التصنع والتظاهر بما يخالف حقيقتنا ليس صفة محمودة على الإطلاق، ودائماً ما ننصح بالابتعاد عنهما، لكن إذا كنتِ تسعين لبناء ثقتكِ بنفسك، فلا مانع من بعض التظاهر بالثقة في البداية، حتى يتحول الأمر تدريجياً إلى حقيقة!

مفتاح الثقة بالنفس

فكرة دخول مكان لأول مرة، مثل نادٍ التحقتِ به حديثاً، أو في يومكِ الأول بالجامعة أو المدرسة الثانوية، أو حتى في حفل تنظمه أسرتكِ أو إحدى صديقاتك وبه الكثير من الأشخاص الذين لم تلتقي بهم من قبل، هي فكرة تبعث في جسد الإنسان قشعريرة لا إرادية، وتهز ثباته وثقته. هذا هو الوقت المناسب لمقاومة هذا الشعور وهزيمته، واستجماع كل شجعاتكِ للظهور بمظهر الواثقة بنفسها، المطمئنة لكل ما تقول أو تفعل، وإليكِ النصائح التي ستساعدكِ على تحقيق ذلك:

اعتدلي في وقفتك

أول مظاهر الثقة هو الوقوف باستقامة، وبرأس مرفوعة وكتفين مفرودين. ويؤكد بعض الخبراء أنكِ إذا اهتممتِ بالوقوف بالشكل السابق ذكره، لن يؤدي ذلك فقط للظهور بمظهر الواثقة، بل سينعكس هذا عليكِ بشكل حقيقي وتزداد ثقتكِ بنفسكِ تلقائياً. ويؤكد الخبراء أن الاعتياد على هذه الوقفة هو أمر صحي يزيد جسدكِ قوة ومرونة في المستقبل، ولا تتوقف فوائده فقط على رفع الثقة بالنفس.

وحتى يمكنكِ إتقان هذه الوقفة، يقترح أحد أطباء العظام أن يكون كتفيكِ ورأسكِ مربوطين بخيط واحد يبدأ من أسفل عند قدميكِ ويمتد بطول جسدك، ويجذبه أحدهم إلى أعلى بشكل ثابت. عليكِ كذلك الحفاظ على ظهركِ مفروداً ورأسكِ مرفوعاً مع استرخاء كتفيكِ عند الجلوس.

سيري كأميرة

طريقتكِ في المشي تعبر بشكل مباشر عن مستوى ثقتكِ بنفسك. املئي خطواتكِ بالقوة والفخر، ولا تتكاسلي أو تتلكأي في سيرك، ولا تسرعي للغاية كذلك. اعتدلي بين هذا وذاك، وأرجعي كتفيكِ إلى الخلف.

استخدمي عينيكِ

الانطباع الأول الذي يأخذه الآخرون عنكِ في أول لقاء قد يستمر لفترة طويلة بعد ذلك، لذلك من المهم جداً أن تحرصي على تقديم نفسكِ إلى الآخرين في أفضل صورة وأكثرها ثقة واعتداداً بالنفس، مع مراعاة كل شيء يصدر عنكِ حتى التفاصيل الصغيرة. فعلى سبيل المثال، لا تخفضي رأسكِ وتنظري إلى الأرض في خجل، بل ارفعي رأسكِ واحتفظي بتواصل عينيكِ مع الآخرين. فخبراء علم النفس يقولون إن تجنب النظر في عيون الآخرين يوحي بالقلق، والاكتئاب والحرج والخجل، أو حتى مجرد الشعور العام بعدم الراحة وعدم الانتماء للمكان والموجودين بداخله. أضيفي إلى التواصل بالعينين مصافحة قوية واثقة باليد لمن تلتقينهم لأول مرة، وابتسامة جذابة ودافئة على وجهكِ للتعبير عن ترحيبكِ بهم. كل هذا سيساعدكِ على الاندماج سريعاً في أي محيط جديد، وسيقوي ثقتكِ بنفسك، ويسعد الآخرين بالتعرف عليكِ.

مظهركِ يعكس ثقتك

كما ذكرنا سابقاً، الانطباعات الأولى مهمة جداً، وقد تدوم في أذهان الآخرين لفترة طويلة، ومما لا شك فيه أن ملابسكِ ومظهركِ العام يلعبان دوراً رئيسياً في الانطباعات الأولى التي يأخذها الناس عنكِ.

اختاري الملابس المناسبة لعمرك، والمعبرة عن شخصيتكِ الواثقة، والملائمة للمكان والمناسبة التي تتواجدين بها. ويجب أن يصاحب الملابس المختارة إكسسوارات راقية منتقاة بعناية، وتصفيفة شعر مناسبة تظهر جمال وجهكِ، مع الحرص على البساطة والاحتشام في جميع الأحوال. وإذا قررت استخدام مستحضرات التجميل، فليكن ذلك في أضيق الحدود، وبشكل أقرب ما يكون إلى الجمال الطبيعي غير المبتذل.

ويُفضل بالطبع أن تستعيني بوالدتكِ في اختيار الموديلات والصيحات والألوان المناسبة لكِ، لأن رأيين دائماً أفضل من رأي واحد، ولأن والدتكِ أكثر خبرة منكِ في هذه الأمور.