محمد شو

العالم بين يديك

يظهر على لوحات التشكيلية السعودية ندى النصار تأثرها الواضح بمنهج مدرسة الفن الانطباعية العتيقة، التي تجلي انعكاس الضوء والظل على مشهد واقعي وتصويره بحسب انطباع الفنان وإحساسه وتصوراته، بإعطاء قيمة كبيرة لتدرجات الألوان الطبيعية على لوح الرسم.

وبدأت هذه المدرسة في منتصف القرن التاسع عشر، من خلال رائدها التشكيلي الفرنسي «مونيه»، واستمر الفنانون في استقاء أساليبهم الفنية التشكيلية في نقل الواقع ورسمه من رواد هذه المدرسة الفنية ومؤسسيها إلى يومنا الحاضر.

وتقول النصار من خلال حديثها مع «الشرق الأوسط»: «أسعد أوقاتي حينما أكون في مرسمي الشخصي، فبالنسبة لي فرشاتي هي مترجمي بيني وبين الناس وأعيش أصدق لحظاتي عندما أعبر بواسطتها، وعندما يمتلكني شعور ما، أجده دائما يطغى على اللوحة سواء كان شعورا إيجابيا أو سلبيا». وتضيف النصار: «كل إنسان في هذه الحياة له طريقة في التعبير، مشاعري هي من تقودني عندما أشرع في الرسم، فأنا لا أستطيع أن أرسم من دون إحساس، وباعتقادي بقدر ما كنت صادقة عندما أرسم لوحاتي، بقدر ما تصل إلى الجمهور بشكل أسرع».

شاركت لوحات ندى في عدة معارض فنية عالمية في كل من باريس وبلغاريا وإسطنبول وبيروت ودبي وأبوظبي، وحاليا توجد الفنانة في العاصمة البريطانية لندن كأول فنانة سعودية تشارك بتصاميمها في الإعلانات الدعائية المصاحبة للفعاليات الأولمبية بأولمبياد لندن 2012.

وأشارت ندى لمجاراتها لاتجاهات متعددة في مدارس الفنون مختلفة الأساليب والتكنيك، عند رسم لوحاتها، إلا أن تأثرها بالمدرسة الانطباعية لا سيما بضربات فرشات الفنان «بيسارو» بدا في مجموعتها التشكيلية «طير» التي اختارت الطيور موضوعا لتشكيل إبداعها. ورسمت ضمن مجموعتها «بورتريه» لببغاء بفكرة بسيطة، ظهرت ألوانه بتكنيك المدرسة الانطباعية، وأخرى لبجعات تعوم في مياه راكدة يظهر بجانبها انعكاس الشمس بوضوح على سطح البركة بألوان الأكريلك.

وعبرت النصار عن قوة الإيمان والروحانية بتشكيل طائر «الفينيق» الذي تشير الأساطير إلى قوته وخلوده بألوان زيتية، وتشير إلى اعتمادها في خلفية هذه اللوحة على الألوان الغامقة الأسود والكحلي والأحمر القاني لوصف الأمور السلبية في الحياة من اكتئاب وإحباط وسوداوية المستقاة من تجارب الحياة، أما الطائر فقد قصدت به الإيمان والروحانية، تقول: «إن كنا نؤمن بشيء إيمانا صادقا، فإنه حتما سوف ينتشلنا مما نحن فيه، فإيماننا بالله وحسن الظن به، بكل تأكيد هو المنقذ الوحيد من كل ما نواجهه».

واستوحت النصار من لوحة «منتصف الليل» صورة لفيلم سينمائي ثلاثي الأبعاد، عكست فيها طيورا بلغت عنان السماء وأظهرتها بشكل بارز كمشهد مباشر يشاهد من كل الزوايا، بشكل مختلف عن لوحاتها التي تظهر الرسومات على لوح رسم مسطح. وتختم ندى حديثها بقولها: «أعشق لوحاتي، فأنا أفخر بها وأسعد عندما أرى إعجاب الجمهور بها، وأغار عليها، عندما تكون عند أحدهم أسأل عنها وعن حالها، وأشتاق لها، لذلك لا أهديها إلا للأشخاص المميزين جدا في حياتي».

<!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,675