ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم
تمددت كأس الأمم الأوروبية بالفعل لتشمل 24 فريقا في يورو 2016، ويمكن في المستقبل أن تقام في جميع أنحاء أوروبا بدلا من دولة أو دولتين، إذا نجح الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في الدفع في هذا الاتجاه.
وخرج بلاتيني بفكرة مفاجئة في كييف السبت عشية المباراة النهائية ليورو 2012 التي تقام اليوم الأحد بين إيطاليا وأسبانيا، مقترحا أن تقام البطولة الأوروبية في دول مختلفة في 2020 باستخدام عشرة استادات أو أكثر.
وربما كان بلاتيني يفكر في دورة دون حواجز أو حدود، حيث أن المباريات القديمة المسجلة تليفزيونيا تظهر أن الفرق في جميع أنحاء القارة كانت تنافس في أزياء سخيفة، عندما تطرق إلى فكرة إقامة كأس الأمم الأوروبية في بلدان مختلفة.
وأبدى بلاتيني إعجابه بفكرة اتساع كأس الأمم الأوروبية لتشمل 24 فريقا بدلا من 16 فريقا عبر إضافة دور الستة عشر بنظام خروج المغلوب.
وكانت هناك نظرات دهشة والعديد من الأسئلة لرئيس اليويفا عندما أفصح عن أفكاره للمراسلين الصحفيين في الاستاد الأولمبي، وبعدها كان البعض بدأ في هز رأسه.
وفي ما يتعلق بيورو 2020 في جميع أنحاء أوروبا فإنها "مجرد فكرة" بحسب بلاتيني، ولكنه يرغب في إجراء حوارات ومناقشات من جانب اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحلول كانون ثان/يناير المقبل، ولا شك أنه استعجل في طرح وجهة نظره من أجل معرفة رد فعل وسائل الإعلام.
وأكد بلاتيني أن يورو 2020 من الممكن أن تقام في دولة واحدة و12 استادا أو"12 أو 13 مدينة في جميع أنحاء أوروبا"، حيث أن أحد منافع هذا الاقتراح هو تقليص تكاليف استضافة البطولة للدولة المنظمة.
وتسائل بلاتيني:"دولة واحدة أو جميع أنحاء أوروبا؟ سنفكر جميعا بشكل عميق في هذا الشأن".
وتابع:"إنها مجرد فكرة، اللجنة التنفيذية تحدثت إلى الإدارة وقالت إننا ينبغي أن نعمل على الفكرة، سنلتقي في كانون أول/ديسمبر مع الاتحادات الوطنية وفي كانون ثان/يناير لاتخاذ قرار".
وأضاف:"أشعر بحماس تجاه ذلك، واللجنة التنفيذية ترى أنها فكرة جيدة، ستكون أسهل من المشهد الحالي.. استاد واحد للمدينة المستضيفة، الفكرة طرأت بعقلي قبل فترة".
ويرى بلاتيني أنه مع انخفاض سعر تذاكر الطيران سيكون من الأسهل على الجماهير أن تسافر بين المدن الأوروبية أكثر من التنقل بين بعض المواقع في يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا".
وأكد بلاتيني:"12 أو 13 مدينة مستضيفة، ربما تصبح 24 أو 32، إنها مجرد فكرة، علينا أن نتحدث عن الأمر من الجوانب المالية، القانونية، التنظيمية، لن نحتاج إلى بناء استادات، خاصة الآن، في الوقت الذي نعاني فيه من أزمات اقتصادية".
ويحدد اليويفا شهر أيلول/سبتمبر 2013 موعدا نهائيا لتقدم الاتحادات الوطنية بطلب استضافة يورو 2020، فيما سيتم الإعلان عن الجهة المنظمة في أيار/مايو 2014.
وأعلنت تركيا عن رغبتها في استضافة يورو 2020 كما تسعى اتحادات جورجيا وملف مشترك بين ايرلندا واسكتلندا وويلز لاستضافة البطولة.
وفي الحقيقة فإن السفر من لندن إلى برلين أو باريس أسهل من السفر من جدانسك إلى دونتسك في يورو 2012، حيث أن الجماهير التي ساندت فريقها في البطولة وجدت أنفسها في ميونيخ، فيينا أو براج، في رحلات طيران بين بولندا وأوكرانيا، ولكن في حال جرت البطولة في جميع أنحاء أوروبا فإن هؤلاء ربما لا يحتاجون إلى السفر من أجل مشاهدة مباراة.
وفي أفضلية أخرى، فإن هذه الخطوة قد تكون مفيدة نظرا إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الدولة المضيفة من جراء الاستثمارات الضخمة التي تنفقها على عملية الاستعداد، من أجل مطابقة معايير اليويفا في ما يتعلق بالبنية التحتية وبناء الاستادات.
