طلال معروف نجم
لعل أبلغ رأي عن اعتماد مرسي وشفيق لجولة الإعادة، ما أعلنته سيدة من سوهاج هي الحاجة حسنية على فضائية مصرية يوم أمس بالقول "إنت كبير وأنا كبير أمال مين اللي هيسوق الحمير"؟!.
هذا هو حالنا عندما نجد أنفسنا أكبر من الآخرين. وننسى أن الله هو الأكبر والباطش بالحق. فالإخوان وحسب تصريحات علنية للمرشد السابق لهم مهدي عاكف قبل أيام، بأن الإخوان خسروا كثيرا من شعبيتهم بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة. ونضيف إلى ما قاله عاكف، بأن مصداقيتهم أصبحت على المحك يوم أن صرحوا بأنهم لن يخوضوا انتخابات الرئاسة، ثم عادوا ودفعوا بمرشحيهما الشاطر ولاحقا مرسي.
كما أن الشارع المصري متخوف منهم أيما تخوف، من أنهم لو ظفروا بالرئاسة فسوف لن يتخلوا عنها إلى يوم الدين. وهذا يذكرني بتصريحات استفزازية لنوري بغداد عندما قال يوما ما "لقد أمسكنا بالسلطة ولن نعطيها بعد ذلك". يعنى أن دعاة الإسلام السياسي سواء في مصر أو العراق، لا يؤمنون بالديمقراطية البتة، ولا بالتداول السلمي للسلطة. وهذا سر خوف الجماهير المصرية من حصر الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، بين مرسي الذي يتصور البعض بأنه سيكون الحاكم الأوحد، بل الحقيقة من سيحكم هو مكتب الإرشاد بالجماعة، وبين الفريق أحمد شفيق وهو العسكري الذي لا تقبل به كل الجماهير العريضة من الشعب المصري، وتجد فيه استنساخا لنظام مبارك المخلوع.
من هذه الإفرازات برزت شخصية المناضل حمدين صباحي ليقود ثورة 25 يناير، التي ظلت وعلى مدى سنة ونصف السنة تفتقر إلى القيادة. وهذا ما نبهت له في مقالات عدة، من أن أي ثورة لا يكفل لها الاستمرارية أو النجاح بدون قائد ملهم. ولعل أصدق مثل على ثورة ضاعت لافتقارها إلى القائد، هي الثورة الفرنسية، أم الثورات الحديثة في العالم.
وسيقتصر نصر الجماعة فقط على البرلمان، وسيخسرونه بالتأكيد بعد أربع سنوات قادمة، هي عمر البرلمان المصري لو فاز شفيق.
لطالما تشدق الإخوان المسلمون كثيرا بأنهم عازفون عن السلطة، ولم ينصاعوا إلى دعوات الثوار وكتاب وصحفيين وأستاذة فكر ورأي، بأن يتنازلوا لصباحي فإنه الأقدر على دحر شفيق في الجولة الثانية. أما عنادهم هذا فسوف يدفع بشفيق إلى نصر مؤزر في الجولة الثانية على مرسي للأسباب التالية:
الأول: أن الملايين التي أعطت أصواتها إلى شفيق بالجولة الأولى، ومنهم الأقباط والوجلون من الدولة الدينية، سوف يعطون أصواتهم لحمدين صباحي.
الثاني: ستبرز الأصوات العقابية بحق الإخوان لتنتقل إلى حمدين.
الثالث: لن يظفر الإخوان آنذاك إلا بأصوات الجماعة، ولا غير هذه الأصوات، بعد أن أشاحت جماهير الأميين العريضة التي كانت متأثرة بالخطاب الإسلامي للإخوان أيام انتخابات مجلس الشعب عنهم.
الرابع: أن لا ينسى الإخوان أن المرشح الرئاسي المعتدل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قد سلخ من الجماعة ما يقرب من أربعة ملايين صوت لصالحه في الجولة الأولى.
أعود وأقول إن الأصوات العقابية هي التي ستهزم الإخوان في الجولة الثانية، مرد ذلك رأي من قال على الملأ "نار شفيق ولا جنة الإخوان". ويبقى ما يتردد الآن في الشارع المصري من أن أسوأ من الدولة البوليسية هي الدولة الدينية!! <!--EndFragment-->
نشرت فى 14 يونيو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
276,781
ساحة النقاش