يحيى أبوسالم
لم تمض أيام قليلة على طرح عملاق صناعة البرامج والتطبيقات “مايكروسوفت” الأميركية، لكمبيوترها اللوحي الجديد والمصنع بالكامل من قبلها “سيرفيس”، والذي سيأتي مزوداً بآخر وأحدث إصدار من نظام التشغيل “ويندوز 8”، وسيأتي في نفس الوقت بالعديد من الميزات والمواصفات الفنية، والذي أعلنت الشركة الأميركية من خلاله، دخولها سوق الكمبيوترات اللوحية، الذي غابت عنه لسنوات طويلة، ومنافسة كل من فيه من أجهزة لوحية ذكية، وخصوصاً كمبيوتر شركة آبل ذائع الصيت “آي باد”.
ها هو اليوم أحد عمالقة محركات البحث الإلكتروني وهو شركة “جوجل” الأميركية، تعلن وبالتعاون مع إحدى أكبر الشركات العالمية المصنعة للمعالجات المركزية المخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، شركة “أسوس” التايوانية، من إطلاقها كمبيوترها اللوحي الجديد كلياً “نيكسوس 7”، والذي سـيعمل بنظام التشغيل “أندرويد”، وسيأتي بشاشة قياس 7 إنشات، ليعلن منافسة العديد من الكمبيوترات اللوحية الموجودة حالياً في الأسواق، وعلى رأسها، كمبيوتر الشركة الكورية الشهير “جالاكسي تاب 7”، والكمبيوتر اللوحي من الشركة الأميركية أمازون “كيندل فاير”.
الكمبيوترات اللوحية 7 إنشات
وبإعلان شركة “جوجل” عن عزمها طرح كمبيوترها اللوحي الجديد “نيكسوس 7”، ذي الشاشة “إتش دي” التي تعمل باللمس المتعدد والمحمية بتقنية “كورنينج جلاس” المضادة للخدش، والتي تأتي بقياس 7 إنشات وبوضوح عال يصل إلى “1280x800” بيكسل، وبكثافة لونية تبلغ 216 بكسيل لكل إنش، ومزودة بإضاءة خلفية بتقنية IPS التي تجعل إمكانية رؤية شاشة الجهاز متاحة من كافة الزوايا، وهي التقنية التي لا تستخدمها غالبية الكمبيوترات اللوحية الأخرى... تعلن جوجل المنافسة على كافة الأصعدة والاتجاهات، فاتجاهها الأول هو منافسة الشركات العالمية المصنعة للكمبيوترات اللوحية صغير الحجم، والتي تلقى رواجاً كبيراً هذه الأيام، وخصوصاً اللوحي الخاص بشركة أمازون، والآخر الخاص بشركة سامسونج، والذي جاء “نيكسوس 7” بنفس قياس شاشتهما، وبسعر قريب إن لم يكن أفضل، ليزاحم هذه الأجهزة ويقاسمها اهتمام وانتباه الزبائن والمستهلكين.
أداء عال
لا يمكننا سوى أن نعتبر أن “نكسوس 7”، هو أفضل وأقوى الكمبيوترات اللوحية الحالية الموجودة في الأسواق والتي تأتي بشاشة قياس 7 إنشات، حيث قامت جوجل بتزويده بالمعالج المركزي فائق الأداء والقوة من شركة إنفيديا الأميركية “تيجرا 3” والذي يأتي “رباعي النواة” وبسرعة تصل إلى 1,3 جيجاهيرتز، كما ويأتي “نيكسوس 7” بذاكرة عشوائية تصل إلى 1 جيجابايت، وذاكرة تخزين اختيارية بين “8 أو 16 جيجابايت”، هذا كما ويحتوي الكمبيوتر الجديد على تقنية الاتصال القريب المدى “NFC”، وهو ما يؤكد أهمية هذه التقنية التي تحدثنا عنها سابقاً، وما يؤكد سرعة انتشارها واتساعها، هذا بالإضافة إلى أن الجهاز الجديد يأتي بوزن خفيف وسماكة جيدة، ويدعم تقينات الشبكات المختلفة.
الكمبيوترات اللوحية 9 إنش
وإذا كنا قد اعتبرنا “نيكسوس 7” الجديد، هو أقوى وأفضل الكمبيوترات اللوحية التي ينافس الكمبيوترات الأخرى بقياس 7 إنشات، فيمكننا ومن خلال بطاقة الرسوم فائقة الأداء التي تم تزويد كمبيوتر جوجل اللوحي الجديد بها، والتي تأتي من نوع “جي فوريس” والتي تأتي بعدد كبير جداً من “الأنوية” تصل إلى 12 نواة، يمكننا بهذا اعتبار نيكسوس 7 الجديد، أحد أفضل وأقوى المنافسين في عالم الكمبيوترات اللوحية التي تأتي بقياس أعلى من 7 إنشات، والتي تطرحها شركات عالمية مختلفة، وعلى رأسها كمبيوتر آبل اللوحي آي باد، وكمبيوتر سامسونج جالاكسي تاب، وغيرها، وهو الاتجاه التنافسي الثاني الذي عمدت جوجل المنافسة فيه من خلال كمبيوترها اللوحي الجديد.
