رغم أن مرحلة المراهقة من المفترض أن تكون مرحلة الانطلاق واستكشاف العالم والتعرف على أركانه واستقاء الجديد من المعارف والخبرات التي تشكل شخصية المراهق وتعده لمرحلة النضج، تُصاب شريحة كبيرة من المراهقين بالاكتئاب الناتج عن مواجهة الفشل وإحباط المساعي المبذولة لتحقيق الذات والوصول إلى هوية مستقلة.
أبرز علامات الاكتئاب عند المراهقات هي انخفاض مستوى الأداء وتراجع الرغبة في التواصل مع الآخرين والانزواء عن بقية أفراد الأسرة وفقدان الرغبة في التحدث عند الاختلاط بالمحيطين. تنعكس آثار الاكتئاب السلبية على أداء المراهقة الدراسي وسرعة تحصيلها، فقد تجد المراهقة في نفسها نفورا من الدراسة قد يؤثر على مستقبلها الدراسي.
وعلى الرغم من أن علاج الاكتئاب متصل بالطب النفسي، اكتشفت باحثة أمريكية نوعا من تحليلات الدم من الممكن أن يُظهر مدى الإصابة بالاكتئاب. هذا التحليل هو الأول من نوعه والذي يتيح معرفة مدى خطورة الحالة من الدم، مما يسهل من عملية التدخل العلاجي ويزيد الأمل في إمكانية القضاء على الاكتئاب بوسائل إضافية بجانب جلسات العلاج النفسي.
إذا ما شعرتِ بالاكتئاب فلا تستسلمي له وانتفضي لفعل شيء يقاوم ذلك الشعور القاتل. لا تنسي أهمية المحاولة والاجتهاد في القضاء على الشعور بفقدان البشر والإقبال على الحياة. خذي تلك المبادرة وحاولي التخلي عن يأسك من خلال اتباع النشاطات المقربة إلى نفسك أو زيارة بعض الصديقات أو مشاهدة البرامج المحببة أو تناول الأطعمة المحببة إليك.
تجاوز الأزمات واستعادة الأمل في الصداقة
لاشك أن الصدمات التي قد تتعرضين لها من بعض المحيطين تؤثر على طبيعة تعاملك مع حياتك الشخصية، فمقابلة ودك بالنفور وحبك بالحقد وحنانك بالقسوة من الطبيعي أن تسفر عن إحجامك عن الدخول في علاقات جديدة، ولكن هذا لا يعني أبدا فقدان الثقة في الجميع، ففرص مقابلة الأوفياء وإن كانت محدودة فهي متوفرة، ومن المؤكد أنك ستجدين صديقة تستحق ثقتك.
النشاط البدني
لا تنسي أن السمنة واكتساب الوزن الزائد من أهم أسباب الاكتئاب. عليك بالتمرن بانتظام وممارسة نشاط بدني يحافظ على حيويتك. السير لفترات لا تقل عن ثلاثين دقيقة يوميا أو ممارسة بعض التمرينات الخفيفة أو الرقص على أنغام الموسيقى سيوفر لك إمكانية التخلص من السعرات الحرارية الزائدة التي تتناولينها في الطعام، علاوة على إمداد جسمك بقدر من الطاقة سيعينك على التركيز في المذاكرة.
التغذية السليمة
الاكتئاب يؤثر على التغذية، وتتفاوت نسبة الإقبال على الطعام ما بين الإفراط في تناوله والإحجام التام عنه. لاشك أن تناول الغذاء السليم سينعكس على مزاجك الشخصي ونظرتك للحياة؛لذا عليك تناول الأغذية الصحية كالخضراوات والفاكهة الطازجة وابتعدي عن المسليات الغنية بالدهون.
تحديد المشكلات وأسباب الاكتئاب
علاج المشكلة يبدأ بتحديدها. حاولي قدر استطاعتك تحديد ما يؤرقك من مشكلات وما يعكر صفو حياتك من أزمات، واستشيري من هم أكبر منك سنا وأكثر دراية بمثل تلك المشكلات لمعاونتك في التصدي لها. التحدث عن مشكلاتك الشخصية مع الآخرين سيُشعرك ببعض الارتياح وسيضاعف إمكانية فهمك لطبيعة المشكلة، وقد يعينك على حلها. حولي تفكيرك إلى كل ما هو إيجابي وتناسي الأزمة وخذي خطوات فعالة في سبيل تحسين فرصك المستقبلية. تواصلي باستمرار مع أفراد العائلة وزملاء الدراسة وانسي أسباب خلافك معهم، فقد تتجاوزين محنتك مع الوقت.
التعبير عن الذات
مع الشعور بالاكتئاب، يفقد المرء منا قدرته على الإبداع. حاولي تناسي المشكلة التي تؤرقك واجتهدي في إيجاد وسيلة لتعبري من خلالها عن نفسك. نمي موهبتك في الرسم أو الغناء أو كتابة الشعر أو العزف واستثمري وقتك في تعلم ما قد يزيل عنك الهم.
النظر إلى الجوانب المشرقة من الأمور
تجنبي النظرة السلبية للأمور وتعاملي مع حياتك في جميع نواحيها بإيجابية. لا تفقدي الثقة في قدراتك بسبب فشلك في تحقيق أحد الأهداف وتأكدي دائما أن لكل أزمة حل إن لم تفقدي صبرك وإيمانك.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش