مع إنقطاع الطمث، ثمّة عوامل صحية متعددة تجعل زيادة الوزن أمراً شائعاً معظم النساء، إن لم نقل أغلبيتهنّ الساحقة. لكن، في المقابل، ثمّة وسائل غذائية للحد من تداعيات الظاهرة.
ظاهرة إرتفاع الوزن إثر إنقطاع الطمث معروفة ومدروسة، ولا تشكل خروجاً مقلقاً على المألوف. إذ ثمّة أسباب رئيسية، درست بدقة، تنجم عنها زيادة الوزن بشكل طبيعي:
1- تباطؤ عملية الأيض (أو الإستقلاب، أي مجمل عمليات هدم الخلايا وبنائها، والتبادلات التي تؤمن الطاقة للنشاط الحيوي).
2- تناقص إمداد الجسم بالهرمون المؤنث (إستروجين).
3- الإضطراب الهرموني المهبلي.
4- إضطراب إفرازات الغدة الدرقية.
عن ذلك، ينجم تراكم الشحوم في الجسم، جراء تباطؤ عملية إحراقها. لكن، ربّما أكثر من تلك الأسباب العضوية، قد يجوز القول إنّ الوضع النفسي، في تلك الفترة، يسهم بشكل كبير في مفاقمة الحال. فتلك الفترة الحرجة، لدى الكثير من النساء، تتوافق مع أوضاع عائلية معقدة، مثلاً الملل الزوجي، وفترة مغادرة الأولاد والبنات البيئة المنزلية (إذ يكونون قد كبروا وأصبحوا في سن الزواج، أو عيش حياتهم شخصياً). وفي حالة المرأة العاملة، تتوافق الفترة أيضاً، في أحيان كثيرة، مع ركود مهني نسبي، وعدم وجود آفاق محفزة، من حيث المركز المهني وإحتمالات التقدير المادي، والإحساس بإقتراب التقاعد، وما يحمله ذلك من قلق.
"التحاليل" على التخزين:
تلك العوامل النفسية، التي تعقد الأمور نوعاً ما، قد تحض بعض المعنيات، لا شعورياً، على التعويض من خلال الأكل بين الوجبات، ما يرفع جرعة السعرات اليومية بشكل خفي، غير ملحوظ بما أنّ المعنية لا تأبه بتلك الوجبات الإضافية الصغيرة الزائدة، لكنها بالتالي تتحول إلى شحوم إضافية، يخزنها الجسد، ويواجه صوبة في التخلص منها لاحقاً.
وما يزيد الطين بلة هو أن تلك الأوضاع لا تساعد على الإلتزام بحمية غذائية، وربّما مجرد بعض النصائح البسيطة، من دون حمية حقيقية، التي تتيح تفادي مفاقمة الوضع، وتجنب أن يكون عدد الكيلوجرامات الزائدة مرتفعاً جدّاً. لكن، ثمّة قواعد سهلة، من شأنها "التلاعب" على آلية تخزين الشحوم العضوية، والحد من ظاهرة زيادة الوزن في فترة إنقطاع الطمث، وبعدها. والخط العام في غاية البساطة: يكفي الإنتباه إلى "الدخل"، من حيث الطاقة، والشح فيه، وفي الوقت نفسه عدم التردد عن "الإنفاق" (بمعنى إنفاق السعرات). وبسط اليد كل البسط في هذا الباب.
توزيع السعرات:
فتخزين الشحوم ليس قدراً محتوماً، بما أنّه حاصل السعرات الداخلة ناقصاً السعرات الخارجة. فإن كان الفارق صفراً، لن تتحول أي سعرة جديدة إلى شحوم. وإن كان الفارق طفيفاً، سيخزن الجسم شحوماً بكميات ضئيلة للغاية، بالكاد تحدث فرقاً مرئياً ضئيلاً عقب مضي أشهر عديدة. ولتقليل الفارق، ليس ثمّة حل آخر سوى إجراء بعض التمارين، حتى وإن لم تكن تمارين رياضية بالمعنى التقليدي. ومن ذلك، مجرد إغتنام أي فرصة بسيطة للمشي مثلاً ركن السيارة بعيداً للذهاب إلى التبضع (إذا كان الجو ملائماً)، أو صعود السلالم بدلاً من أخذ المصعد، وما إلى ذلك من عادات يومية مألوفة. وطبعاً، إذا كانت هناك تمارين رياضية حقيقية، ولو بسيطة، فذلك خير على خير.
وعلى العموم، ينبغي تناول أغذية تؤمن ما مجموعه 1500 إلى 2000 سعرة حرارية يومياً، بحسب الإحتياجات الخاصة بكل إمرأة، ونشاطاتها المهنية أو المنزلية. لكن، ينصح أيضاً بتوزيعها على النحو الآتي، وهو الأفضل لفترة إنقطاع الطمث، بحسب خبراء التغذية وأطباء الأمراض النسائية:
ساحة النقاش