أعادت حديقة الصيف في سان بطرسبورج، التي تغنى بها الشاعران ألكسندر بوشكين وآنا أخماتوفا، فتح أبوابها بعد ثلاث سنوات من أعمال الترميم، لكن الكثير من الزائرين والخبراء يتذمرون من أنها «فقدت سحرها».
وتقول إليزافيتا إيروخينا، وهي مواطنة من سان بطرسبورج، تبلغ من العمر 57 عاماً، أتت لرؤية الحديقة العامة بعد ترميمها وإعادة فتح أبوابها في أواخر مايو الماضي «لم تعد حديقة الصيف نفسها التي كتب عنها بوشكين، ولا الحديقة التي عهدتها في شبابي. إنها نسخة فظة مع تماثيل بيضاء وجديدة، كما لو أنها من البلاستيك وآلات كاميرا أينما كان».
وبعد أن كانت الحديقة حكراً على القياصرة في البداية، فتحت أمام العامة في القرن الثامن عشر. وكان الهدف من أعمال الترميم إعادة الطابع الذي كانت تتميز به الحديقة في عهد الإمبراطور بطرس الأكبر مؤسس المدينة، الذي أرادها في أوائل القرن الثامن عشر أن تكون «ذات «هندسة فرنسية» مع أجنحة ونافورة مياه وتصميم فني.
لكن بعد فيضان مدمر سنة 1824، أعيد تصميم الحديقة «على الطريقة البريطانية»، وبهذا الشكل الجديد، دخلت التاريخ والأدب الروسي مع ممراتها المظللة وأشجارها الضخمة وتماثيلها الرخامية.
ويرى سكان بطرسبورج الذين لم يعرفوا الحديقة إلا بشكلها الجديد أن أعمال الترميم غيرتها جذريا. فقد باتت تغطيها مساحات ضخمة من الشجيرات المشذبة بعناية وأصبحت تضم نوافير مياه وأجنحة وتماثيل مزيفة من الحجر الاصطناعي بدلاً من التماثيل الرخامية العائدة إلى القرن الثامن عشر.
وتؤكد الخبيرة الفنية ميلينا جوجوليتسينا أن «الحديقة فقدت الطابع الذي تميزت به في القرن التاسع عشر ولم تستعد أيضاً الطابع الذي تمتعت به في عهد بطرس الأكبر».
أما سفياتوسلاف نيكانوروف «40 عاماً» فيقول «إنها حديقة جميلة للأطفال والسياح، لكنها لم تعد حديقة الصيف التي عهدناها».
يذكر أن سان بطرسبورج التي كانت عاصمة الإمبراطورية الروسية والتي أدرجت هندستها على لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي أسسها الإمبراطور بطرس الأكبر سنة 1703.
ساحة النقاش