غوغل تحب مهندسيها، لذا من غير المستغرب أن يكون المهندسين البرمجيين من الأعلى دخلاً بين موظفي الشركة. لكن هناك عدة مهام أخرى في الشركة والتي يحصل من يقوم بها رواتب ومزايا تنافسية.
نذكر أن عدد الموظفين في كافة مكاتب غوغل عبر العالم 33,077 موظف يعملون بدوام كامل. و فيما يلي قائمة بالوظائف الأعلى دخلاً سنوياً في شركة غوغل وبعضها قد يفاجئكم، الرواتب سنوياً و بحسب موقع glassdoor المتخصص بالوظائف.
20 – مساعد لقسم المبيعات و العمليات: الراتب : 50200 $
يقع مدراء الحسابات والمبيعات في أدنى سلم الوظائف الأعلى دخلاً في الشركة. ويقع مساعدي اولئك المدراء في المرتبة الأدنى منهم.
19- مساعد برنامج Adword: الراتب : 53538$
لأن البرنامج الاعلاني لغوغل يحقق قسم كبير من أرباحها فإن المساعد المسؤول عن هذه المنصة يتميز عن مساعدي الأقسام الأخرى، ولكن لايزال هؤلاء الأشخاص يجنون نصف ما يحصل عليه المهندسين.
18- مدير الحسابات: الراتب : 68188$
يعد مدير الحسابات مسؤولاً عن العلاقات بين المبيعات و التسويق مع الزبائن الكبار والمعروفين. ويعمل القسم الأكبر من فريق المبيعات في غوغل بمقرها في نيويورك.
17- محلل أعمال: الراتب : 80510$
بالرغم من أن هناك عشرات التطبيقات البرمجية التي تستخدم لتحليل العمليات المالية، إلا أن غوغل لاتزال تصر على استخدام موظفين بشر محترفين من أجل ضمان تدفق الاموال بشكل انسيابي إلى الشركة. وهذه الوظيفة تختص بالتعامل مع الأرقام بشكل كبير لذا تتطلب من شاغلها الدقة العالية.
16- مهندس برمجيات متدرب: الراتب : 82488$
وهؤلاء ادنى درجات المهندسين إلا انهم يحصلون على رواتب أفضل من المسؤولين عن المبيعات والتسويق. مهندس البرمجيات المتدرب في غوغل يحصل على الاعلى مقارنة بمثيله في الشركات الاخرى.
15 – مهندس شبكات: الراتب : 87219
من الوظائف الاكثر مسؤولية في الشركة، فمهمة مهندس الشبكات أن يضمن أن كل شيء داخل شبكة الشركة يعمل بشكل سليم وربط كافة الأجهزة وبدون حصول أية تعارضات.
14- مصمم واجهة المستخدم: الراتب : 87661$
لا شك أن المصممين لهم قيمة عالية لدى الشركات التقنية عموماً، ولكن بعض الشركات ومنها غوغل تدفع للمهندسين اكثر من المصممين.
13- رئيس مدير الحسابات: الراتب : 89778$
يحصل بعض مدراء الحسابات على رواتب أعلى من المهندسين المتدربين، لكن ليس اعلى من مهندسي البرامج التقليدين. لكنه لايزال راتباً جيداً
12- مدير قواعد البيانات: الراتب : 94420$
تملك غوغل كم هائل من البيانات والتي يجب أن تصل إليها وتستخدمها بشكل دائم من أجل الحفاظ على سرعة في عرض نتائج البحث الملائمة.
13- مهندس موثوقية الموقع: الراتب : 94934$
يمكنك أن تخسر آلاف أو ربما عشرات آلاف الدولارات إذا توقف موقعك عن العمل حتى لمدة ثواني، وغوغل كذلك وربما ستخسر أكثر لذا يجب أن يكون موقعها يعمل بشكل دائم أو أقرب للديمومة والحفاظ على انسيابية في سرعة البحث.
10- باحث تجربة المستخدم: الراتب : 95320$
في حين أن مصممي واجهة المستخدم يعملون على شكل المنتجات وكيف ستبدو للمستخدم، إلا أن باحثي وتجربة المستخدم يعملون على أن تعرف غوغل كيف سيشعر المستخدم تجاه المنتجات. وبهذه الطريقة تكشف غوغل عن أي تصميم يناسب المنتج وتعتمده.
