خلق ركن خاص للعمل في مساحة صغيرة .. عدد متزايد من الوظائف المكتبية تحول لوظائف تنجز من المنزل، علاوة على أن عدد الأشخاص الذين يضطرون للعمل في منازلهم لإنهاء مهامهم أو مراسلاتهم في تزايد مستمر بسبب تطور التكنولوجيا
ظروف الحياة تغيرت في العقود الأخيرة، ولا أدل على هذا من أن العمل لم يعد يقتصر على وظيفة في مكتب تبدأ عند الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا وتنتهي عند الساعة الخامسة مساء، بل أصبح جزءا من حياة الإنسان اليومية، لا يتحدد بأوقات أو أماكن معينة.
فعدد متزايد من الوظائف المكتبية تحول لوظائف تنجز من المنزل، علاوة مع أن عدد الأشخاص الذين يضطرون للعمل في منازلهم لإنهاء مهامهم أو مراسلاتهم في تزايد مستمر بسبب تطور التكنولوجيا.
نتيجة لذلك لم تعد هناك أوقات أو أماكن خاصة بالعمل وأخرى بالاسترخاء، بعد أن أصبح الكمبيوتر النقال أو الـ«آي باد»، وما شابههما من إكسسوارات تقنية، رفيقا في غرف المعيشة أو النوم بل وحتى المطبخ.
لهذا كان من الطبيعي أن تتطلب هذه الظروف تعاملا جديدا مع الديكور المنزلي، يُراعى فيه توفير الراحة والعملية على حد سواء، بخلق غرفة مكتب مستقلة، أو على الأقل ركن خاص يتوافر على طاولة عندما لا تتوافر غرفة أو مساحة كافية لذلك، فضلا عن أثاث خاص يفهم متطلبات عصر المعلومات.
المشكلة تبرز في غالب الأحيان عندما لا تكون هناك مساحات كافية، وفي هذه الحالة فإن اللجوء إلى حلول ذكية هو الحل.
وتتمثل هذه الحلول في قطع الأثاث متعددة الأغراض وفي تجهيزات بسيطة قد تكون على شكل منضدة عادية ترتكز على أرجل أو حتى مثبتة على حائط بمفصلات، توفر مساحة كافية لحاسوب شخصي أو حاسوب محمول.
تقول سيجلينده سوننهولتسر، وهي مستشارة متخصصة في تقديم النصح بشأن ترتيب المنازل، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «الأثاث المكتبي الخاص مكلف، كما أنه ليس الحل المثالي عندما تكون في حاجة لمساحة عمل محدودة. فقد تكفيك منضدة لا يقل ارتفاعها عن 80 سم، ومقعد متعدد الأغراض قابل للتعديل للقيام بهذه المهمات».
وتضيف أن الأمر أيضا لا يحتاج لأكثر من خزانة في نهاية رواق يمكن تجهيزها لتخدم الغرض، إضافة إلى أنها تكون المكان الأمثل لإخفاء طابعة وغيرها من الأدوات التي تحتاجها للعمل لكن لا تضيف إلى المكان أي جماليات.
هناك أيضا إمكانية وضع ستارة أو واجهة قابلة للطي، بارافان، لإخفاء موقع عملك عن الأعين.
أما باربارا شوايبولد، المتحدثة باسم رابطة مصنعي الأثاث في فيسبادن بألمانيا، فتلفت النظر إلى مراعاة اختيار مواد هذه القطع.
فرغم أنها ترجع لذوق الإنسان طالما كان يفكر داخل حدود منزله، فإنه ليست كل المواد تصلح للاستخدام المكتبي، مثل المكاتب ذات الأسطح الزجاجية على سبيل المثال. فهي، كما تشير، غير عملية، بسبب أن سطح الزجاج بارد ومن ثم فلن تتمكن من إراحة ساعديك أو رسغيك عليه.
أما إذا كان الغرض من المكتب مجرد مراجعة البريد أو الفواتير، فيمكن التفكير في طاولة مرتفعة قابلة للطي لإخفائها داخل أحد الحوائط بعد الانتهاء منها. لكنها في الوقت نفسه تشير إلى توافر مكاتب عالية التقنية تظهر بضغطة زر، يكون نصفها عبارة عن طاولة مطبخ ونصفها الثاني يكشف عن مساحة للعمل، مما يجعلها حلا عصريا وعمليا في الوقت ذاته.
وهذا ما أخذته شركة «هايفله» بعين الاعتبار عندما طرحت طاولة من هذا النوع، يستعمل أحد جوانبها للشرب والجانب الآخر كمكتب يوضع عليه حاسوب شخصي.
وقد استلهم تصميمها من ضيق المساحات في الشقق الصغيرة، وبالفعل أوفت الفكرة بالغرض. ليس هذا فحسب، بل يمكن أن تعتبر إضافة إيجابية إلى نمط الحياة. وهو ما تشرحه انيت بلانك، المتحدثة باسم الشركة، بقولها «كما نتوقع اليوم أن تتوافر كل الإمكانات في هواتفنا الخلوية، فإن فكرة الأغراض ذات الوظائف المتعددة باتت حاضرة في كل مناحي حياتنا».
- فكرة خلق مساحة خاصة بالعمل في البيت، مهما كانت مساحته، ليست بالعملية المستحيلة، لا سيما أن هناك أركانا غير مستعملة يمكن استغلالها لهذا الغرض مثل الزوايا.
- مكتب صغير في ركن من غرفة المعيشة أو النوم بأرفف يمكن أن يكون شرا لا بد منه إذا كانت مساحة البيت محدودة. لهذا لا بأس في هذه الحالة من اللعب على جماليات قطع الأثاث وحجمها وألوانها، بحيث لا يجب أن تكون بتصميم جد عملي إلى حد البرودة، كما يجب ألا تكون بحجم ضخم.
- من المهم أن تكون الخزائن كافية وكذلك الأرفف حتى يبقى المكان مرتبا ولا شيء ظاهرا للعيان.
- إذا كنت تتوفر على غرفة طويلة ذات سقف عال فيمكن وضع مكتب في ركن منها وإخفاؤه بخزانة عالية ومبتكرة من الأرض إلى السقف تحتوي على كل ما تحتاجه للعمل في الجزء المواجه للمكتب، وعلى ديكورات أو كتب في الجهة الأخرى.
- ليس من الضروري أن يبقى الركن الخاص بالعمل جامدا، ولا بأس من تعليق لوحات فنية في جانب منه، أو وضع نباتات خضراء أو مزهريات في جوانب أخرى منه.
- في الأماكن الصغيرة تعتبر الأرفف المعلقة على الجدران الحل الأمثل، لأن ابتعادها عن الأرض يجنب الإحساس بضيق المكان.
- كرسي دوار مفيد في الأماكن الصغيرة لأنه يمكنك من الوصول إلى كل أغراضك من دون أن تضطر للوقوف في كل مرة ومراوغة طريقك للجلوس ثانية.
- تخلص من كل الأوراق والأغراض بعد الانتهاء منها حتى لا تتراكم وتخلق فوضى.
نشرت فى 7 يوليو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
272,508
ساحة النقاش