محمد شو

العالم بين يديك

شهدت الأوضاع في ليبيا خلال اليومين الماضيين مزيدا من التدهور الأمني كشف عن عجز السلطات الليبية التي على مقاليد الأمور في البلاد وضمان الحد الأدنى من الاستقرار الأمني في وقت يستعد فيه هذا البلد لتنظيم أول انتخابات تشريعية في يوليو/ تموز المقبل.

والثلاثاء قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات قبلية مسلحة في مدينة مزدة /160 كم جنوب غرب طرابلس/. 

وقالت مصادر طبية ليبية إن مجموعات مسلحة من قبيلتي "المشاشية وقنطرار" بمدينة مزده تبادلت إطلاق النار ما أجبر بعض العائلات على مغادرة منازلها فيما انقطعت كافة الاتصالات الهاتفية على المنطقة. 

ومايزال الوضع الأمني في ليبيا بعد حوالى ثمانية أشهر من انتهاء الحرب الأهلية التي قضت على نظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، غير مستقر، حيث تتجدد بين اليوم والآخر الاشتباكات القبلية والهجمات المضادة للحكومة الليبية وللمصالح الأجنبية.

ونقل مراسل العرب اونلاين في ليبيا عن مسؤول في المجلس الثوري الليبي طلب عدم ذكر اسمه أن مجموعة من الموالين للقذافي شنوا هجمات ضد مركبات عسكرية وموظفين في منطقة الشقيقة الجبلية في غرب البلاد التي تقع على بعد 200 كم من العاصمة طرابلس.

وقال إن المجموعة هاجمت مركبات عسكرية وأشخاصا مساء الإثنين الماضي في محاولة لزيادة زعزعة الوضع في ليبيا التي مزقتها الحرب.

وأكد وكيل وزارة الداخلية عمر الخذراوي من جهته، وجود توتر أمني يسود منطقتي "الشقيقة ومزده".

وفي مدينة الكفرة الواقعة جنوب شرق طرابلس، تجددت الثلاثاء الاشتباكات المسلحة بين مسلحين من قبيلة التبو وقوات درع ليبيا التابعة للجيش الليبي في خرق لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه الاثنين. 

وذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سالم اهباج أن الاشتباكات نتج عنها مقتل أحد مسلحي التبو وإصابة 17 مدنيا، وضابط بمديرية أمن الكفرة وعضوين باللجنة الأمنية. 

وأضاف اهباج أن المسلحين استخدموا في هجومهم على الأحياء السكنية بالمدينة قذائف الهاون. 

ومن جهته أفاد رئيس المجلس العسكري بمدينة اجخرة علي عبد الرحمن بأن المدينة استقبلت مئات من النازحين من سكان مدينة الكفرة الذين غادروا المدينة بسبب استهداف الأحياء السكنية. 

واتهم عبد الرحمن مجموعات مسلحة من قبيلة التبو يترأسها محمد سيد التباوي تتمركز بمنطقة المصفاة بين الواحات والكفرة، بمنع دخول الإمدادات لقوات الجيش الليبي المتواجدة بالمدينة. 

وأسفرت اشتباكات اندلعت يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة الكفرة بين الجيش والجماعات المسلحة،عن مقتل 17 شخصا على الأقل وأكثر من 60 جريحا، حيث اتهم زعيم قبيلة التبو في بلدة الكفرة مسلحين سابقين، انخرطوا في الجيش الليبي، بقصف موقع قبيلته. 

وفي دليل على خطورة الأوضاع الامنية في ليبيا، وجه رئيس المجلس الوطني الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل ليلة الثلاثاء كلمة إلى الشعب الليبي دعاه فيها وكافة منظماته وتكتلاته وقبائله إلى الوقوف مرة أخرى صفا واحدا كما عهده أيام ثورة 17 فبراير والتحرير.

وطالب عبدالجليل في كلمة له بثتها قناة ليبيا الفضائية، الليبيين بالابتعاد عن المظاهر المسلحة والاقتتال غير المبرر.