وحاول بلاتيني طمأنة المشاعر بشأن مشاركة 24 فريقا في يورو 2016 بفرنسا بالقول:"أعتقد أن لدينا 24 فريقا قويا في أوروبا، أعتقد أن بإمكاننا إيجاد ثمانية فرق جيدة أخرى"، قبل أن يشير إلى منتخبات مثل النرويج وبلجيكا وصربيا واسكتلندا.
وجرت كأس العالم أعوام 1982 و1986 و1990 و1994 بـ24 فريقا، وأشار بلاتيني:"سنعمل على الناحية التنسيقية، تعجبني فكرة إضافة دور الستة عشر.. ثماني مباريات مع دور إقصائي أمر مثير".
وأشاد بلاتيني بالتنظيم "الرائع" لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012" ببولندا وأوكرانيا، قائلا إن البطولة ستخلف "إرثا مهما" للدولتين المضيفتين.
وقال بلاتيني عشية إقامة المباراة النهائية التي تجمع بين المنتخبين الإيطالي والأسباني في العاصمة الأوكرانية كييف:"بولندا وأوكرانيا نظمتا بطولة رائعة في أجواء استثنائية وستظل في ذاكرتنا".
وأضاف:"إنني فخور ببولندا وأوكرانيا.. لقد تعثرتا كثيرا ولكن البلدين أثبتا أنهما جديران بالمسؤولية".
وقال بلاتيني إن يورو 2012 وهي أول بطولة كرة قدم كبيرة تقام على أراضي الاتحاد السوفياتي السابق:"ستخلف إرثا مهما في هذه الدول"، في ما يتعلق بالاقتصاد والبنى الأساسية وكذلك كرة القدم والتنمية الاجتماعية.
كذلك كانت يورو 2012 "بطولة استثنائية في ما يتعلق بالجماهير"، حيث سجلت نسبة متابعة تليفزيونية هائلة داخل قارة أوروبا وخارجها.
وأضاف بلاتيني أن البطولة شهدت "كرة قدم هجومية اتسمت بالكثير من القدرات الفنية". وأوضح أن أفضل منتخبين في كأس الأمم الأوروبية تأهلا إلى الدور النهائي.
ولم يعلق بلاتيني على ترشيحه لفوز أي من الفريقين في المباراة النهائية التي تجمع بين المنتخبين الأسباني والإيطالي اليوم الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف.
ومع ذلك رفض بلاتيني وصف المنتخب الأسباني بطل العالم وبطل أوروبا بأنه "ممل"، وأضاف أنه مندهش من روعة أداء المنتخب الإيطالي. وقال بلاتيني:"المنتخب الأسباني يتمتع بذكاء تكتيكي وقدرات فنية هائلة.. لاعبوه يتحركون بالكرة بشكل رائع".
وأضاف بلاتيني أن المنتخب الأسباني شارك لبعض الأوقات في البطولة الحالية دون مهاجم، ولكن ربما يتغير ذلك لأن تمريرات الفريق لم تكن كافية في الثلث الأخير من الملعب، وأوضح بلاتيني:"كل مدرب يحتاج إلى اللعب على نقاط القوة لدى لاعبيه".
وقال بلاتيني في إشارة إلى المنتخب الإيطالي الذي حقق تطورا كبيرا في الناحية الهجومية:"لقد أدهشني بمستواه الرائع".
وأضاف بلاتيني إن المنتخبين الأسباني والإيطالي "هما الفريقان اللذان قدما أفضل عروض كروية من الناحية الفنية.
وأبدى بلاتيني إعجابه بالمهاجم الإيطالي ماريو بالوتيللي الذي سجل ثنائية قاد بها المنتخب إلى الفوز على نظيره الألماني 2-1 في الدور قبل النهائي الخميس الماضي.
وقال بلاتيني:"أعتقد أنه لاعب رائع ومتميز.. أرى أنه قدم عروضا جيدة، حتى في المباريات السابقة التي لم يسجل خلالها".
ولا يزال بلاتيني ينفرد بالرقم القياسي حيث أحرز للمنتخب الفرنسي تسعة أهداف خلال يورو 1984.
وقال بلاتيني إن معاقبة سمير نصري بالحرمان من المشاركة مع المنتخب لمدة عامين بسبب تعديه على صحفي يعد "أمرا مضحكا". وأضاف بلاتيني:"لو كان قد جرى إيقافي في كل مرة أهنت فيها صحفيا ما كنت سأشارك في هذا العدد من المباريات الدولية". <!--EndFragment-->
ساحة النقاش