محمد شو

العالم بين يديك

في دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية ويمكن أن تحمل تأثيرا سلبيا على مسار صناعة السيارات الأوروبية، حذر العلماء من انبعاثات محركات الديزل التي تسبب الإصابة بسرطان الرئة بل واحتمال أن تؤدي إلى ظهور أورام بالمثانة. وتلك هي المرة الأولى التي تعتبر بها منظمة الصحة العالمية انبعاثات الديزل سببا لسرطان الرئة وتؤكد جزما على أنها سببا وليس احتمالا.

وتم الإعلان عن نتائج الدراسة بمدينة ليون في فرنسا، وقالت منظمة الصحة العالمية أن نشر النتائج جاء بعد خضوع الدراسة للفحص والتدقيق والمراجعة لمدة 8 أيام من قبل لجنة متخصصة ضمت كبار العلماء.

وكانت دراسة أجريت في 1988 قد اعتبرت انبعاثات محركات الديزل سببا «محتملا للسرطان»، ولكن الدراسة الجديدة جاءت لتزيل «الاحتمال» وتستبدله بـ«التأكيد».

وفي نفس العام 1988 أجريت دراسة على انبعاثات محركات البنزين وخلصت نتائجها على أنها «سببا محتملا» للسرطان وليس أكيدا، وهو تصنيف مستمر حتى الآن إلى أن تثبت دراسة جديدة عكس ذلك.

ولم تقدم المنظمة أي توصيات حول المستويات التي لا يجب تجاوزها فيما يخض انبعاثات الديزل، ولكنها قالت أن نتائج الدراسة لا تقبل الدحض، وأنها حازمة وصحيحة، وأن انبعاثات الديزل تسبب الإصابة بسرطان الرئة لا محالة، ويجب أن يتم خفض مستوياتها.

رفض

من جهته، قال ستيف هانسن، المتحدث الرسمي بإسم منتدى تقنيات الديزل في واشنطن والذي يمثل صانعي محركات الديزل حول العالم، وصانعي السيارات، ومصافي النفط أن مراجعة الدراسات القديمة لن يكون مناسبا إذا ما أخذ في الاعتبار التطور الكبير الذي دخل على محركات الديزل خلال العقد الماضي.

وأوضح أن انبعاثات أكاسيد النيتروجين من الشاحنات الثقيلة والحافلات الكبيرة انخفضت بنسبة 99 بالمائة، كما وانخفضت انبعاثات الدقائق الصلبة بنسبة 98 بالمائة وذلك خلال السنوات العشر الماضية.

ولكن الهيئة الدولية لأبحاث السرطان قالت أنه من غير الواضح مدى تأثير ذلك الخفض على الصحة العامة، وأن مزيدا من الأبحاث ستكون مطلوبة.

الدراسة

واستند قرار تصنيف انبعاثات الديزل على أنه مادة مسرطنة على نتائج دراسة أجراها العلماء وشملت الناس الأكثر عرضة لانبعاثات الديزل مثل العاملين في المناجم وخطوط السكك الحديد وسائقي الشاحنات، وقدم هؤلاء في نهاية دراستهم توصية تنص على أهمية تقليل احتمالات التعرض لها.

يذكر أن الهيئة الدولية لأبحاث السرطان والتابعة لمنظمة الصحة العالمية كانت قد أدرجت انبعاثات الديزل ضمن قائمتها للمواد المسرطنة، وأكدت أن العاملين الذين يتعرضون لمعدلات عالية من هذه العوادم ترتفع احتمالات إصابتهم بسرطان الرئة 40 بالمائة.

وقال كريستوفر بورتير، المشرف على الدراسة «كانت الأدلة العملية مهيمنة، وثمة شبه إجماع على نتائج مجموعة العمل، فانبعاثات محركات الديزل تؤدي إلى إصابة البشر بسرطان الرئة».

ولفت كورت ستريف، من الهيئة الدولية لأبحاث السرطان أن الشخص كلما تعرض على نحو أكبر للمواد المسرطنة كلما زادت احتمالات إصابته بالسرطان، والعكس بالعكس.

تطور محركات الديزل

بذلت صناعة السيارات الأوربية على مدى العشرين سنة الماضية جهدا كبيرا لجعل وقود الديزل خيارا أساسيا للعملاء بفضل قدرته على تحقيق كفاءة أعلى في قطع المسافات وانخفاض ثمنه مقارنة بالبنزين.

وانصب عمل تلك المصانع على تنقية العوادم من المواد التي كانت تؤدي لنفث أبخرة تحمل نسب عالية من التلوث وتتسم بالروائح الكريهة مع العمل على تسريع استجابة محركات الديزل لتواكب قدرات محركات البنزين. وقد قطعت شوطا طويلا في هذا المضمار حتى أصبحت نصف السيارات التي تباع في أوروبا مجهزة بمحركات ديزل.

ويعتمد الجهد على خفض نسب الكبريت في الديزل مع تطوير تقنيات تساعد المحركات على حرق الديزل بصورة شبه كاملة لتحقيق الكفاءة الأعلى في الأداء مع خفض الانبعاثات الضارة وبشكل خاص الصلبة diesel particulates.

وحتما سيكون الصعب تطبيق قوانين صارمة فيما يخص انبعاثات محركات الديزل وبشكل خاص في الدول النامية والتي تعتمد بشكل كبير على سيارات تعمل بمحركات الديزل ولديها قوانين أقل تشددا نحو الديزل.

<!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

261,558