يعيش أهالي الموصل والمناطق المحيطة بها حالةً من القلق والخوف من التحذيرات التي أطلقها خبراء جيولوجيون عراقيون، أكدوا فيها أن التصدعات في سد الموصل باتت خطيرة وتهدد بانهيار السد في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر. مما يؤدي إلى غرق الموصل وبغداد.
وقال خبراء من جامعة الموصل في بيان مشترك في وقت سابق هذا الشهر إن مياه السد تكفي لإغراق بغداد بالكامل وتشريد أهاليها وانهيار البنية التحتية فضلا بالطبع عن تدمير سائر المدن التي يمر بها نهر دجلة الذي يقع السد على مجراه وأولها الموصل، داعين إلى أخذ هذه التحذيرات بجدية بالغة والإسراع بتفريغ مياه السد وتسريبها إلى العديد من الأنهار الجافة وإلى الأهوار.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد حذرت العراق في تقرير لكتيبة الهندسة في الجيش الأميركي عامي 2006 و2007 من أن سد الموصل آيل للانهيار، معربين عن خشيتهم من أن تتغير هيكلية هذا السد، الأمر الذي قد يولد موجة تصل إلى ارتفاع عشرين مترا على المناطق الواقعة جوار السد.
تبديد مخاوفونفى مدير عام الموارد المائية د. عوني ذياب هذه المخاوف وأضاف أن وزارة الموارد المائية أكدت في بيان رسمي أن سد الموصل مستقر حاليا، مشيراً إلى أن فحوصات للسد أكدت وجود بعض التصدعات أسفله، ويمكن معالجتها بالحقن بمادة الإسمنت وهذه الحالة مشخصة سابقاً.
ويوضح ذياب أن كل سد ينشأ في العالم توجد له سيناريوهات وتوجد مخاطر تكون خارج إرادة البشر، مثل هزات أرضية أو عمل تخريبي، وبعد التحذيرات التي وردتنا عام 2006 من خطورة وصول منسوب المياه إلى 2330 مترا فوق مستوى سطح البحر، قررنا أن يكون "خزين السد لا يتجاوز 319 مترا عن المنسوب التصميمي المقرر للسد".
ويؤكد ذياب أن عملية الحقن والصيانة مستمرة بشكل دائم، وحالة السد لا تعطي أي مؤشرات للانهيار، موضحا أن هناك خبراء يتابعون حالة السد يوميا وتخفيف خزين المياه، وكل هذه تقلل احتمالات الخطر.
حالة الأرض
من جهته يقول رئيس لجنة المياه في البرلمان العراقي د. وحيد عبود العيساوي للجزيرة نت إن موضوع سد الموصل أخذ إطاراً كبيراً من التصريحات والتوقعات ونحن بحاجة إلى خبراء معنيين في تركيبة وبناء السد.
يضيف العيساوي أن هناك شكوكا بواقع الأرض الجيولوجي، واحتمال أن تكون فيها صخور ملحية وكلسية تتعرض دائماً للذوبان نتيجة الضغط، فيما يشير البعض إلى أن الخلل في عدم صيانة هذا السد في مرحلة التسعينيات ونتيجة الظروف التي يمر بها البلد.
ويحذر العيساوي من نتائج انهيار السد على الموصل وعلى المدن القريبة، ويناشد وزارة الموارد المائية أن تسرع في إعداد تقرير نهائي عن حالة السد بواسطة خبرائها وبالتعاون مع لجان مديرية الموارد المائية في نينوى وبالاستعانة بخبراء دوليين.
ويرى وزير الزراعة والري الأسبق د. حسن فهمي جمعة أن كل سد له عمر معين وله قدرة معينة للاحتفاظ بحجم معين من المياه، ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- يجب أن تستمر إجراءات الفحص الدورية للسد وتنظيف قواعده من التراكمات الرملية لأنها قد تؤدي إلى عمليات تصدع.
ويحذر جمعة من أخطار كبيرة متوقعة في حال هدم جزء من السد على الموصل ومدن جنوب السد من أن تتعرض للغرق بما فيها العاصمة بغداد.
ويعد سد الموصل أكبر السدود العراقية ويقع على نهر دجلة في محافظة نينوى (350 كلم شمال بغداد) وأنشئ في عام 1986.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش