ فجعلت نعشا وغشّته ثوبا . فقال : ما أحسن هذا وأستره ! . فأمر مناديا ّ، فنادى أن اخرجوا على أمكم ] إسناده صحيح . انظر : " سير اعلام النبلاء جـ 2 ص 3 " . و " طبقات ابن سعد 8 / 111 " .
11 : ــ روت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، أحد عشر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر : كتاب : [ عناية النساء بالحديث النبوي للشيخ مشهور بن حسن ] حفظه الله تعالى .
رضي الله عن أمنا أم المؤمنين " السيدة زينب بنت جحش وأرضاها ، وجعل الفردوس الأعلى مأواها ، وجمعنا بها في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .