كثيراً ما يكون جواب المعلمين واللغويين "يجوز الوجهان" عند سؤالهم عن مسألة لغوية، وقد يكون ذلك أسلوباً للتهرب والنجاة من الإحراج، ولكنه في كثير من الأحيان حقيقة لأن اللغة العربية تتميز بالغنى والتنوع، بألفاظها ذات الدلالات الواسعة وحمّالة الأوجه، إذ يأتي الفعل الواحد في اللغة العربية بعدة معانٍ، من ذلك قولهم:
قضى بمعنى حتَّم كقوله تعالى: "فلما قضينا عليه الموتَ". وقضى بمعنى أَقَرَ كما في قوله: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه". وبمعنى صَنَعَ كقوله تعالى: "فاقض ما أنت قاض" - أي اصنع ما أنت صانع.
ويكون قضى بمعنى حَكمَ: يقال للحاكم قاضٍ ويكون بمعنى أعْلَمَ "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب" أي علمناهم.
ويقال للميت قضى إذا فرغ من الحياة، ومن معانيها قضاء الحاجة وهو معروف، ومنها قوله تعالى "إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها".
وللصلاة أكثر من معنى، قوله تعالى: "فصلِّ لربك وانحرْ". وهي الصلاة المعروفة وتأتي بمعنى الدعاء، فتقول صلّ عليهم، أي ادع لهم كما في قوله تعالى: "وصلِّ عليهم إن صلاتك سَكَنٌ لهم" .
والصلاة من الله هي بمعنى الرحمة: "إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". ومن الملائكة الاستغفار، ومن المؤمنين الثناء والدعاء.
والصلاة تأتي بمعنى الدين كقوله تعالى "أصلاتك تأمرك".
والصلاة كنائس اليهود كقوله تعالى: "لهدمت صوامعُ وبِيَعٌ وصلواتٌ ومساجد".
وتحفل اللغة العربية بعدد من الأفعال ما فيه لغتان ومنها ما يكون فيه اختلاف في الحركات:
كالأفعال على وزني (فعَل، فَعِل): بَرَأ من المرض وبرِئ من المرض، حَقَد وحقِد، دمَعت العين ودمِعت، ذَهَلَ عن الشيء، وذهِل، رَضَعَ، رَضِع، ورَشَدَ، رَشِد، زَهَدَ: زهِد، زهَقت زهِقت.
- وعلى وزني، (فَعَل وفعُل): جبِن، جبُن، حَمَضَ، حَمُضَ، (سَخَنَ، سخُن)، (شَحَبَ، شحُب)، (مَلَح، ملُح)، (نَضَر، نضُر).
صباح الحكيم:
أنــــا لا أكتبُ حتى أشتهرْ لا ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ
أنــــــا لا أكتب إلا لغة في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها سأغنيها إلى أن أنـــــــدثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً أنحتُ الصخر و حـرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني بل أرى في خـــدشهِ فكراً نضرْ
أنـــــا جنديٌ وسيفي قلمي وحروف الضاد فيها تستقرْ
ساحة النقاش