تأهل المنتخب الألماني إلى ربع النهائي من كأس أمم أوروبا 2012، بعد فوزه على المنتخب الدنماركي مساء الأحد بنتيجة (2-1) ضمن الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية بالمسابقة التي تقام حالياً في أوكرانيا وبولندا، ليواجه المنتخب الألماني منتخب اليونان ثاني المجموعة الأولى، بينما سيواجه منتخب البرتغال نظيره التشيكي بطل المجموعة الأولى.
وكان مصير المنتخبين بأيديهما في التأهل لربع النهائي، حيث كان يكفي الدنمارك الفوز دون انتظار نتيجة المباراة الأخرى أوانتظارها لتحديد متصدّر المجموعة، فيما كان يكفي الألمان التعادل للتأهل وتصدّر المجموعة بينما يفرض التعادل على المنتخب الدنماركي انتظار النتيجة الأخرى، وهو الحال نفسه عند خسارة أيّ من المنتخبين والذي يفرض عليه انتظار نتيجة المباراة الأخرى لتأكيد تأهله من هذه المجموعة ذات الحسابات المعقدة.
وهو ما حصل عندما انتهت نتيجة البرتغال وهولندا بفوز البرتغال بهدفين لهدف لتتأهل ألمانيا برفقة البرتغال بعد أن جمعت 9 نقاط فيما حلّت البرتغال بالمركز الثاني بـ(6) نقاط لتودّع الدنمارك البطولة بعد أن احتلت المركز الثالث بـ3 نقاط وهولندا التي حلّت أخيرة دون نقاط.
وفي مواجهات الفريقين الرسمية كانت الغلبة للدنمارك، حيث تواجها في الدور الأوّل لمونديال 1986 (فازت الدنمارك 2-صفر)والدور الأوّل لكأس أوروبا 1988 (فازت ألمانيا 2-صفر) إضافة إلى نهائي أمم أوروبا 1992 الذي انتهى لصالح الدنمارك بهدفين نظيفين أيضاً، فيما كانت الغلبة للألمان بالمجمل ففي 25 مباراة سابقة كانت النتائج (14 فوزاً لألمانيا و8 للدنمارك و3 تعادلات)، علماً بأنّ اللقاء الأخير بينهما انتهى بالتعادل 2-2 ودياً في كوبنهاغن بتاريخ 11 آب/أغسطس (2010).
وكانت الدنمارك غابت عن البطولة الماضية وتأهلت للدور ربع النهائي سنة 2004 عندما احتلت المركز الثاني بفارق الأهداف عن السويد، بينما فشلت ألمانيا في التأهل لربع النهائي في بطولتي 2000 و2004 قبل أن تحلّ وصيفةً في البطولة الماضية في سويسرا والنمسا (2008).
شوطٌ ممتع
لم يمهل المنتخبان المتتبعين كثيراً ليمنحوهم مشاهدة مباراة مفتوحة من الجانبين، فبدأت أولى الكرات بتسديدة لمولر من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة الثانية علت العارضة بسنتيمترات قليلة، ليأتي الرد الدنماركي الذي لم يتأخر عندما حاول بندتنر من رأسية بعيدة أرسلت من ركنية إلى القائم البعيد وأمسكها نوير بإحكام، ليخفق مولر في معاقبة جرأة بندتنر بعد رأسيته بلحظات عندما أهدى المهاجم الألماني الكرة لأندرسون وهو على بعد أمتار قليلة من المرمى الدنماركي.
وفي الدقيقة 12 ظهر الهداف غوميز لأول مرة بتسديدة بعيدة علت العارضة الدنماركية ليحاول بعدها بندتنر من خارج المنطقة أيضاً لكن محاولته أتت بعيدة عن الأخشاب، ليأتي الهدف الأول في المباراة من قدم بودلوسكي الذي لم يخطئ الشباك عندما نجح في ترجمة لمسة مولر المميّزة التي لامست قدم غوميز في الدقيقة 19 رافعاً رصيده إلى 44 هدفاً مع المنتخب الألماني في لقائه رقم (100).
وردّ الدنماركيون بعد خمس دقائق بهدف مايكل ديلي الذي سجّله برأسه على طريقة الركنية الأولى بعدما تمكّن من مغالطة نوير هذه المرة مترجماً تمريرة بندتنر الرأسية التي أرسلها من بعيد.