وشهدت الساحة الليبية تطورات خطيرة عندما دخلت المجموعات الإسلامية المقاتلة أو /السلفيون الجهاديون/ على خط الفوضى السائدة في البلاد، وشرعت في مهاجمة مصالح ديبلوماسية وقنصلية أجنبية على الأراضي الليبية.

وفي مصراتة، أصيب ليبي بجروح في انفجار استهدف الثلاثاء مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في المدينة الواقعة غرب ليبيا وخلف أضرارا جسيمة بالمبنى، كما افادت متحدثة باسم اللجنة، لكن لم تتبن أي جهة هذا الهجوم.

وقالت المتحدثة سمية بلطيفة "لا نعرف إن كان الاستهداف بصاروخ محمول على الكتف أم بقنبلة وضعت بجوار المبنى، والسلطات الليبية استجابت بسرعة وتجري عملها حاليا".

وأضافت ان "المصاب ليبي ويقطن بجوار المقر وصادف وجوده ساعة الهجوم"، مؤكدة ان أفراد طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر البالغ عددهم ثلاثين عاملا جميعهم بخير ولم يصب منهم أحد بأذى.

وأكدت بلطيفة أن عمل اللجنة "يتعلق بالأمور الإنسانية والإغاثية ولا علاقة له بتاتا بالدين أو بالسياسة، مشددة على ان "ما تردد من أنباء عن أنشطة تبشيرية يقوم بها أفراد اللجنة مجرد افتراءات".

وكان مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بنغازي "شرق" تعرض في 22 ايار/ مايو لهجوم تبنته "كتائب الاسير عمر عبد الرحمن"، وهي جماعة ليبية إسلامية متشددة، وبثت عبر الانترنت فيديو يسجل لحظات تنفيذ العملية.

وتبنت الجماعة أيضا عملية تفجير القنصلية الاميركية في بنغازي الاسبوع الماضي، وذلك بحسب موقع سايت الإسلامي، فيما قالت مصادر أمنية ليبية إن الجماعة نفسها قد تكون وراء استهداف موكب يقل السفير البريطاني بقذيفة صاروخية الإثنين.

وأعلنت الجماعة الاسلامية المسلحة أن الهجوم كان "ردا على محاولة استهداف الشيخ ابو يحيى الليبي، حفظه الله" الذي تقول القوات الاميركية انه قتل في غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار في باكستان.

وجاء في بيان للمجموعة بحسب احد المواقع الاسلامية ان الهجوم على القنصلية الذي اسفر عن إصابة شخص واحد، قامت به "ثلة من المجاهدين" تمكنوا من زرع عبوة ناسفة في جدار مبنى القنصلية "تستهدف جمعا من النصارى المشرفين على إدارة القنصلية والذين كانوا يعدون لاستقبال احد رؤوس الفتنة التابع لوزارة الخارجية الامريكية".

ويهدد هذا التدهور الأمني الخطير فرص انتقال ليبيا إلى حالة الشرعية السياسية عبر انتخاب البرلمان الذي سيتولى وضوع دستور تستكمل على اساسه ليبيا انتخاب قايادات بقية مؤسساتها السيادية.

وقال مراقبون للشأن الليبي إن التدهور الأمني قد يكون واحدا من أخطر الاسباب التي دفعت السلطات الليبية إلى تأجيل الانتخابات إلى موعد جديد عوضا عن الـ19 من يونيو/ حزيران.

وأعلنت الأحد لجنة الانتخابات في ليبيا أن انتخابات الجمعية التأسيسية القادمة المقرر إقامتها هذا الشهر سوف تؤجل إلى 7 يوليو/ تموز المقبل لأسباب عملية، لكن مطلعين على الشأن الليبي يؤكدون أن صعوبة الأوضاع الأمنية كان أحد أهم الأسباب لهذا التأجيل والذي يمكن أن يعطل الانتخابات حتى في موعدها الجديد. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 153 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

272,135