أعلنت إيران الأحد انها ستجري تجارب على اطلاق صواريخ وهددت بمحو اذا بادرتها بالهجوم في واحد من أشد التهديدات الإيرانية في اليوم الذي بدأت فيه اوروبا حظر استيراد النفط من طهران وتطبيق عقوبات جديدة صارمة.
وفرضت العقوبات الاوروبية في وقت سابق هذا العام لكنها دخلت حيز التنفيذ بشكل أساسي اعتبارا من أول يوليو تموز. وتشمل العقوبات حظرا على واردات النفط الإيراني من قبل الدول الاوروبية واجراءات تجعل من الصعب على الدول الاخرى التعامل تجاريا مع إيران.
وتهدف العقوبات إلى إضعاف اقتصاد إيران واجبارها على وقف انشطتها النووية التي تقول الدول الغربية ان الهدف منها انتاج اسلحة نووية. وأظهرت تقارير لرويترز في الشهور الماضية ان العقوبات اثرت بالفعل بشكل كبير على اقتصاد إيران.
وتقول إسرائيل انها قد تهاجم إيران اذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في اجبار طهران على التخلي عن اهدافهاالنووية. وتقول الولايات المتحدة ايضا ان استخدام القوة العسكرية مطروح على الطاولة كخيار اخير لكن المسؤولين الأمريكيين يطالبون إسرائيل دائما بالتحلي بالصبر لحين ظهور تأثير العقوبات الجديدة.
وقالت واشنطن ان حظر اوروبا استيراد النفط الإيراني ربما يجبر طهران على تقديم تنازلات في جولة المحادثات النووية القادمة المقررة هذا الاسبوع في اسطنبول.
وقال الجنرال امير علي حاجي زادة قائد القوة الجوية بالحرس الثوري إن إيران ستجري تجارب صاروخية على مدى ثلاثة ايام الاسبوع القادم وانه يجب النظر إلى هذه التجارب على انها رسالة بأن "الجمهورية الاسلامية الإيرانية عازمة على التصدي...للترهيب وسترد على اي شر محتمل بكل حسم وقوة".
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية عن حاجي زادة قوله إن أي هجوم تشنه إسرائيل على إيران سيرد عليه بحزم وقال "اذا قاموا بأي اجراء سيقدم لنا العذر لمحوهم من على وجه الأرض".
وتابع حاجي زادة ان التجارب الصاروخية ستستهدف نماذج لقواعد جوية في المنطقة مضيفا ان قدرة هذه الصواريخ لضرب القواعد الأمريكية في الخليج تحمي إيران من اي دعم أمريكي لإسرائيل.
وقال في تصريحاته لوكالة انباء الجمهورية الإسلامية "القواعد الأمريكية في المنطقة في مرمى صواريخنا وأسلحتنا ولذلك فإنها "أمريكا" لن تتعاون بكل تأكيد مع الكيان "الإسرائيلي"".
وتسببت إيران مرارا في اضطراب اسواق النفط بالتهديد بالقيام بعمليات انتقامية اذا تعرضت للهجوم أو تعطلت تجارتها.
والتهديد ضد إسرائيل يعيد إلى الاذهان تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عام 2005 عندما قال ان إسرائيل "يجب ان تمحى من على الخريطة" واستشهدت بها إسرائيل للتأكيد على ان السماح لإيران بالحصول على اسلحة نووية سيمثل تهديدا لوجودها.
والحظر الاوروبي لواردات النفط الإيرانية يحرم إيران بشكل مباشر من سوق اشترت 18 في المئة من صادراتها قبل عام. وتمنع العقوبات الشركات الاوروبية ايضا من نقل النفط الخام الإيراني أو التأمين على الشحنات مما يضر بتجارتها في جميع انحاء العالم.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان "تشير "العقوبات" إلى تصميمنا الواضح على تكثيف الضغوط الدبلوماسية السلمية".
وتضاف عقوبات الاتحاد الاوروبي إلى اجراءات جديدة صارمة فرضتها واشنطن هذا العام على دول ثالثة تتعامل تجاريا مع إيران.
ورحبت الولايات المتحدة بالعقوبات الاوروبية ووصفتها بانها "جزء جوهري" من الجهود الدبلوماسية "الرامية إلى التوصل لحل سلمي يعالج بواعث قلق المجتمع الدولي تجاه البرنامج النووي الإيراني".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني انه يأمل في ان تجبر العقوبات طهران على تقديم تنازلات في المحادثات التي ستجرى على مستوى الخبراء مع القوى العالمية الست في وقت لاحق هذا الاسبوع.
وقال كارني في بيان "امام إيران فرصة لإجراء مفاوضات جادة تبدأ بمحادثات على مستوى الخبراء تجرى هذا الأسبوع في اسطنبول ويتعين عليها اتخاذ خطوات ملموسة نحو حل شامل يعالج بواعث قلق المجتمع الدولي بخصوص الأنشطة النووية الإيرانية".
وقالت وكالة انباء البحرين ووكالة انباء الامارات إن الإمارات العربية المتحدة والبحرين -اللتان تقعان قبالة إيران عبر الخليج - ستبدآن إجراء مناورات جوية مشتركة الأحد وتستمر "عدة ايام".
وخلال ثلاث جولات من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا طالبت القوى الغربية طهران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية ونقل كل اليورانيوم المخصب لمستويات عالية إلى خارج إيران واغلاق منشأة رئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وفقدت المحادثات قوة الدفع خلال اخر اجتماع عقد في موسكو الشهر الماضي ولم يتفق المفاوضون حتى على ما إذا كانوا سيجتمعون مجددا. ويجتمع مسؤولون على مستوى الخبراء في تركيا يوم الثلاثاء.
وتنظر واشنطن إلى العقوبات والمحادثات على انها مخرج للازمة لتجنب الحاجة إلى عمل عسكري لكنها لم تقل انها ستمنع إسرائيل من مهاجمة إيران.
وتقول طهران ان لها الحق في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية ولا تسعى لانتاج قنبلة نووية. وتتهم إيران الدول المسلحة نوويا بالنفاق. وقال مسؤولون إيرانيون انهم يتخذون خطوات لتقليل التأثير الاقتصادي للعقوبات الجديدة.
ونقلت وكالة انباء مهر عن محافظ البنك المركزي الإيراني محمود بهمني قوله "ننفذ برامجا لمواجهة العقوبات وسنواجه هذه السياسات الخبيثة".
ويكافح بهمني للحيلولة دون انخفاض قيمة الريال الإيراني والحد من ارتفاع معدلات التضخم بشكل مطرد مع بدء تطبيق قرار العقوبات. وقال ان تأثير العقوبات سيكون شديدا لكن احتياطي إيران من النقد الاجنبي يبلغ 150 مليار دولار لحماية اقتصادها.
وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي ان الدول المستوردة للنفط ستكون الخاسرة اذا ادت العقوبات إلى ارتفاع الأسعار.
وقال قاسمي على موقع الوزارة على الانترنت "بحثت الحكومة جميع الخيارات المحتملة لمواجهة العقوبات".
وكان علي فدوي وهو قائد اخر من الحرس الثوري قال يوم الجمعة إن إيران ستزود سفنها في مضيق هرمز بصواريخ قصيرة المدى. <!--EndFragment-->
نشرت فى 2 يوليو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
272,160
ساحة النقاش