محمد شو

العالم بين يديك

authentication required

ونحن مقدمون على إجازة الصيف يشعر الأبناء بأن حملاً ثقيلاً قد انزاح عن كاهلهم ألا وهو المدرسة بواجباتها وأعبائها، ونشاركهم نحن أهاليهم الشعور ذاته بالخلاص من العناء والمعاناة اليومية معهم، ولكننا نتحمّل هماً جديداً أين نقضي الإجازة وكيف، فالبعض منا يسافر والبعض الآخر يبقى لظروف مختلفة، وهنا مربط الفرس، باستغلال فترة الصيف في أنشطة هادفة بما يسمى “اللعب التعليمي”، فقد أكدت البحوث التربوية أن اللعب هو الوسيلة الأفضل لتعليم الأطفال، فاللعب وسيط تربوي يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، وهكذا فإن “اللعب التعليمي” متى أُحسن تخطيطه وتنظيمه والإشراف عليه يؤدي دوراً فعالاً في تنظيم التعلم.

 

أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه، فعن طريق اللعب نتعرف على ما يفكر فيه أطفالنا وما يشعرون به من خلال لعبهم، وإن لم يحبوا ما يتعلمون فلن يستوعبوا ولن يُقدموا على التعلم برغبة ذاتية منهم.

 

إن مبادرة مجلس أبوظبي للتعليم ووزارة الثقافة وتنمية المجتمع وغيرهما من المؤسسات لإقامة فعاليات تعليمية صيفية خطوة مهمة جداً لاستيعاب طاقات النشء في نشاطات مفيدة في إطار ترفيهي يبتعد عن أجواء المدرسة التي لا يصدق الطالب أن ينتهي منها.

ويجب الاعتراف بأن جاذبية المدرسة في وطننا العربي كله تتراجع لأسباب مختلفة يجب الوقوف عليها ومعالجتها، ونحن جميعاً نعيش مشكلة حقيقية مع أبنائنا، نكاد نفقد الصبر عليهم لما هو مترسخ في ذهنيتهم بأن العملية التعليمية، ابتداءً من الذهاب إلى المدرسة، وانتهاء بحل الواجبات المدرسية، هي فرض إجباري، أو عقوبة تفرضها المدرسة ويساهم الوالدان في إنجاز هذه العقوبة، ولم ولن تفلح أي محاولات منا لإقناع أبنائنا بضرورة وأهمية الدراسة والمذاكرة، إلا إذا استطاعت المدرسة ككيان تربوي أن تكون بيئة جاذبة، بحيث يرى أبناؤنا فيها مجالاً و”ملعباً” لإبراز وتفجير طاقاتهم الدفينة وفرصة لإبداعهم، ولا بأس في أن تكون فترة الإجازة الصيفية فرصة لمواجهة الحقيقة والتفكير جدياً في إيجاد الأجوبة الشافية الوافية للسؤال المطروح: لماذا يكره كثيرٌ من أبنائنا المدرسة؟

معروف الرصافي:

هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات إذا سقيت بماء المكرماتِ

تقوم إذا تعهدها المُربي على ساق الفضيلة مُثمِرات

وتسمو للمكارم باتساقٍ كما اتسقت أنابيبُ القناة

وتنعش من صميم المجد رُوحاً بأزهارٍ لها متضوعات

ولم أر للخلائق من محلِّ يُهذِّبها كحِضن الأمهات

فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ بتربية البنين أو البنات

وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً بأخلاق النساءِ الوالداتِ

<!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,236