«إذا كنت تريد الأفضل، عليك أن تبحث عن الأفضل»، هذا هو المبدأ الذي ستبني عليه كل من تويوتا وBMW شراكتهما الإستراتيجية القادمة والتي تم الإعلان عنها بالأمس بين عملاقي صناعة السيارات، فبينما تقدم تويوتا خبرتها الرائدة في تكنولوجيا الدفع الهجين والكهربائي، ستقدم BMW خبرتها العالمية العريقة والشهيرة في تطوير وصنع السيارات الرياضية إلى الشركة اليابانية التي تجاهد من أجل تغيير الانطباع المحافظ والممل نحو منتجاتها.
وتم الإعلان عن الشراكة الموسعة بين تويوتا وBMW في مؤتمر صحفي عقداه بالمقر الرئيسي لـBMW في ميونيخ بحضور نوربرت ريذوفر، الرئيس التنفيذي لشركة BMW، وأكيو تويودا رئيس شركة تويوتا حيث وقعا علنا على «مذكرة تفاهم» MoU تهدف إلى تعاون إستراتيجي طويل الأمد في 4 مجالات: شراكة لتطوير تكنولوجيا خلايا الوقود، تطوير أرضية ومكونات لسيارة رياضية مستقبلية، التعاون على كهربة أنظمة دفع السيارات، وبحوث وعمليات تطوير مشتركة لتكنولوجيا الوزن الخفيف.
وكانت الشركتان قد وقعتا في مارس 2012 على اتفاقية تعاون في أبحاث تطوير الجيل القادم من بطاريات أيونات الليثيوم، مقابل حصول الشركة اليابانية على محركات ديزل 1.6 و2.0 لتر فائقة التطور والكفاءة من BMW ابتداء من 2014.
ولكن الشركتان تسعيان الآن إلى توسيع الشراكة والتعاون فيما يعتبر رد منهما على شراكات إستراتيجية أخرى تستهدف تحقيق نمو عالمي أوسع وأسرع عبر تبادل الخبرات والتقنيات وخفض النفقات. فهناك تحالف إستراتيجي أبرمته مجموعة ديملر المالكة لعلامة مرسيدس-بنز مع تحالف رينو-نيسان، وهي اتفاقية تسير على نحو سريع لتحقيق الفائدة للطرفين.
وفي فبراير 2012، أبرمت جنرال موتورز اتفاقية تحالف طويلة الأمد مع مجموعة PSA الفرنسية المالكة لعلامتي بيجو وستروين تركز على محورين أساسيين هما: التشارك بأرضيات السيارات والمكونات والوحدات، وتأسيس شركة مشتركة لمشتريات القطع والمكونات والمواد الداخلة في صناعة السيارات بهدف خفض النفقات، مع فتح أبواب التعاون المحتملة في أي مجالات تقنية أخرى.
وكانت الاتفاقية الأخيرة بين جنرال موتورز وPSA عنصرا قد دفع BMW نحو توسيع شراكتها مع تويوتا، فقد كانت هناك اتفاقية تعاون مشترك بين BMW وجنرال موتورز لتطوير تكنولوجيا خلايا الوقود، واتفاقية أخرى بين BMW ومجموعة PSA لتطوير تكنولوجيا الدفع الهجين ومساهمة PSA في تطوير وصنع محركات الجيل القادم من سيارات ميني.
وقالت BMW أنها أوقفت تعاونها كليا مع جنرال موتورز فيما يخص خلايا الوقود، وأوقفت برنامج الشركة المشتركة بينها وبين PSA فيما يخص تكنولوجيا الدفع الهجين مع التزام الجانب الفرنسي بتزويد BMW بالمحركات لسيارات ميني القادمة.
وتماما كما تحتاج تويوتا إلى استراتيجيات تحالف عالمية لتطوير عملياتها لمواجهة المنافسة المتزايدة ضدها، تحتاج BMW إلى التحالف مع تويوتا بشكل خاص نظرا لحجمها العملاق الذي يوازي مجموعة فولكسفاجن المالكة لعلامة أودي. ومثل هذه الإستراتيجية بين تويوتا وBMW ستجعل من الصعب على كل من مرسيدس-بنز وأودي تحقيق هدفهما بأن تصبح كل منهما أكبر بائع للسيارات الفاخرة في العالم، وهو لقب تمتلكه BMW حاليا.
وقال ريذوفر «لدى كل من BMW وتويوتا نفس الرؤية الإستراتيجية لمستقبل التنقل بالتكنولوجيا المستدامة، ومعا ستكون لدينا فرصة عظيمة لنواصل قيادة صناعة السيارات بينما هي في طريقها إلى التحول».
ومن جهته فقد قال تويودا «تويوتا قوية فيما يخص تكنولوجيا الدفع الهجين وخلايا الوقود اللطيفة بالبيئة، وبالمقابل BMW قوية في تطوير السيارات الرياضية، وأنا متحمس جدا نحو السيارات التي ستنتج عن هذه العلاقة».
وبالفعل تتمتع تويوتا بتفوق تقني في صناع السيارات فيما يخص تكنولوجيا السيارات الكهربائية والدفع الهجين، وبالمقابل لدى BMW خبرة أكبر ورائدة في صناعة السيارات فيما يخص تخفيف الأوزان لتكون سيارات الشركتين مستقبلا أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة أو الوقود، حيث قادت الشركة الألمانية تكنولوجيا Carbon Fibre Reinforced Plastic «البلاستيك المسلح بألياف الكربون» المعروف اختصارا بـCFRP.
وستعزز الشراكة الجديدة توجهات تويودا التي تستهدف إحداث ثورة كبيرة في سيارات تويوتا لتكون أكثر رياضية وإثارة، فهو سعيدا جدا بمشروع سيارة الدفع الخلفي GT-86 التي تم تطويرها مع سوبارو والتي حظيت باستقبال مميز عالميا وحصلت على الإطراء بفضل تأديتها الرياضية الممتعة. وببناء سيارة أخرى مع BMW حتما ستتمكن تويوتا من كسر حالة الجمود والملل التي تعيشها سياراتها.
وأكدت كل من BMW وتويوتا عدم وجود نويوا لتبادل حصص بالأسهم كما حدث بين ديملر وتحالف رينو-نيسان، وقال تويودا أن الشراكة لا تستهدف بناء كيان أكبر صناعة السيارات أو تشكيل قوة رأسمالية كبيرة.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش