يدرس تسليم ضابط في المخابرات العسكرية لمحكمة الجنايات الدولية
لندن: «الشرق الأوسط»
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الجيش الحر بريف دمشق أن «مفاوضات غير مباشرة بين الجيش الحر والنظامي لإطلاق سراح اللواء الطيار الأسير لدى (الحر) فرج شحادة المقت، مقابل الإفراج عن المقدم حسين هرموش». وقالت المصادر التي شككت بقبول النظام إنقاذ حياة اللواء المقت ابن الطائفة الدرزية إن الجيش الحر في ريف دمشق يقوم بدراسة مراسلة «محكمة الجنايات الدولية لتقديم العميد الركن أحمد منير الشليبي في المخابرات العسكرية للمحاكمة وفق القوانين الدولية وإمكانية تسليمه لها لمحاكمته» وقالت المصادر إن «ميزان القوة أصبح أكثر توازنا فيما يخص قوة (الجيش الحر) مقابل (الجيش النظامي) على الأرض، ليس بالسلاح، بل بالروح القتالية، وهو ما أثمر عن فشل جيش النظام في استعادة السيطرة على مناطق كثيرة في ريف حلب وإدلب، وحمص وريف دمشق، وأدى إلى تقبل الجيش النظامي التفاوض لإطلاق الأسرى من الطرفين، خصوصا الرتب الكبيرة التي يخشى من رد فعل ذويها والمناصرين لها».
وكانت السلطات السورية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن قيام «مجموعة مسلحة» باختطاف اللواء الطيار فرج شحادة المقت من منطقة العدوي، بعدها قامت مجموعة تابعة للجيش الحر ببث مقطع فيديو يظهر اللواء المقت ومعه العميد الركن أحمد الشليبي وقد تعرضا للضرب وظهرت كدمات على وجهيهما، وهما يجلسان وسط مجموعة من المسلحين. والذين أعلنوا أسر الجيش الحر لاثنين من كبار ضباط النظام.
ويعرض الجيش الحر إطلاق سراح اللواء طيار فرج شحادة المقت، من محافظة السويداء قائد مقر القيادة المركزية. مقابل إطلاق سراح المقدم حسين هرموش، الذي يعتبر أول المنشقين عن الجيش النظامي في يونيو (حزيران) 2011. حيث لجأ إلى تركيا بعد أحداث دامية في جسر الشغور وشكل لواء الضباط الأحرار، ليعتقل بعملية أمنية في أغسطس (آب) 2011، حيث تمكنت المخابرات السورية من اختطافه في تركيا وتهريبه إلى سوريا، ليظهر لاحقا على التلفزيون السوري ليدلي باعترافاته حسب السلطات السورية، وتتضارب المعلومات حول مصيره فهناك من أكد إعدامه ميدانيا، بينما ما تزال تتردد شائعات عن بقائه حيا في المعتقل، وجاء اختطاف المقت ليعيد فتح ملف المقدم هرموش المؤلم حيث قام النظام بمعاقبة كل عائلة هرموش.
أما العميد الركن منير أحمد شليبي، الذي يدرس الجيش الحر إمكانية تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية فهو رئيس شعبة المخابرات فرع فلسطين قسم مكافحة الإرهاب وقد ظهر سابقا في فيديو مسرب عن أحداث سجن صيدنايا، التي راح ضحيتها العشرات من السجناء الإسلاميين، وهو يتنقل بين الجثث في السجن المدمر، ويقوم بالتصوير مستخدما هاتفه الجوال، وذلك بعدما اقتحمت عناصر من الحرس الجمهوري السجن العسكري في مدينة صيدنايا في الخامس من يوليو (تموز) عام 2008 بعد أن نفذ معتقلون إسلاميون عصيانا.
وعبر عدد من الناشطين الذين سبق واعتقلوا في فرع فلسطين الذي يعد من أكثر الأفرع الأمنية توحشا في معاملة المعتقلين عن فرحهم باعتقال أحمد منير الشليبي، وأرسل أحدهم رسالة عبر تنسيقية الشاغور إلى الجيش الحر يرجوهم فيها أن يعاملوا الشليبي كما كان يعامل المعتقلين في فرعه، ويقول الناشط في رسالته إنه كان معتقلا في فرع فلسطين وخرج مؤخرا وإن الشليبي أمر عناصره بمعاملته معاملة الكلب حين يأكل «كانوا يأتون برغيف خبز وقطعة بندورة وقطعة بطاطا يرمونها على الأرض، ثم يأمرونني أن أنبح، فأمتنع فينهالون علي الجبناء بالضرب وأنا مكبل اليدين والقدمين.. ويبقون هكذا حتى أصدر صوتا يروق لهم ويعتبرونه نباحا. ومن ثم يأمرونني أن أجثو على ركبتي وأتناول الطعام بأسناني ويداي مقيدتان خلف ظهري وقدماي مقيدتان وينهالون علي بالكرباج وبأحذيتهم حتى أنحني لأتناول الطعام وقد كنت أنحني وأتناول الطعام كالكلاب».. ومن «ثم يأتون بعلبة قذرة نتنة بها ماء لأشرب منها كالكلاب» ويتابع برسالته بعد أيام.. أخرج لمقابلة أحمد منير الشليبي الذي يظهر في الصورة «كان متصدرا لمكتب فخم ووثير قال لي متظاهرا بالشفقة: العمي معيشينك عيشة الكلاب هدول. طبعا هو يشمت بي ويبرئ نفسه أمامي من أفعال سجانيه»
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش