محمد شو

العالم بين يديك

authentication required

لهجة من اليأس بدت واضحة في آخر بيان للجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا عندما أعلن تعليق مهمة فريقه حتى إشعار آخر، حيث قال إن العنف يشكل خطراً على المراقبين ويعرقل قدرتهم على الاضطلاع بالواجبات المنوطة بهم، مضيفاً أن المراقبين لن يقوموا بجولاتهم التفتيشية وسيبقَون في مقراتهم حتى اشعار آخر.

المراقبون تعرضوا خلال شهرين من عملهم في المناطق الساخنة لمخاطر في أكثر من مرة، في درعا ودوما وخان شيخون وفي الخالدية وغيرها، لكن ما هي الحادثة الأخيرة التي حصلت معهم قبيل إعلان تعليق مهامهم.

تقول مصادر موثوقة إن ما جرى مع فريق المراقبين الذين توجهوا إلى مدينة الحفة بريف اللاذقية كان الشعرة التي دفعت روبرت مود لقراره بتعليق مهام فريقه، وفي التفاصيل تشير المصادر إلى أن فريق المراقبين أراد التوجه إلى مدينة الحفة التي كانت تشهد أعنف اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي "الجيش الحر" وكانت تلك هي المحاولة الأولى لهم، في تلك المحاولة وتحديداً في قرية الشير قطع الأهالي الطريق واستلقى بعضهم بكامل جسده على الطريق معترضاً سيارات المراقبين الذين لم يكن بمقدورهم سوى أن يعودوا أدراجهم إلى الفندق الذي يقيمون به في اللاذقية واتصلوا بمحافظها فأخبرهم أنه سيُرسل معهم في اليوم التالي دوريات حماية سورية.

وبالفعل توجه المراقبون في اليوم التالي وتتقدّمهم سيارة فيها دورية للأمن العسكري وأخرى مثلها في مؤخرة القافلة وهذه المرة انضم للمراقبين مراسل صحفي اسباني يعمل لصالح صحيفة ABC الاسبانية وكان يستقل سيارة خاصة مع سائق وسبق لهذا الصحفي أن أُوفِد إلى أفغانستان والصومال لتغطية الحرب هناك.

في ذات المكان السابق اعترض بعض الأهالي مسير المراقبين الدوليين لكن دوريات الأمن العسكري المرافقة لهم تكفلت بإبعاد الأهالي وتابعت القافلة سيرها نحو الحفة، لكن وقُبيل وصولهم الحفة بـ 9 كيلومترات، انهمر رصاص كثيف من أكثر من اتجاه نحو المراقبين، دورية الأمن العسكري التي تتقدّم القافلة لم يكن بوسعها إلى الاستدارة نحو طريق فرعية وغيرت اتجاهها، ليستمر الرصاص على سيارات المراقبين، السيارة الأولى تلقت أكثر من 21 رصاصة معظمها كانت مصوبة نحو السائق لكن وبما أنها سيارات مصفحة فإن أحداً لم يُصب بأذى، وتفرقت سيارات المراقبين ومعهم سيارة الصحفي الاسباني باتجاهات مختلفة هرباً من الرصاص الكثيف.

ولم يستطع المراقبون تحديد الجهة التي تقف وراء الحادثة إن كانت تتبع للسلطات السورية أم لأجنحة المعارضة المسلحة، وفي اليوم التالي سلك المراقبون طريقاً آخر غير الطريق السابق و زاروا الحفة ليُبلغوا وزارة الخارجية السورية يوم الجمعة أنهم علّقوا مهامهم وليُعلن روبرت مود في اليوم التالي تعليق مهام فريقه لوسائل الإعلام في بيان رسمي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

269,113