9- مهندس البرمجيات: الراتب : 103436$
يعدون الكل بالكل بالنسبة لغوغل، فهؤلاء المهندسين يعملون على أنجاز كافة المهام التي تتطلب البرمجة لكافة منتجات غوغل كالبحث وحتى أندرويد.
8- محلل مالي: الراتب : 104819$
يختلف دور هذا المحلل عن محلل الأعمال، فمن أبرز مهامه ضمان إنشاء تقارير سريعة ومناسبة عن الحالة المالية لكل منتج للشركة، كم يربح، كم يخسر، كم يكلف، كم يحتاج تمويل وغير ذلك.
7- مدير تسويق منتجات: الراتب : 106667$
يحدد مدير التسويق ما يريده الزبائن من منتجات الشركة ويقوم بتسويقها إليهم. هذه الوظيفة تتطلب مهارات أكبر في البحث.
6- مهندس ابحاث البرامج: الراتب : 116593$
توظف غوغل المهندسين أيضاً للبحث عن المشاريع الجديدة التي ربما تدخل فيها الشركة.
5- مهندس أبحاث: الراتب : 117900$
أيضاً توظف غوغل مهندسي الأبحاث ليس للمشاريع البرمجية فقط انما ايضاً لمشاريع الأجهزة والعتاد كالحواسيب و نظارة غوغل مؤخراً مثلاً
4- مهندس مبيعات: الراتب : 118710$
يساعد مهندسي المبيعات زبائن غوغل على حل المشاكل الرئيسية التي يواجهونها مهما كان المنتج الذي يعملون عليه. وهذا الأمر مهم جداً للشركات التي تعمل على تطبيقات غوغل مثل بريد الجي مايل.
3- مدير منتج: الراتب : 119495$
يعد مدراء المنتجات نقطة الوصل بين كافة مشاريع غوغل، انهم يتعاملون مع قسم المبيعات و مهندسي البرامج و مدراء التسويق ولهم علاقة مع كل جزئية من تطوير أي منتج.
وبعض أفضل منتجات غوغل لا تطرح للاستخدام العام من دون وجود مدير منتج جيد.
2- عالم أبحاث : الراتب : 121547$
توظف غوغل أيضاً عدد من العلماء في أقسام المخابر. تعمل غوغل بشكل دائم على عدد من المشاريع الجانبية مثل السيارة ذاتية القيادة والتي تحتاج لعلماء يقومون بالأبحاث والتجارب والتطوير. كما أنها تعمل في مجال البيانات وهندستها لتطوير نماذج اذكى للبحث.
1- مدير مهندسي البرامج: الراتب: 139084$
كما قلنا أن غوغل تحب مهندسيها وهم أساس عمل الشركة، فمن الطبيعي أن يكون مدير المهندسين صاحب أعلى راتب في السلم الوظيفي في الشركة. ويبدأ المهندس عمله في الشركة كمتدرب ومع التطور والخبرة يترقى ليحصل على راتب ضعف راتبه أول العمل في الشركة.
إن كنت تسأل عن المدير التنفيذي إيريك شميدت، او مؤسسي غوغل كل من سيرغي براين أو لاري بايج، فأعلم ان راتبهم يبلغ 1 دولار فقط.. نعم 1 دولار فقط ومنذ عام 2004 يتقاضون هذا الراتب السنوي. لكن !..
يحصل كل منهم على تعويضات سنوية من خلال ارتفاع قيمة الأسهم التي يملكوها في الشركة، فمثلاً تقاضى إيريك شميدت تعويضات إجمالية عن العام الماضي 101 مليون دولار وهو أعلى 300% من تعويض عام 2010. إذن قائمة الرواتب أعلاه تخص الموظفين وليس الإدارة العليا .
قصة موظف سابق
للوهلة الاولى تبدو غوغل على انها الشركة المثالية للعمل، بالرغم من أنها حصلت على المركز الأول في مؤشر أفضل مكان للعمل في العالم لعام 2012 بحسب مجلة fortune الأمريكية المتخصصة، إلا أن هناك الكثير من الموظفين الذين ينتقلون إلى غوغل ثم تبدأ الامور تسوء ويتركون الشركة.
ومن بين اولئك الموظفين المهندس James Whittaker الذي كان يرأس فريق من المهندسين الذين يعملون على الشبكة الاجتماعية غوغل بلس ، والذي انتقل من غوغل إلى مايكروسوفت كتب في مدونتها عن اسباب تركه العمل في الشركة.
