واصل القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان «توجيه انتقادات لاذعة لتنظيم الإخوان المسلمين»، معتبرا أنهم «عصابة إجرامية». فيما يبدو أن هجومه الذي تمتلئ به صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بدأ يتجه نحو محمد مرسي الرئيس المصري الجديد ذي الانتماء الإخواني، معتبرا مرسي سيأتي إلى دول الخليج حبوًا ليطلب منها المساعدة، واصفًا اختياره بـ«غير الموفق». وبينما يذكر خلفان بأنه يطلق هذه التصريحات بصفته الشخصية وليس بصفته الرسمية، لم يصدر أي تصريح البتة من أي مسؤول إماراتي ضد تنظيم الإخوان أو ضد وصول محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، على الرغم من أن الخارجية المصرية استدعت السفير الإماراتي في وقت سابق لطلب توضيح حول التغريدات التي أطلقها قائد شرطة دبي ضاحي خلفان في حق الرئيس المصري، ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من الحديث مع خلفان بعد عدة محاولات أجرتها أمس.
وأمس أعلن ضاحي خلفان أنه سيعتزل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى ما بعد شهر رمضان بعد أن أثارت تغريداته على «تويتر» ردود فعل واسعة داخل مصر وخارجها، خاصة بعد أن قال في إحدى تغريداته في حسابه الرسمي على «تويتر» إن الدكتور محمد مرسي سيأتي إلى دول الخليج حبوًا ليطلب منها المساعدة، واصفًا اختياره بـ«غير الموفق». وكتب في صفحته على «تويتر» «عش الدبور الإخونجي لا بد من هدمه»، معتبرا أنه يتكلم عن «عصابة حرامية أكبر من أي عصابة من قبل» مضيفا في تغريدة أخرى ردا على أحدهم «الإخوان سبقوا الموساد».
إلى ذلك كشف خلفان في سياق تغريداته على صفحته الرسمية على الموقع الاجتماعي عن أنه تلقى مئات التهديدات على هاتفه معتبرا أن تنظيم الإخوان المسلمين هو سبب هذه التهديدات. وقال: «وردتني هواتف تهديد تفوق ألفي مكالمة في أقل من 72 ساعة»، مضيفا: «لا شك عندي أن بلطجية الإخوان تفوق بلطجية حبيب العادلي أضعافا مضاعفة».
ويتلقى ضاحي خلفان العديد من الانتقادات كما الإطراءات على صفحته، بسبب مواقفه التي يطلقها ضد الإخوان وهو يوجه رسالة للشباب الإماراتي في هذا السياق بالقول: «فقط ليرى شبابنا الإماراتي بالذات لغة الخطاب التي يتحدث بها ثوار الربيع العربي».
ولا يدرج خلفان مواقفه النارية هذه في إطار التصريحات الرسمية بصفته قائدا عاما لشرطة دبي بالقول: «أنا لا أصرح أنا أتحدث كما تتحدث أنت أو أي شخص آخر في مجلس الفضاء الإلكتروني»، موجها شكره «لكل الذين يقفون للتصدي للإخوان» الذين وصفهم بـ«العصابة المتأسلمة»، مؤكدا في تغريدة أخرى أنه سوف يتحدث في مؤتمر صحافي «لمطالبة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بكف الأذى عن ديارنا إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر»، إلا أنه لم يحدد موعدا لهذا المؤتمر.
وفي وقت سابق وصفت الخارجية المصرية تصريحات «خلفان» بأنها لا تتناسب مع طبيعة العلاقات المتميزة بين البلدين، ولا تتفق مع المواقف الصادرة عن أرفع مستويات الدولة الإماراتية، التي رحبت بنتائج أول انتخابات رئاسية ديمقراطية بمصر في أعقاب ثورة 25 يناير.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية أصدرت بيانا في 24 يونيو (حزيران) أكدت فيه أن الإمارات العربية المتحدة تتابع باهتمام التطورات التي تشهدها مصر، معتبرة أنها «ترحب بما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات الرئاسية وتحترم خيار الشعب المصري الشقيق في سياق مسيرته الديمقراطية».
وأضاف البيان أن الإمارات «تأمل أن تتكاتف الجهود الآن نحو تأمين الاستقرار والتآلف والتعاون بين الجميع وفي إطار العمل الوطني المشترك تحقيقا للمصالح العليا وما يصبو إليه الشعب المصري من أمن واستقرار وحياة كريمة ونماء». وكان الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد بعث برقية تهنئة إلى الرئيس المصري محمد مرسي بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة المصرية، تمنى خلالها أن «تشهد تحت رئاستكم مزيدا من التقدم والنماء.. متمنين لكم ولمصر وشعبها الشقيق كل أمن وسلام وازدهار تحت قيادتكم الحكيمة».
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برقية تهنئة مماثلة إلى مرسي، وهو ما فعله أيضا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش