«خديهم بالصوت لا يغلبوك»
<!--EndFragment-->يصف المثل القائل: «خدوهم بالصوت لا يغلبوكم» حالة الانقلاب من موقع الدفاع عن النفس، أو عن موقف معين، إلى حالة الهجوم على الطرف الآخر.. ليؤكد بدوره مثلاً آخر يقول: «الهجوم هو خير وسيلة للدفاع»!.. سألنا المراهقات هل تعتمدن هذه السياسة.. ومتى؟ وكانت إجاباتهن..بداية قالت نور، 17 سنة: «هذه كلمات دائماً أسمعها من والدتي، وتقريباً لا يمر يوم إلا وتقولها لي، وكلما جئت أناقشها أو أراجعها في أمر ما تردد هذه الجملة ضمن نقاشنا، وكأنها ترى أن المناقشة هجوم، أو أنني عندما أدافع عن موقفي أو تصرفي فإنني آخذها بالصوت. وهذا ليس صحيحاً طبعاً، ولكن في بعض الأحيان يكون النقاش بحماس وإصرار لا أكثر، وليس المقصود منه الهجوم كهجوم».
خالفتها الرأي غالية، 19 سنة ونصف، وقالت: «أعتقد أن الكثير من الفتيات بالفعل يجهلن أسلوب النقاش الصحيح، أو حتى الدفاع عن الرأي ووجهة النظر، مما يقلب الحوار في الغالب إلى هجوم بدلاً من الدفاع، وهناك العديد من الفتيات عندما يناقشن مدرساتهن أو أمهاتهن فإنهن ينفعلن وتناقشن بصوت عالٍ، مما يجعل الموقف شجاراً، وليس مجرد حوار».
أما عائشة، 18 سنة، فلها رأي مغاير، إذ تقول: «المشكلة أن الكبار عندما يناقشوننا يريدون دائماً أن تنتهي المناقشة لصالحهم، ورغم أنني لا أنكر أنهم أكثر منا خبرة ودراية، ولكن هذا لا يعني أيضاً أننا حتى وإن أخطأنا أننا نتعمد الخطأ، وإنما هي مجرد رؤية مختلفة للأمور، أو تقدير سيئ للموقف. لذلك نضطر أن نبرر أو نشرح سبب فعلنا ذلك، وهذا لا يعتبر هجوماً».
من جهتها، عبّرت، سارة، 19 سنة، عن رأيها، وقالت: «القصة ليست أن نأخذ الآخرين بالصوت، ولكن أحياناً تكون بعض النقاشات فعلاً تجعلنا نحاور بحماس، وهذا هو سبب الخلاف الدائم أننا نهاجم لندافع، ولكن حقيقة الأمر هي أن الدفاع هو الدفاع، وإيضاح وجهة النظر تحتاج لمن يسمعها لا لمن ينتقدها فقط، لذلك فالطرف الآخر أيضاً مسؤول أحياناً عن انقلاب الحوار».
وأخيراً تقول تسنيم، 17 سنة ونصف: «الحقيقة أن هناك عقليات بالفعل لا ينجح معها إلا أسلوب (خذوهم بالصوت)، وعندها فقط يسمعون ويتفهمون وجهة النظر الأخرى، وإلا فلماذا لا تتطور جميع الحوارات إلى نقاشات هجومية أو ساخنة، ولماذا ينجح البعض في الحوار بينما يفشل آخرون في النقاش مع نفس الشخص؟». <!--EndFragment-->
ساحة النقاش