قوة هائلة
ومع بطاقة الرسوم ذات 12 كورواً، ومع المعالج المركزي ذي 4 كور، أصبحت تمتلك بين يديك ومن خلال هذا اللوحي الجديد، قوة وأداء فائقين، لم تعتد عليها في أغلب الكمبيوترات والأجهزة اللوحية السابقة، حيث إن الجهاز بهذه الأدوات سيكون قادرا على التعامل مع كافة التطبيقات والبرامج المختلفة، بسلاسة وسهولة مطلقة، كما وأنه سيتمكن ومن خلال بطاقة الرسوم هذه والمزودة بهذا العدد الكبير من الأنوية، من تشغيل كافة الألعاب الموجودة حالية، بأداء وسلاسة عالية، والتي يصعب على معظم الكمبيوترات اللوحية الحالية تشغيلها بنفس الأداء والسلاسة.
وهنا قد يسأل سائل، مع هذه القوة التي يتمتع بها هذا اللوحي الجديد، فكم ستصمد بطارية الجهاز؟ وكان جواب جوجل خلال عرضها لهذا الجهاز، أن بطاريته قادرة على عرض الفيديو لغاية 9 ساعات، وأن الجهاز قادر على البقاء في وضعية الاستعداد لغاية 300 ساعة متواصلة.
نظام تشغيل جديد
قبل أشهر ليست بالقليلة وبالتحديد في نهاية العام الماضي 2011، قامت جوجل وبالتعاون مع شركة سامسونج الكورية، بطرح الهاتف الذكي “جالاكسي نيكسوس”، وبغض النظر عن مدى شهرة الهاتف وبغض النظر عن مدى نجاحه وانتشاره وتفوقه على غيره، عند طرحه في الأسواق، إلا أن هذا الهاتف جاء وتميز بميزة لم يسبقه إليها أحد من الهواتف الذكية في تلك الفترة والتي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، حيث جاء هذا الهاتف بآخر وأحدث إصدارات نظام التشغيل من جوجل “أندرويد 4,0” أيس كريم ساندويتش، وبشكل حصري لهذا الهاتف.
واليوم ها هي الشركة الأميركية جوجل تعيد الكرة مرة أخرى، ومن خلال كمبيوترها اللوحي الجديد “نيكسوس 7”، بالتعاون مع شركة عالمية أخرى، لم تكن الكورية سامسونج، إنما هذه المرة مع الشركة التايوانية أسوس، حيث عمدت جوجل وعلى غرار السيناريو السابقة مع هاتف “جالاكسي نيكسوس”، على طرح آخر وأحدث نسخة من نظام تشغيلها أندرويد، النسخة “جيلي بين 4,1”، في كمبيوترها اللوحي الجديد نيكسوس 7. نظام التشغيل الجديد هذا 4,1، والذي من المتوقع أن يأتي بالعشرات من الميزات والمواصفات والخدمات الجديدة، التي ستبهر عشاقه وتشبع غرورهم، وستشعل في الوقت نفسه المنافسة على أوجها بينه وبين أنظمة التشغيل الأخرى مثل “آي أو أس” النسخة 6 من شركة آبل، وويندوز 8 بنسختيه مترو وبرو من مايكروسوفت.
سلبيات ومآخذ
رغم أن كمبيوتر جوجل نيكسوس 7 الجديد، يعتبر من أفضل وأقوى الكمبيوترات اللوحية المتوافرة حالياً في الأسواق، إلا أن به بعض العيوب والسلبيات، التي قد تجعل بعض المستخدمين لا يرغبون في اقتنائه، ولعل من أهمها عدم وجود كاميرا خلفية، كما في العديد من الكمبيوترات اللوحية الأخرى، الأمر الذي سيجعلك تتعامل بكاميراته الأمامية ذات الحجم القليل والذي يصل إلى 1,2 ميجابيكسل، إذا كنت ترغب في التصوير من خلال هذا الجهاز. ومن السلبيات الأخرى التي يواجهها الكمبيوتر اللوحي الجديد وهي نفس السلبية التي تأتي بأجهزة آي باد، أنه لا يقبل الذاكرة الخارجية، على غرار العديد من الكمبيوترات اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد، ما يعني أنك ستبقى محصوراً في الذاكرة الداخلية التي تأتي بالجهاز وقت الشراء فقط، أو أن تبدأ بالتعامل مع السحب الإلكترونية الكثيرة لتخزين ملفاتك الخاصة عليها. وأخيراً لم يزود الجهاز الجديد بمخرج HDMI لتوصيله على الشاشات الكبيرة.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش