لم يعد تسليح المعارضة السورية مجرد استهلاك إعلامي وتصريحات للضغط على نظام الأسد، بل تحول إلى واقع سيزيد ولا شك من توسيع دائرة الحرب الأهلية التي أصبحت بدورها حقيقة ظاهرة للعيان كما تقول تقارير صادرة عن الأمم المتحدة.
فقد اكدت صحيفة "اندبندانت" البريطانية الأربعاء أن السعودية وقطر تسلحان مقاتلي "الجيش السوري الحر"، في تطور رأت أنه يهدد بتأجيج الصراع على السلطة.
وقالت الصحيفة إن مقاتلي الجيش السوري الحر "استلموا أسلحة من الدولتين الخليجيتين عبر تركيا وبدعم ضمني من جهاز استخباراتها المعروف باسم "إم آي تي"، وفقاً لدبلوماسي غربي في أنقرة، بعد أن كانوا يعتمدون على ترسانة قديمة وغير كافية من الأسلحة".
ونسبت الصحيفة إلى عضو في "الجيش لسوري الحر" يعيش في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قوله "إن الحكومة التركية ساهمت في تسليحنا، وإن الأسلحة وصلت إلى ميناء تركي عن طريق سفينة شحن، ثم نُقلت بعد ذلك إلى الحدود من دون أي تدخل من السلطات التركية".
واشارت إلى أن المسؤولين السعوديين دعوا من قبل إلى تسليح المعارضة السورية، بعد أن شكك العاهل السعودي الملك عبد الله بجدوى الحوار، كما عبرت قطر على لسان أميرها او وزير خارجيتها عن ضرورة دعم الشعب السوري بالسلاح للدفاع عن نفسه، كما تقول.
وهو ما فُهم لدى الأوساط المعنية بالشأن السوري على أنه إعلان صريح بالاستعداد لمد المعارضة بالسلاح.
وقالت إندبندانت إن دبلوماسياً غربياً يقيم في العاصمة التركية أنقرة طلب عدم الكشف عن هويته، أكد "أن تسليم الأسلحة الخفيفة للمتمردين في سوريا يمثل التطور الأخير وتم عبر شاحنات لا تحمل علامات قامت بنقل الأسلحة إلى الحدود وتسليمها للجماعات المتمردة".
واضافت الصحيفة أن الدبلوماسي الغربي زعم "أن مقاتلي الإخوان المسلمين فقط يحصلون على الأسلحة"، في حين اعلن نشطاء سوريون يتمركزون على الحدود التركية ـ السورية لا ينتمون إلى جماعة الأخوان المسلمين أنهم "لم يسمعوا بتسليم الأسلحة إلا قبل أيام مضت".
وقالت إن المسؤولين السعوديين والقطريين رفضوا التعليق، فيما ذكر مسؤول تركي أن بلاده "لا تقدم أسلحة إلى أية جهة ولا ترسل عناصر مسلحة إلى أية دولة مجاورة بما في ذلك سوريا، وأن دولاً غربية لا تزال تمد المعارضة بمعدات غير فتاكة فقط".
ويقول مراقبون إن حصول المقاتلين المعارضين للأسد على السلاح سيدفع القوات النظامية و"الشبيحة" إلى التصرف بعدوانية أكثر وسينتهي ذلك إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى كما في الحولة وحماة وسيوسع دائرة الحرب الأهلية التي أصبحت حقيقة لا مناص منها.
وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفي لادسوس قال الثلاثاء إنه يعتقد أن سورية في حرب أهلية، وهذا احتمال كان قد حذر منه بالفعل مسؤولون بارزون بالأمم المتحدة.
وقال لادسوس لصحفيين، لدى سؤاله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، عما إذا ما كان الصراع في سورية تصاعد لحرب أهلية " نعم ، أعتقد أنه يمكن قول ذلك".
لكن الخارجية السورية انتقدت تصريحات لادسوس، معتبرة أن "الحديث عن حرب أهلية في سوريا لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري"، وأن ""ما يجري في سوريا حرب ضد مجموعات مسلحة إختارت الإرهاب طريقاً للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر ومستقبل الشعب السوري".
ويقول مراقبون إن الوضع في سوريا خرج عن السيطرة، وفقد السوريون إمكانية الحل والإصلاح عبر الحوار والوساطات وأن الأمر يسير باتجاه التدويل. <!--EndFragment-->
نشرت فى 13 يونيو 2012
بواسطة mhmadshoo
عدد زيارات الموقع
277,022
ساحة النقاش