محمد شو

العالم بين يديك

أيام وتنقضي، جميلة كانت بكل تفاصيلها، مستوى عال من التفاهم والتجاذب، وفجأة كل شيء تغير، خلافات داخل المنزل، عدم تفاهم بين الزوجين، ذلك كله مشهد ألفته الكثير من البيوت العربية مع انتهاء أيام شهر العسل ليتحول معها الزواج السعيد إلى خلافات تصل أحياناً إلى طلاق سريع لا يستطيع أحد إيقافه، أو بركان من الخلافات يستمر لسنوات تتحول معه حياة الأسرة كلها إلى جحيم، بينما الأطفال يراقبون المشهد عن كثب، وربما يكتسبون عادات ألفوها من آبائهم وأمهاتهم لترافقهم مع زوجاتهم في المستقبل، ويستمر مع ذلك كله مسلسل "الخطأ". 
فمن هو المسؤول عن كل الخلافات التي يعيشها الزوجان بعد أيام قليلة على الزواج. ولماذا دائماً تتواصل الاتهامات بين الزوجين بأن كلاً منهما مسؤول عن تدمير الحياة الزوجية. وكيف يمكن الحد من هذه الخلافات لتبقى الحياة الزوجية سليمة ومستقرة. 
شبكة (الإسلام اليوم) تبحث في هذا الموضوع من خلال استطلاعات ميدانية مع عدد من الأزواج والزوجات الذين عايشوا تجربة "الفشل"، ونلتقي أيضاً مع آخرين حافظوا على حياة مستقرة وسليمة.

الزوج يتهم

أحد الأزواج رفض الإفصاح عن اسمه واكتفى أن نشير له بالحرف (م) يقول إن خلافاته مع زوجته بعد شهر العسل بدأت لأسباب وصفها بـ"البسيطة"، ويقول (م): "تعودت خلال أيام الزواج الأولى أن أرى زوجتي وهي في غاية الجمال، فكانت دوماً مهتمة بنفسها، وتظهر بكل أناقتها، لكن مع الأيام لم أعد أجد ذلك لدى زوجتي، وبت أراها كأي امرأة عادية لا يوجد فيها ما يميزها، ولم تعد تهتم بنفسها وزينتها، كما أنها لم تعتد تهتم بي، كما كان الوضع في السابق". 
وبحسب أقوال (م) فإن عدم اهتمام زوجته بنفسها كان سبباً في خلافات زوجية طال أمدها، ويتابع قائلاً: "بدأت الخلافات لعدم اهتمام زوجته بزينتها، كما كانت مع أول أيام الزواج، ذلك كله بدأ ينعكس سلباً على تصرفاتي معها، لكن بعد أن طلبت من أهلها التدخل، وتحدثت مع والدتها تحسنت الأمور بعض الشيء، وفهمت زوجتي جيداً ما يمكن أن يرضي الزوج، وبالفعل استطعنا بعد ذلك أن نعيش حياة جيدة، لكن أحياناً أشعر ببعض الخلافات، وبالاتفاق بتنا ننهي كل شيء، والحمد لله نعيش بسعادة". 


طلاق سريع

وبينما تمكن (م) من إنهاء الخلافات مع زوجته لم يستطع آخرون الوصول إلى ذلك، وكل ما كان بحوزتهم من حلول هو الطلاق، وتلخص قصة الشاب مراد ذلك المشهد، والذي يتحدث عن قصته بقوله: "للأسف زوجتي لم تكن تفهم ما يريد الزوج، وكل ظنها أن الأكل والشراب هو غاية الزوج الأولى، فكانت تهتم بشؤون المطبخ أكثر من اهتمامها بنفسها، وحتى أكثر من اهتمامها بالحديث معي، فقبل الزواج كنت أتوقع أن تكون لي حياة مثالية، كل دقيقة فيها نعيش الحب معاً، لكن حتى عندما تتحدث معي زوجتي فإن حديثها يكون "ماذا أعدّ طعاماً لك اليوم"، و"متى سأذهب عند أهلي"، وكثرة الإلحاح والسؤال المتكرر من زوجتي كان بداية لخلافات عميقة وصلت في نهايتها إلى الطلاق. 
ويضيف مراد: "أنا لم أكن أتوقع الوصول إلى تلك المرحلة، وكل ما كنت أطلبه هو العيش بحياة سعيدة مع زوجتي، لكن ما توقعته لم يكن في مكانه نهائياً، وأنا الآن لا أفكر في الزواج مرة أخرى". 

الزوجات يدافعن

وبينما يتحدث الأزواج عن عدم تفهم الزوجات لمتطلباتهم بعد انقضاء فترة شهر العسل توجه الزوجات الاتهامات بأن الأزواج سرعان ما تتغير تصرفاتهم بعد تلك الفترة، ويختلفون تماماً عما كانوا عليه خلال فترة العسل. 
تقول الزوجة (ر): "للأسف الزوج يريد أن تكون المرأة دائماً في كامل زينتها وجاهزيتها لمتطلباته دون أن يأخذ بالحساب أن هناك بيتاً، ويحتاج أيضاً الكثير من المتطلبات أيضاً". 

وبحسب أقوال (ر) فإن زوجها يتذرع بعدم زينتها لافتعال مشكلة في البيت. وتضيف: "لم أكن أتوقع أن تتغير طباع زوجي بهذه السرعة، فألاحظ أنه بات يتصرف معي بطريقة مخالفة تماماً لتلك التي كان يتصرف بها في أول أيام الزواج، فلم يعد يتكلم معي كالسابق، ولم يعد يجلس معي بعد أن كان في بداية الزواج لا يغادر البيت إلاّ إلى عمله، أما الآن فهو يعود من العمل إلى النوم، ومنها إلى السهر مع أصدقائه". 

أما آمنة فتقول إن زوجها كان يلبس قناعاً، وسقط عن وجهه بعد شهر واحد من الزواج، وتضيف قائلة: "في البداية كانت حياة رائعة وصديقاتي كُنّ يحسدنني عليها، لكن سرعان ما تغيّرت الأحوال، وتبدّلت، ولم يعد شيء على حاله، ولم أعد قادرة على تحمل تصرفات زوجي التي تصل أحياناً إلى حد الضرب". <!--EndFragment-->

<!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,222