وقال أن شهوره الأخيرة في العمل كانت بمثابة ” عاصفة من اليأس “. وأضاف أن غوغل التي يتوق للعمل فيها أي مهندس كانت شركة تقنية تمكّن موظفيها على الإبتكار والإبداع. وأن غوغل تحولت إلى شركة دعائية وحيدة التركيز.
وانضم Whittaker إلى غوغل عام 2009 وترك الشركة ابريل الماضي، و وصف أن ثقافة الشركة تحولت إلى مرحلتين .. قبل غوغل بلس وبعدها. وبرأيه أن ما بعد غوغل بلس اصبحت مرحلة مزرية للغاية.
وعادة ما تسمح غوغل لموظفيها من استخدام 20% من موارد الشركة و الوقت لإبتكار منتجات أو أفكار جديدة والعمل على مشاريع خاصة. وبفضل هذه الطريقة انطلق الجي مايل و كروم و الأدسنس. لكن وبرأي المهندس أن اليوم الشركة كل تركيزها هو منافسة فايس بوك.
ويرى أن أولوية الشركة الآن هي غوغل بلس وكل شيء لايتعلق بها يعد مضيعة وقت. وأن الشركة خفضت النسبة المتاحة لأن يعمل فيها الموظفين على مشاريعهم الخاصة مما يزيل مظاهر الإبتكار من الشركة.
10 أسباب تجعل غوغل مكان سيء للعمل
- نظام المكافآت والعلاوات يستند بشكل أساسي على إطلاق المنتجات: حيث أن الموظفين لاينالون مكافآت على تحسينات المنتج بالرغم من أنهم مطالبين بهذا العمل.
- هناك ضغط كبير من زملاء العمل للبقاء لأوقات طويلة في المكاتب لأن البقية سيمضون طول اليوم في المكتب، وتشجع غوغل موظفيها خاصة الطموحين منهم على البقاء في الشركة حتى ولو اصبح كأنهم يعيشون فيها
- الترفع في المناصب أصبح اصعب من قبل، حيث تشير بعض التقارير إلى أن الترفع الإداري في الشركة لبلوغ مناصب الإدارة العليا يحتاج 15 سنة على الأقل.
- ضعف الإشراف، وهذا سبب يجده البعض دافعاً لترك العمل حيث أن غوغل تترك الموظفين يعملون بحرية مطلقة طالما أنهم بالنهاية يحققون الهدف من العمل.
- لو لم تكن تعمل في الفرع الرئيسي للشركة في كاليفورنيا فإنه من الصعب الترقي في الشركة إن كنت تعمل في مكاتب دولية.
- غوغل اصبحت شركة كبيرة، بالرغم من محاولات لاري بايج الحثيثة لإبقاء الشركة كأنها نابضة بالحياة، إلا أنها تحوي آلاف الموظفين مما يلغي بالتالي أهمية إبداع الشخص الفردي أحياناً ويكون غير ملاحظ كما لو كان يعمل في شركة ناشئة مع فريق صغير.
- لا تتم معاملة الموظفين بالتعاقد كما الموظفين الدائمين، حيث أن هناك أقسام داخل الشركة يحظر على الموظفين المؤقتين الدخول إليها.
- أحياناً يعمل عدة فرق عمل على نفس المشروع من دون أن يعرفوا ببعض مما يسبب هدر في الجهد و الموارد فقط من أجل التأكد من أن المشروع سيصل لنفس النهاية.
- بيئة العمل في غوغل تنافسية للغاية، وبالتالي أصحاب القلوب الضعيفة من المهندسين الذين لا يملكون القدرة على المخاطرة لإثبات ذاتهم. غوغل ليست مكان مناسب لهؤلاء.
- غوغل شركة مبنية على المهندسين، وطالما أن مؤسسيها مهندسي حواسيب. بالتالي لا يشعر الموظفين في الأقسام الإدارية والعلاقات العامة بنفس الأهمية التي تولى لموظفي الأقسام التقنية كالمهندسين والمبرمجين.
لماذا يترك موظفي غوغل عملهم؟
في عام 2008 قام قسم الموارد البشرية في غوغل بإنشاء مجموعة خاصة على google group ودعت إليها موظفين سابقين في الشركة لتسألهم عن أسباب تركهم العمل. وسربت المحادثات التي جرت بين الموظفين والمسؤولين والتي تبين بصراحة من وجهة نظر الموظفين أسباب تركهم الشركة التي يعتبرها الكثير الشركة المثالية.
