محمد شو

العالم بين يديك

انتهت قمة المكسيك بتوافق روسي أمريكي على ضرورة إجراء "عملية سياسية" في سوريا قد يكون أحد بنودها التخلي عن الاسد لأجل تجنب حرب أهلية، بالمقابل تحولت بثينة شعبان إلى موسكو بحثا عن تطمينات روسيا تسكت الإشاعات عن تراجع في الموقف الرسمي للكرملين الداعم للأسد.

وتوصل الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في لوس كابوس بالمكسيك الى مساحة تفاهم، وخصوصا حول الملف السوري الحساس الذي يسمم العلاقات بين البلدين منذ اشهر.

ففي بيان مشترك صدر بعد مشاورات استمرت ساعتين على هامش قمة مجموعة العشرين وشكلت اول لقاء بينهما منذ عودة بوتين الى الكرملين، دعا الرئيسان الى "وقف فوري للعنف" مؤكدين "وحدة "موقفهما" لجهة وجوب ان يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله في شكل مستقل وديموقراطي". 

وفي وقت تأخذ واشنطن على موسكو الحؤول دون تشديد العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لقمعه الدامي للتظاهرات المناهضة له، اوضح اوباما انه توصل الى توافق مع بوتين على ضرورة قيام "عملية سياسية" في سوريا لتفادي اندلاع حرب اهلية.

بدوره، اكد بوتين انه وجد مع نظيره الامريكي "العديد من نقاط التفاهم"، لافتا الى انه اجرى معه مشاورات "اساسية وجدية". 

وتخشى دمشق من أن تكون نقاط التفاهم التي تحدث عنها بوتين واوباما تعني ما تسرب من معلومات عن ضغوط أمريكية على روسيا لدفعها إلى القبول بحل سياسي في سوريا على شاكلة ما جرى في اليمن بأن يتخلى الأسد عن الرئاسة وينسحب من الحياة السياسية صحبة مقربين منه على أن يصعد إلى السلطة نائبه فاروق الشرع، او شخصية اخرى مرنة ربما تكون وزير الخارجية وليد المعلم.

واتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون موسكو الاسبوع الماضي بتزويد نظام الاسد بمروحيات قتالية الا ان روسيا ردت بان كل ما قامت به هو اعمال تصليح لمروحيات قديمة. 

وفي سياق متصل بالضغوط الغربية المكثفة لقطع الطريق على الدعم الروسي لنظام الأسد، أفادت صحيفة "ديلي تليغراف" الثلاثاء، أن سفينة روسية تحمل مروحيات هجومية وصواريخ إلى سوريا تم إيقافها قبلة سواحل اسكتلندا، بعد أن تم إلغاء التأمين عليها بناءً على طلب من الحكومة البريطانية.

واعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية أن وزارته على علم بسفينة متجهة إلى سوريا وعلى متنها شحنة من المروحيات الهجومية الروسية الصنع أُعيد تجديدها.

وابلغ المتحدث أن الوزارة اصدرت بياناً ذكرت فيه أن وزير الخارجية البريطاني "اوضح لنظيره الروسي حين التقيا في 14 حزيران/يونيو الحالي أن جميع الشحنات الدفاعية إلى سوريا يجب أن تتوقف".

إلى ذلك، اعتبر السناتور الاميركي جون ماكين ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد تضاعف استخدامها للمروحيات الهجومية لقمع المعارضين، مجددا تأييده لتدخل عسكري جوي اميركي في سوريا.

واضاف ماكين في مداخلة امام مؤسسة "اميريكن انتربرايز انستيتيوت" ان "هناك تقارير تقول ان العملاء الايرانيين هم على الارض لمساعدة الاسد في القتل، فيما يبدو ان روسيا تواصل ارسال الاسلحة الثقيلة "الى سوريا" بما فيها، على ما ذكرت وزيرة الخارجية "هيلاري" كلينتون، هذه المروحيات الهجومية التي يستخدمها الاسد حاليا لقصف المدنيين. بالتاكيد ليست هذه معركة متكافئة". 

ومن الجانب السوري اضطرت المستشارة الإعلامية للرئيس الأسد بثينة شعبان إلى نفي وجود أية خطط لمناورات عسكرية ستجري في سوريا بمشاركة روسيا والصين وإيران. 

وقالت شعبان رداً على سؤال لوكالة "إنترفاكس" الثلاثاء حول تقرير بثته قناة العربية السعودية ذكر أن روسيا والصين وإيران ستجري مناورات قريباً في سوريا بمشاركة قوات سورية، إنه "لن يكون هناك شيء من هذا القبيل.. هذا تقرير خاطئ آخر ينشر عنّا".

وقال مراقبون إن شعبان تحولت إلى موسكو لعرض صورة حقيقية عما يجري في بلادها على قادة الكرملين خوفا من أن تخترقهم التقارير الغربية "المنحازة" ضد الأسد.

ويضيف المراقبون إن شعبان تبحث في موسكو عن تطمينات فعلية للأسد بشأن ثبات الموقف الروسي من النظام في ظل سيطرة "الإشاعات" والتقارير التي توحي بأن روسيا في طريقها إلى التخلي عن حليفها بشار كما تخلت "مكرهة" عن صدام والقذافي من قبل. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 20 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,068