ومن ثم أخفق غوميز في ترجمة هدف محقّق للألمان في الدقيقة 33 عندما لم يحسن التعامل مع عرضية بودلوسكي الموزونة، وأرسل الأخير كرة قوية من ركلة مباشرة مرّت خارج المرمى، ليأتي الدور على خضيرة في الدقيقة 41 عندما لم يتمكّن من استغلال خطأ الدفاع الدنماركي في إبعاد الكرة من المنطقة المحرّمة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بين الفريقين.
شوط تكتيكي وأفضلية ألمانية
وكان الشوط الثاني كالأول في بدايته باستمرارٍ المحاولات الخطيرة من المنتخبين، وبدأها غوميز(غير الموفق) وردّ عليها بولسن الذي سدّد كرة قوية ارتطمت بالقائم في الدقيقة 51 بعد أن هيأها له بندتنر المتألق، لينحصر اللعب في وسط الملعب مع أفضلية ألمانية ومرتدات دنماركية دون خطورة من الجانبين، الأمر الذي فرض على لوف بإجراء أول تبديلاته بإشراك أندري شورله بدلاً من بودلوسكي قبل 25 دقيقة من النهاية.
وبعد نزوله بدقيقتين كاد شورله أن يسجلّ هدف التقدّم لمنتخب بلاده إلا أنّ أندرسون أنقذ مرمى الدنمارك بطريقة أكثر من رائعة، ليردّ عليه زيميلينغ بتسديدة بعيدة كادت أن تغالط نوير الذي أخرجها لركنية لم تشكل أيّ خطورة، وعلى الرغم من إشراك كلوزه بدلاً من غوميز أتت المحاولة من قبل بنتدنر الذي طالب بضربة جزاء لكن الحكم لم يعلن عن شيء.
وفي الربع الساعة الأخيرة وعلى الرغم من إشراك كرستيان بولسن بدلاً من زيميلينغ، إلا أنّ الهدف جاء ألمانياً بصناعة أوزيل وإمضاء بندر الذي سجّل أول أهدافه الدولية بالدقيقة (80)، ليرمي أولسن بورقته الثانية بإشراك توبياس ميكيلسن بدلاً من ياكوب بولسن في محاولة للتعديل مع انتظار نتيجة المباراة الثانية.
إلا أنّ يواكيم لوف الذي أشرك توني كروش بدلاً من مولر عرف كيف يهرب بنقاط المباراة التي شهدت عدة حالات تسلل في لحظاتها الأخيرة، ليكون المنتخب الألماني الفريق الوحيد في البطولة الحالية الذي يجمع النقاط الكاملة في الدور الأول.
التشكيلتان:
منتخب ألمانيا:
حارس المرمى: (1)مانويل نوير.
خط الدفاع: (5)ماتس هاملز، (14)هولغر بادشتوبر، (16)فيليب لام، (20)لارس بندر.
خط الوسط: (6)سامي خضيرة، (8)مسعود أوزيل، (13)توماس مولر، (10)لوكاس بودولسكي، (7)باستيان شفاينشتايغر.
خط الهجوم: (23)ماريو غوميز.
المدرب: يواكيم لوف.
منتخب الدنمارك:
حارس المرمى: (1)ستيفان أندرسن.
خط الدفاع: (3)سيمون كاير، (4)دانيال آغر، (5) سيمون بولسن، (6)لارس ياكوبسن.
خط الوسط: (7)وليام كفيست، (21) نيكي زيميلينغ،(19) ياكوب بولسن، (8)كريستيان إريكسن، (9) مايكل كرون ديلي.
خط الهجوم: (11) نيكلاس بندتنر.
المدرب: مورتن أولسن.
حكام المباراة
حكم الساحة: كارلوس فيلاسكو كاربايو (إسبانيا)
الحكمان المساعدان: روبيرتو ألونسو فيرنانديز(إسبانيا) - خوان كارلوس يوستي خيمينيز(إسبانيا)
الحكمان المساعدان الإضافيان: دافيد فرنانديز بوربالان (إسبانيا) – كارلوس كلوز غوميز (إسبانيا)
الحكم الرابع: مارك كلاتينبورغ (إنكلترا).
ساحة النقاش