أول الأسباب التي لاحظتها هي أن الموظفين اشتكوا من ضعف الرواتب بالمقارنة مع شركة بحجم غوغل و بشركات اخرى قد تدفع لهم أكثر لأداء نفس المهام، وغيرهم قالوا انهم فقدوا المزايا الإضافية التي كانوا يحصلون عليها أول عملهم في الشركة. وبعضهم أشار إلى البيروقراطية الموجودة في الشركة بالإضافة للإدارة الضعيفة و التوجيه الضعيف كما أن إجراءات التعيين والتوظيف تستغرق أشهر.
بالطبع لم تكن كل الآراء سلبية كما سبق، لكن غالبيتها كان كذلك، ومع هذا فإن بعض الآراء الصريحة قدمت موقف إيجابي عن غوغل إلا انهم يرون من الأفضل الاستقالة وتأسيس شركاتهم الخاصة لتستحوذ عليها لاحقاً غوغل.
يعبر أحد الموظفين عن استيائه من طول مدة التوظيف والمقابلات الصارمة والتي قياساً بشركة مايكروسوفت التي كان يعمل بها، لا تؤدي إلى نتائج ملموسة. بالرغم من كل هذا التشديد في المقابلات إلا أن الموظفين لايزالون يتركون الشركة.
ويستاء آخر عن إلغاء عدد كبير من المطاعم الصغيرة التي تنشرها غوغل بين مكاتب الشركة بداعي التكلفة، معبراً أن أرباح غوغل عندما ترك الشركة كانت 3 مليار دولار وبالتالي تكلفة هذه المطاعم لا تمثل 1% من إجمالي صافي الأرباح السنوية حتى. ويقول أن الشركة يجب أن تجعل موظفيها سعداء بالتنازل عن 2% من أرباحها.
كما تقول Laurent أنها تركت العمل في غوغل بعد 5 أشهر فقط، حيث انها شعرت بالتهميش وأن الجميع مشغولاً بأجهزتهم بدون أي تفاعل انساني. وتقول أن مشكلتها مع غوغل هو اختلاف الصورة في ذهنها كلياً ما بين خارج الشركة وعندما اصبحت موظفة فيها.
وأيضاً ننقل تجربة موظفة عملت في مكتب غوغل في سنغافورة وتقول أنها تركت العمل لأن الراتب متواضع جداً مقارنة بظروف معيشة سنغافورة، وكأن غوغل أمريكا منفصلة عن مكاتب غوغل العالمية. وتؤكد أن صورة غوغل لا تتطابق مع حقيقتها.
الحقيقة إن التجارب عديدة وسأختم بتجربة مبرمج كان ينوي متابعة الدكتوراه إلا أنه أجّل ذلك بعدما تم قبوله في غوغل، وشعر أن الشركة تسانده فعلاً بتطوير مهاراته البرمجية خصوصاً في لغات برمجة مضى زمن ولم يعمل بها. ويقول أنه انضم للشركة كمتدرب لستة اشهر وفي نهاية المدة تم التعاقد معه بشكل دائم وبدون أية مقابلات إضافية.
كان هذا المبرمج يعمل على مشروع منشئ صفحات غوغل Google Page Creator وكان حينها المشروع في مراحله الأولى ومنجز منه 20% فقط، ركّز كل جهوده وخبرته و وقته على المشروع لأنه كان يخطط لأن يضيف منتج جديد لمنتجات غوغل وهو Google Notebook. لم يكن واثقاً من أن الخوض في هذا التحدي عالي المخاطرة كان فكرة جيدة على المدى البعيد, كما أنه لم يخبره أحد بأن هذا المشروع لا يستحق في الحقيقة كل الموارد المرصودة له. وفي نهاية الأمر شعر وكأن كل جهوده هدرت بدون مقابل. وبالتالي ترك العمل في غوغل ضمن إدارة غير مستقرة واستراتيجيات تتغير بشكل سريع وفضل التوجه للحصول على الدكتوراه.
أخيراً، بالرغم من الصورة المبهرة لغوغل وتعاملها مع موظفيها وحرصها على راحتهم، بالرغم من الألف دولار مكافأة و زيادة 10% على رواتب كافة الموظفين التي قدمتها للشركة بعد تصاعد هذه اللهجات المستاءة. لا أحد ينكر أن العمل في غوغل كان مفيداً وتعلم منه الكثير سواء كخبرات في العمل أو خبرات حياتية حتى لا يكرروا تجربة مشابهة مرة أخرى.
ساحة النقاش