محمد شو

العالم بين يديك

إبراهيم الشيخ

إن إعلان حملة محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين بالفوز في الانتخابات الرئاسية يعتبر صفعة لمؤيدي النظام السابق الذين حاولوا الالتفاف على الثورة وبمساعدة المجلس العسكري الذي أوهم الناس منذ البداية بأنه محايد؛ وللأسف الكثير داخل مصر وخارجها صدقوه بأنه مع الثورة وضد النظام القديم، ومع العلم بأن هذه المؤسسة العسكرية تعتبر من أهم أركانه.

إن المؤسسة العسكرية هي نفسها التي حمت ودافعت عن كل السياسات الخاطئة للنظام السابق، وليس من السهولة من تسليم السلطات للرئيس القادم بصلاحيات تامة وستعمل هذه المؤسسة على إضعاف مهمة الرئيس لتبقى هي صاحبة القرار في قضايا الأمن القومي والقضايا الاستراتيجية.

بالرغم من المهمة الصعبة التي واجهت المواطن المصري الذي وضع بين اختيارين صعبين وهو الاختيار بين مرشح النظام السابق أحمد شفيق والذي يدعي الاستقلالية، ومرشح الإخوان محمد مرسي الذي لن يبتعد كثيرا عن فكر الإخوان المسلمين الذين انتظروا الوصول إلى السلطة لسنوات طويلة دون جدوى، فهذه تعتبر لحظة تاريخية لهم ليجربوا الحكم وليختبرهم المصريون، وخاصة المتوجسين من وصولهم السلطة.

إن تصريحات محمد مرسي ببناء دولة ديمقراطية تعتبر تطمينا للمشككين، والامتحان الأصعب هو احترام هذه الديمقراطية في المستقبل وعدم الوقوع في أخطاء النظام القديم الذي استأثر بمجريات الحياة السياسية والاقتصادية، وممارساته اتسمت بالفساد وعدم تحسين حياة الملايين من فقراء مصر.

إن مهمة الرئيس القادم لن تكون سهلة، ومحط أنظار المصريين والعالم لما ستؤول إليه الأمور في هذا البلد المهم بالنسية للوطن العربي الذي بدون مصر يشعر بالضعف، وذلك لما تمثله هذه الدولة من ثقل استراتيجي وخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي.

إن مصر غيبت منذ اتفاقات كامب ديفد التي كبلت مصر وجعلت منها دولة تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل وابتعدت عن الفعل لصالح هذه الأمة، ونجحت إسرائيل ومن ورائها أمريكا بتحقيق الهدف وهو إبعاد أكبر دولة عربية عن الصراع مع إسرائيل، مما ولد حالة من الوهن وفرض معاهدات على الجانب الفلسطيني وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

الرئيس القادم إذا أراد بناء دولة ديمقراطية حديثة يجب أن يكون لجميع المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية، والمهمة الصعبة التي تقع على عاتقه أيضا إعادة الأمن وليس استرجاع القبضة الأمنية. أما بالنسبة للاقتصاد فيجب تحفيزه، ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية. أما على صعيد العلاقات مع الخارج، وخاصة مع أمريكا وإسرائيل، فيجب تغليب المصلحة الوطنية المصرية وليس على أساس تسديد التزامات وظائفية وخدماتية لمصلحة هذين البلدين.

أما ما يخص القضية الفلسطينية التي نالت من الإهمال والضغط على الفلسطينيين لقبول ما يطرحه العدو الصهيوني دائما، وبالرغم من هذا إسرائيل لم تقدم شيئا للفلسطينيين سوى الحصار بمشاركة النظام السابق، فإن الرئيس القادم يجب أن يدعم القضية الفلسطينية فعليا وليس بالأقوال، وفك الحصار عن قطاع غزة، والضغط على الاحتلال بكل الوسائل. ينبغي التعامل مع الاحتلال بقوة وليس كما تعامل معه الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي تعامل مع القضية بكل سخرية عندما قال "أنا لا مع دول ولا مع دول"!! كيف لا تكون مع الحق وتكون مع المعتدي؟ وعمل لهذه الدولة الاحتلالية أكثر مما فعله للفلسطينيين، وهو ساوى بين الضحية والجلاد؛ وتعتبر هذه السياسة مرفوضة بتاتا.

مصر الجديدة يجب أن تكون بوصلة الشعوب العربية الحرة وأن تعود لأحضان الأمة، ولا تكون دولة ضعيفة تعيش على مساعدات الغرب الذي يريد بالمقابل صك استسلام وإذعان لسياسات هذا الغرب الذي يهمه فقط أمن إسرائيل على حساب الحقوق العربية. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

261,473