بينما تواجه أوروبا مشاكلها المالية المتفاقمة، تواجه رينو والعديد من المصانع الأوروبية وبشكل خاص الفرنسية والإيطالية خطر التراجع الكبير لمبيعاتها، وقد دفعت هذه الحالة المتأرجحة رينو إل وضع مخططات تستهدف تقديم علامتين جديدتين عاليتي المستوى للاستحواذ على حصص من الأسواق الناشئة السريعة التنامي وتخفيف الاعتماد على أسوق أوروبا الآخذة بالتقلص.
ووفقا للخطة الجديدة التي تقوم بوضعها رينو حاليا، سيكون لدى الشركة الفرنسية 4 علامات تجارية هي: رينو لسيارات الركاب والنقل التجاري بكافة أنواعها، داسيا الرومانية لتقديم المركبات بأسعار منخفضة، وألبين Alpine «وتعني جبال الألب بالفرنسية» وستتولى تقديم سيارات رياضية عالية الأداء، و«إنيشيال باريس» Initiale Paris لتقديم السيارات الفاخرة.
وأكد كارلوس تافاريس، رئيس عمليات التشغيل لدى رينو على ضرورة أن يكون لدى رينو القدرة للتنافس على مستوى العالم، وأن العمل جاري لتغيير دفة التوجيه من التركيز على أوروبا إلى التركيز على كل أسواق العالم.
ويعتبر طراز القمة من مركبة المينيفان إسباس أغلى سيارة تقدمها رينو حاليا بسعر يبدأ من 35 ألف يورو. وبناء عليه ستحتاج الشركة لتقديم منتجات قادمة تقنع العملاء بقيمتها.
وفي فبراير الماضي، قال تافاريس، أن رينو في مراحلها الأولى نحو تطوير سيارة فاخرة يتم صنعها على أرضية الفئة-E من مرسيدس، ما يمثل امتدادا للتحالف الإستراتيجي بين الشركتين الفرنسية والألمانية الذي تم توقيعه في 2010 والذي نص في بدايته على تطوير وإنتاج السيارات والمحركات الصغيرة.
وخلال الشهر الماضي قالت الصحيفة الفرنسية ليزيكو أن رينو ستتخذ قرارها نحو تقديم العلامتين المزمعتين ألبين وإنيشيال باريس بحلول نهاية العام الجاري.
وتأتي توجهات رينو على إثر التراجع السريع لعائداتها المالية وبنسبة تصل إلى 35 بالمائة. وشهدت الشهور الخمس الأولى من 2012 تراجع مبيعات السيارات في أسواق أوروبا بنسبة 7.7 بالمائة في ظل حالة عدم الاستقرار للاقتصاد في أوروبا.
ومن بين كل مصانع أوروبا الكبيرة، سجلت شركة رينو أكبر تراجع خلال أول خمس شهور من العام الحالي وبنسبة 19.7 بالمائة، وتتمثل الشركة في علامتين تجاريتين حاليا هما رينو وتراجعت مبيعاتها 22.1 بالمائة، وداسيا وتراجعت مبيعاتها 8.6 بالمائة.
وبالمقابل فإن نسبة التراجع لمجموعة فولكسفاجن العملاقة بلغت 2.4 بالمائة لنفس الفترة، وسجلت أودي ارتفاع 3.8 بالمائة. وبينما تراجعت مبيعات علامة BMW بنسبة 0.6 بالمائة، فقد ارتفعت مبيعات مرسيدس-بنز 1.1 بالمائة.
وبينما نمت حصة مجموعة فولكسفاجن السوقية في أوروبا من 22.8 إلى 24.1 بالمائة خلال الشهور الخمس الأولى من هذا العام، شكلت الأرباح التشغيلية التي حققتها علامة أودي 44 بالمائة من كامل أرباح مجموعة فولكسفاجن علما أن مبيعاتها شكلت 15 بالمائة من مجموع المبيعات.
وتريد رينو أن يكون لها علامة فاخرة تساعدها على النمو في أسواق عملاقة مثل الصين على غرار المساهمة التي تقدمها أودي لمجموعة فولكسفاجن. ويقول تافاريس أن الجميع ينظرون إلى ما تمثله أودي بالنسبة لمجموعة فولكسفاجن.
ولم يسهب تافاريس في التفاصيل حول السيارات التي ستقدمها العلامتين المزمعتين، ولكن رينو لديها أساس متين يمكنها الاعتماد عليه ويتضمن تحالفاتها الإستراتيجية مع نيسان المالكة لعلامة إنفينيتي الفاخرة، وكذلك تحالفها مع شركة ديملر الألمانية المالكة لعلامة مرسيدس-بنز.
وكانت علامة ألبين قد تأسست في عام 1955 وتخصصت في صنع السيارات الرياضية والسباقية، ويعرفها عشاق السيارات كثيرا من السيارة A110 التي قدمتها في 1962. وكانت رينو قد استحوذت على تلك العلامة في السبعينيات من القرن الماضي، وأوقفت إنتاجها في 1994.
ويرى الخبراء أن تقديم علامة رياضية من رينو هو أمر منطقي، فلديها تاريخ حافل بالإنجازات في المحافل الدولية، ويحق لها أن تحقق الفائدة من تلك المكانة التي تضع سياراتها المنافسة على الحلبات جنبا إلى جنب مع أفضل العلامات الرياضية في العالم. ولن يكون مكلفا تقديم سيارات عالية الأداء بالنسبة لرينو إذا يمكنها الاعتماد على مكونات سوبر سبورت من نيسان GT-R.
كما وينظر تافاريس إلى مثال إنفينيتي التي تأسست في 1989 وأصبحت اليوم من العلامات الفاخرة السريعة النمو عالميا، وهي يمكن أن توفر له الأساس المطلوب لانطلاق علامة إنيشيال باريس.
ولدى البرتغالي الأصل تافاريس والبالغ من العمر 53 عاما كل العاطفة والخبرة لتحقيق نقلة نوعية لرينو، فهو يعمل معها منذ أن انضم إليها قبل 31 عام كمهندس لتجارب القيادة، وتقلد عدة مناصب تنفيذية عليا خلال مسيرته، وآخرها رئيس لعمليات نيسان في الأمريكيتين.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش