يتهم البعض اللغة العربية بالجمود والتعقيد والصعوبة، والتقوقع، وأنها لغة الشعر لا غير وأنها لا تساير التطور، متناسين الحقبة الذهبية للعلماء العرب في جميع العلوم من الرياضيات والكيمياء، والفلك والعلوم الطبيعية والإنجازات العلمية الضخمة التي نهلت منها أوروبا بعد نهوضها من كبوتها وكتبت معظم تلك الاختراعات والإنجازات باللغة العربية، وترجمت إلى اللغات الأجنبية الأخرى.
بلا شك تأثرت اللغة العربية باختلاط أبنائها مع الشعوب الأخرى وظهرت ألفاظ مولدة جديدة، نتيجة اختلاف الظروف الطبيعية والاجتماعية والمعيشية وتطور المجتمعات من مجتمعات صحراوية إلى مجتمعات مدنية مع دخول طرق وسائل العيش الحديثة إلى حياة الأغلبية من الناس، وكذلك تطورت اللغة العربية مع التطور الذي شهدته البشرية في جميع المناحي، فتطورت الألفاظ المفردة، وكذلك الجمل والتراكيب وأساليب التعبير. وتسربت، إلى لغتنا العربية ألفاظ وتراكيب وتعبيرات كثيرة، بسبب الترجمة عن اللغات الأجنبية، وبسبب الصراع والتفاعل بين اللغات شاعت في وسائل الإعلام وفي الصحف تعبيرات جديدة على العربية جرت وتجري على ألسنة الكتاب والأدباء، وهذا لا يمكن إنكاره واختلف اللغويون المختصون في هذه التعبيرات المولدة بين مؤيد لها يبحث عن تخريجها في أساليب العربية، لأن اللغة يجب أن تتطور كما غيرها، ومعارض لها يرفضها رفضاً تاماً وداعياً للمحافظة على اللغة العربية السليمة، ومعتدل يقف في الوسط، يشترط في قبولها ألا تكون مخالفة في تركيبها لقواعد اللغة الفصحى السليمة، وألا تكون نابية عن الذوق العربي.
ومن التراكيب الجديدة على اللغة العربية: رجل الساعة، ساعة الصفر (أنسب الأوقات للتنفيذ) أمر عام، جواز السفر (مجموعة أوراق تجيز لنا السفر)، نصاب الجلسة (العدد الكافي لتكون الجلسة قانونية)، غطاء النفقات، حجر الزاوية، حمامة السلام، نقطة انطلاق، تبادل الشتائم وتبادل التحيات، سر المهنة، فقيد الواجب، رجل الدولة (سياسي محنك) هضم المعلومات (فهمها) توبيخ الضمير أو عذاب الضمير، استقطاب الجهود.
تصعيد الموقف، وجهة نظر، جذب الانتباه، تصفية المحل التجاري، ناطحات السحاب (الأبنية العالية الطبقات).
ابتسامة هادئة، سابقة خطرة، أزمة نفسية، عاصفة من التصفيق، إصلاح جذري، لون صارخ، نقد مر، هالة من الرهبة، حركة خاطفة.
النابغة الذبياني:
لا يُبْعِدِ اللَّهُ جيرانـــــــــــــاً، تركْتُهُمُ
مثلَ المَصابيحِ، تجلو لَيلـــــة َ الظُّلَمِ
لا يبرمونَ ، إذا ما الأفــــــــــقُ جللهُ
بردُ الشتاءِ ، منَ الإمحالِ ، كـــالأدم
هـــــــــمُ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ لهمْ
فضْلٌ على النّاسِ، في اللأواء والنِّعـمِ
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش