محمد شو

العالم بين يديك

authentication required

 وسط احتفالاته بالهدف المثير والثمين الذي أحرزه في مرمى المنتخب الروسي خلال مباراة الفريقين الثلاثاء، تواردت ذكريات الماضي الأليم على رأس المهاجم البولندي ياكوب بلازتشايكوفسكي الذي يطلق عليه المشجعون في ألمانيا لقب "كوبا".

وأهدى كوبا جائزة أفضل لاعب في المباراة إلى زملائه بالفريق مكتفيا بنشوة الهدف الذي سجله ليقود فريقه إلى التعادل 1-1 بعدما تقدم المنتخب الروسي بهدف في مباراة الثلاثاء ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2012" ببولندا وأوكرانيا.

وساهم هذا الهدف في احتفاظ المنتخب البولندي في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية للبطولة.

ولكن سعادة اللاعب بالهدف الذي سجله على الاستاد الوطني في العاصمة البولندية وارسو امتزجت بذكريات الماضي الأليم حيث استعاد اللاعب ذكريات مقتل والدته خلال فترة طفولته. 

وبعد تقبيله الشارة الموضوعة على قميص اللعب الذي يرتديه، جثى كوبا "26 عاما" نجم بوروسيا دورتموند الألماني على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء داعيا.

وقرر اللاعب، الذي انتقل من فيسلا كراكوف البولندي إلى دورتموند في عام 2007، مؤخرا أن يفتح صدره ويتحدث عن الماضي الأليم والمأساة التي أثرت في فترة صباه حيث طعن والده والدته "أنا" حتى الموت عندما كان كوبا في الحادية عشرة من عمره.

وقال كوبا:"لم أفهم أبدا السبب وراء ما حدث.. أسأل نفسي دائما: لماذا؟ .. ستظل هذه الحادثة معلقة بذهني طوال حياتي".

ولفترة طويلة، كانت هذه المأساة شيئا يرفض كوبا الحديث عنه. ولكن منح اللاعب شارة قيادة منتخب بلاده في هذه البطولة جعله يدرك أن ماضيه سيصبح مجال جدل واستفسارات واهتمام من الكثيرين.

وقال كوبا:"لم أكن أريد ذكر ذلك في وقت سابق من حياتي.. حاولت نسيان هذه الواقعة ولم أستطع. ولكنني أصبحت أكثر نضجا الآن للحديث عنها".

وقضى والده زيجمونت 15 عاما في السجن ولكنه توفي الشهر الماضي عن عمر يناهز 56 عاما. وحضر كوبا مراسم الجنازة ولكنه يرفض دائما الحديث عن والده.

ونشأ كوبا برفقة شقيقه الأكبر وذلك تحت رعاية جدتهما. وعلى مدار عام بعد مقتل والدته، لم يلعب كوبا كرة القدم حتى أقنعه عمه يوريك برزتشيك قائد المنتخب البولندي سابقا بأن يعيد المحاولة ويعود لممارسة اللعبة.

ويهدي كوبا أي هدف يسجله حاليا إلى روح والدته. ويقول اللاعب:"أمي تعتني بي.. واجهت بعض الصعوبات في حياتي ولكنني تغلبت عليها جميعا وأشعر أن اجتيازي هذه الصعوبات كان بفضل مساعدتها لي".

ويدرك كوبا والمنتخب البولندي الآن أن تعادلهما في مباراة الثلاثاء وضع مصير الفريق بأقدام لاعبيه حيث أصبح الفريق بحاجة إلى التغلب على نظيره التشيكي يوم السبت المقبل في وارسو من أجل التأهل لدور الثمانية ولكن أي نتيجة أخرى ستبدد أمل الفريق في التأهل.

وقال كوبا:"موقف المجموعة مثير.. حتى المنتخب الروسي لم يضمن التأهل.. كل الاحتمالات متاحة. ولكن ما حدث هذه الليلة أصبح تاريخا.. نركز الآن على ما هو قادم وسنبذل كل ما بوسعنا للتغلب على التشيك".

وأضاف:"نحن مفعمون بالتفاؤل قبل المباراة التالية.. مع التفاؤل لدى المشجعين في المدرجات، أعتقد أننا سنتخذ خطوة تاريخية بالوصول لدور الثمانية". <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,091