دفعت تأكيدات الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أحد قيادات حزب النور السلفي لأن يصرح أمس الجمعة بأن "الحزب يرفض تعيين رئيس مصر لنائب مسيحي أو امرأة وأن هذا هو الموقف الشرعي الذي يتبناه الحزب ولا يمكن التنازل عنه من أجل مواءمات سياسية".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة عن القيادي دون أن تشير إلى اسمه قوله إنه "عندما تعين أميركا نائباً مسلماً للرئيس الأميركي بارك أوباما نتحدث نحن عن تعيين نائب مسيحي".
وقبل أيام، أكد المستشار السياسي للرئيس المصري الجديد محمد مرسي أن من أول القرارات التي ستصدر قريباً تعيين عدد من نواب الرئيس بينهم قبطي وامرأة وذلك لأول مرة في تاريخ مصر.
ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" اليومية، قال نادر بكار المتحدث الإعلامي باسم حزب النور إن "الحزب يقبل بتعيين مسيحي وامرأة في الفريق الرئاسي المعاون لرئيس مصر المنتخب الدكتور محمد مرسي؛ لكن تعيين نواب له مسيحيين أو امرأة لم نتحدث عنه".
وأضاف "بكار" إن "الحزب اتفق من قبل مع حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر) أن يكون للرئيس مستشار امرأة ومسيحي، وكنا نتحدث وقتها عن خمسة أشخاص للفريق الرئاسي بينهم امرأة ومسيحي".
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اليومية، نفى "بكار" أن يكون حزب "النور" قد طرح مسألة تولي مسيحي أو امرأة لمنصب نائب الرئيس، ووصف ما يتردد بأن حزب النور يرفض تولي مسيحي أو امرأة كنائب للرئيس بأنه مجرد تكهنات.
وحول ما لو تم طرح اسم مسيحي وامرأة كنواب للرئيس، وماذا سيكون موقف الحزب وقتها من الفريق الرئاسي، قال "بكار" إن الموضوع عندما يطرح "سوف يناقش الحزب ذلك في وقته المناسب".
وجددت تصريحات سامح الصاوي، المتحدث الرسمي المؤقت للدكتور محمد مرسي، الإشارة إلى أنه سيتم تعيين مسيحي وامرأة نائباً للرئيس، لأول مرة في تاريخ مصر.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن تأكيدات الرئيس "مرسي" دعت أحد قيادات حزب النور (السلفي) لأن يصرح أمس الجمعة بأن "الحزب يرفض تعيين رئيس مصر لنائب مسيحي أو امرأة، وأن هذا هو الموقف الشرعي الذي يتبناه الحزب ولا يمكن التنازل عنه، من أجل مواءمات سياسية"، واستطرد قائلاً إنه "عندما تعين أميركا نائباً مسلماً للرئيس الأميركي بارك أوباما نتحدث نحن عن تعيين نائب مسيحي".
وأضاف القيادي بحزب النور إنه في حال تعيين الدكتور مرسي نائبين له امرأة ومسيحياً سيدرس حزب النور الانسحاب من المشاركة في الفريق الرئاسي.
ولكن "بكار" قال إن "مسألة الفريق الرئاسي لم تحسم بعد بالنسبة لحزب النور، واللقاءات والمشاورات متواصلة مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي بشأن الفريق المعاون له".
وتصدر حزب النور السلفي المشهد السياسي في مصر عقب إعلانه رسميا بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاماً من التضييق على الإسلاميين، وحل ثانياً بعد حزب "الإخوان" (الحرية والعدالة) في انتخابات مجلسي الشعب والشورى (الغرفتين الأولى والثانية من البرلمان) وأعلن مساندته للدكتور مرسي في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التي جرت يومي 16، 17 يونيو/حزيران الماضيين ضد الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر.
وعن لقاءات تمت بين حزب النور والدكتور مرسي بشأن الفريق الرئاسي، قال بكار، الذي يشغل منصب عضو الهيئة العليا لحزب النور "لم تحدث لقاءات بل مجرد مشاورات"؛ لكنه نفى أن يكون الحزب قد طرح أسماء لتكون في منصب نائب لمرسي. وعن الوزارات التي يرغب حزب النور في توليها في الحكومة الجديدة، لم يحدد "بكار" أسماء وزارت بعينها؛ لكنه قال إن "تولي الوزارات مجرد مشاورات فقط".
وقالت الصحيفة إن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي كان قد طرح في برنامجه الانتخابي تولي قبطي لمنصب نائب الرئيس، وقد أثار ذلك جدلاً بين الإسلاميين، لأن من يتقلد نائب رئيس الدولة يقوم بمهام الرئيس في حال عدم وجوده، ويستكمل فترته الرئاسية في حال وفاة الرئيس، وبالتالي لا يصلح المسيحي لهذا المنصب لما لرئيس الدولة من مهام دينية، ومصر دولة تدين بالإسلام.
وتهربت قيادات سلفية وقتها من التعليق على مسألة النائب المسيحي، قائلة "أن يكون نائب رئيس الدولة مسيحي الديانة أمر يحتاج للدراسة"، نافية قبولها المطلق أو رفضها المطلق للقضية برمتها، مؤكدة أن هذا الطرح لم تتطرق إليه مخيلتها من قبل. وحملت القيادات السلفية الأزهر الشريف المسؤولية بشأن البت في توافق هذا المقترح مع الشريعة الإسلامية من عدمه.
ويحتفظ مسيحيو مصر بمزيد من القلق إزاء تولي الدكتور مرسي الرئاسة، ولا تعنيهم التلميحات المستمرة حول تعيين نائب مسيحي ضمن مؤسسة الرئاسة بقدر الابتعاد عن التفكير في عودة أحداث العنف التي سيطرت على المشهد المصري في بداية التسعينات وخلال الأيام الأخيرة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وتصاعدت مخاوف الانعزال والتهميش عند المسيحيين بعد أن وصل أحد أبناء تيار الإسلام السياسي للحكم بعد صراع طويل مع الأنظمة المتعاقبة، خاصة مع انتشار شائعات هجرة المسيحيين من مصر، كجزء من الارتباك والقلق الذي تشهده المرحلة الانتقالية التي من المقرر أن تنتهي غداً السبت بعد تسليم المجلس العسكري الحاكم السلطة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.
<!--EndFragment--> <!--EndFragment-->
ساحة النقاش