تعهد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في خطاب أذيع تلفزيونياً اليوم الأحد بعد ساعات من إعلان انتخابه بأن يكون رئيساً لكل المصريين ووصف فوزه بالانتخابات التي أجريت في مطلع الأسبوع الماضي بأنه "لحظة تاريخية".
ووسط حالة من القلق بشأن احتمالات مواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها والجيش أشاد بالقوات المسلحة ودورها في إدارة شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل العام الماضي في انتفاضة شعبية.
ووعد الرئيس المنتخب بتحقيق أهداف جميع من شاركوا في الثورة على مبارك.
وقال إن مصر ستحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية في إشارة إلى الكيان الإسرائيلي الذي يخشى على مصير معاهدة السلام التي وقعتها مع القاهرة قبل 33 عاماً في ظل رئاسة مرسي.
وتلقى مرسي (60 عاماً) تعليماً في الولايات المتحدة وعمل بها لفترة من الوقت ثم عاد إلى البلاد ليعمل بالتدريس في جامعة الزقازيق بالقرب من القاهرة.
وأشاد في خطابه بالنشطاء الذين قتلوا أو أصيبوا في الانتفاضة التي أسقطت سلفه. وقال "(لولاهم) ما كنت لأقف بينكم كأول رئيس منتخب. ما كنت لأقف معكم الآن بهذه الفرحة العارمة".
وأضاف "هذه الدماء الزكية لن تضيع هدراً".
وبينما كان المحتجون في ميدان التحرير يرددون هتافات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي قال مرسي "لجيش مصر العظيم تحية خالصة من قلبي وحب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى".
وأضاف "أحرص على تقويتهم وعلى الحفاظ عليهم وعلى هذه المؤسسة التي نقدرها جميعاً".
ومنذ تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد بعد خلع مبارك حرص سياسيون ونشطاء على القول إن انتقادهم للمجلس العسكري لا يعني انتقادا للقوات المسلحة.
وفيما بدا أنه مسعى لمصالحة وطنية أشاد مرسي بمن وصفهم بالأغلبية الغالبة من رجال الشرطة "الشرفاء" الذين قال إن عليهم دوراً كبيراً في المستقبل في حماية أمن مصر الداخلي.
وكان مجلس الشعب المحلول الذي هيمن عليه الإخوان المسلمون وإسلاميون آخرون طالب بتطهير وزارة الداخلية ممن قال إنهم ضباط فاسدون.
وأشاد مرسي بقضاة مصر بعد أسابيع قليلة من مواجهة بين مجلس الشعب قبل حله ونادي قضاة مصر تلت انتقاد مجلس الشعب للحكم الذي صدر بتبرئة ضباط شرطة كبار من تهم تتصل بقضية قتل المتظاهرين في القضية التي أدين فيها مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وعوقبا بالسجن المؤبد.
وتعهد الرئيس المنتخب بأن "يكون القضاة في المستقبل مستقلين عن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية".
وقال "إنني اليوم رئيس لكل المصريين أينما وجدوا في الداخل والخارج".
وتعهد في الخطاب الذي استغرق إلقاؤه 25 دقيقة بأن الثورة التي أطاحت بمبارك "مستمرة حتى نحقق كل أهدافها معاً".
لكنه قال "لا مجال للغة التصادم ولا مجال للتخوين بيننا أبداً".
وشدد على أنه سيعمل لتعزيز الوحدة الوطنية قائلاً "إننا كمصريين مسلمين ومسيحيين دعاة حضارة وبناء. كذلك كنا وسنبقى إن شاء الله".
وقال "عازم معكم وبكم على بناء مصر الجديدة... الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة".
وقال إنه يضمن حقوق الإنسان "وإلغاء كل أشكال التمييز".
وفي شأن المعاهدات الدولية المصرية قال "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية. لقد جئنا للعالم برسالة سلام".
وأضاف أن مصر برئاسته ستحافظ على "الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله".
وقال مرسي إنه سيتقي الله في الشعب المصري والبلاد. وحرصت جماعة الإخوان خلال الحملة الانتخابية على القول إن مرسي يحفظ القرآن كاملاً.
<!--EndFragment--> <!--EndFragment-->
ساحة النقاش