لا شك ان الانتشارالمتزايد للمواقع الاباحية على الانترنت وسهولة  تصفحها , تعد من الامور التي تشجع  كثير من الناس للادمان على مثل هذه المواقع وتخصيص جزء كبير من وقتهم لمشاهدة افلام اباحية , تعرض بكل وقاحة علاقة جنسية مصورة بكل تفاصيلها بين الرجل والمرأة بشكل خادش للحياء وبعيد كل البعد عن القيم الاخلاقية .

وتبين الاحصاءات والارقام التي تظهر مستوى تَصفُّح مواقع الإنترنت بفئاتها المختلفة من قِبَل الناس، في مختلف دول العالم، ومنها طبعاً ما يتعلق بالدول العربية أن "أكثر مستخدمي الإنترنت العرب، يبحثون عن كتب الطبخ والمأكولات والمواقع الإباحية .

ولان تلك المواقع الفاضحة متوفرة ويسهل الدخول اليها لم يعد بيد الاسر والعائلات مراقبة ابنائهم ومعرفة المواقع التي يتصفحونها على الانترنت خاصة في اوقات متأخرة من الليل .

فإذا لم يملك الشخص رادع  داخلي يمنعه من مشاهدة تلك المقاطع والافلام المثيرة التي تهيجه وتحفز غرائزه فمن الممكن ان يصبح  هذا الشاب او تلك الفتاة من مدمني المواقع الاباحية التي تترك اثاراً خطيرة على الانسان وتدفعه في بعض الاحيان لارتكاب محرمات بسبب تحفيزالرغبة والغرائز لديه وعدم  قدرته على تفريغها بطرق مشروعة مما ييدفعه الى طرق ملتوية تترك اثاراً خطيرة عليه وعلى اسرته .

وبالاطلاع على اراء بعض الشباب الذين يتصفحون المواقع الاباحية تجد ان هناك اراء مختلفة ووجهات نظر  لاسباب مشاهدتهم الافلام الجنسية فالبعض يعتقد انها نوع من الثقافة والتعرف على طرق واساليب جديدة في المعاشرة  وهو يعتبر ان الشاب الذي لا يشاهد تلك ليس لديه خبرة ومعلومات كافية, والبعض الاخر يحب ان يدخل للمواقع الاباحية للتسلية والترفيه والتخلص من ضغوط العمل وتنفيس القليل من طاقاته خاصة عندما يكون غير متزوج , وهناك اخرون يحبون مشاهدة تلك الافلام بسبب الكبت والعادات والتقاليد التي تحرم كل شيء مما يدفع الشاب او حتى الفتاة للانفجار وتفريغ الكبت الذي تشربوه لسنوات طويلة من المجتمع والاسرة من خلال مشاهدة تلك المواقع المخلة بالاداب,كما ان البعض الاخر يلجأ لتلك المواقع لمعرفة خفايا وخبايا العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة  للاستطلاع وحب المعرفة لما هو مجهول او غير مجرب بعد.

اراء كثيرة ومبررات ووجهات نظر يطرحها من يشاهد تلك المواقع حتى ان هناك رجال متزوجون يدمنون على مشاهدة الافلام والمواقع الاباحية,مايجعلهاعادة سيئة تؤثر كثيراً على العلاقة الزوجية وتسبب نفور بين الزوجين,لان بعض الرجال وبعد مشاهدته تلك المواقع والافلام والممارسات التي تعرض فيها يصبح غير راض عن زوجته ويحتاج للمزيد في العلاقة الجنسية وتصبح تصرفاته غريبة ومزعجة جدا دون ان تفهم زوجته سبب  تصرفاته لانه لا يستطيع ايصال حاجته وما يريده من الزوجة بطريقة لبقة .

لا شك ان الظروف المعيشية الصعبة والضغوطات التي تواجه الشباب  مثل عدم القدرة علىى الزواج والانفتاح الاعلامي والتكنولوجي وانتشار الانترنت الذي يسمح لك برؤية كل شيء دون ان تحصل على شيء سيسبب رد فعل سلبي لدى البعض ويدفعهم للجوء الى المواقع الاباحية المتوفرة بسهولة للجميع , كما ان كثرة الكبت والابتعاد عن الحديث بشكل علمي ممنهج عن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في الاسرة والمجتمع يدفع بعض الشبان والفتيات لاختيار الافلام والمواقع الاباحية كدليل ارشادي لهم بدلا من تلقي تلك المعلومات بشكل مدروس من قبل المدرسةوالمجتمع والاسرة.

فكثير من البنات يواجهن مشاكل في حياتهن الزوجية بسبب الجهل وعدم الالمام ببعض الامور الضرورية التي يجب على الام تعليمها لابنتها حتى يكون عندها معلومات مفيدة عن العلاقة الجنسية قبل الزواج , كما ان الادمان على مشاهدة تلك المواقع له اضرار جسيمة على نفسية الانسان وعلى سلوكه  وتقول بعض الدراسات ان مدمني المواقع الاباحية يعانون من الضعف الجنسي ومن مشاكل نفسية وسلوكية , كما ان تلك المشاهد المثيرة التي تهيج الشباب وتنشط غرائزهم دون تنفيس وممارسة مشروعة لتلك الغرائز يسبب اضراراً جسيمة .

فعلى جميع الاحوال تعتبر مشاهدة وتصفح المواقع الاباحية من الافات الخطيرة التي تهدد المجتمع,فهي كالسرطان يزداد وينتشر بسرعة دون وجود وسيلة فعالة لايقافه,فالفضاء الالكتروني بالدول العربية لا يمنع مثل تلك المواقع بل يتيحها للجميع ولكل الاعمار بكل سهولة ويسر وهذا يعد من الامور السلبية التي يجب متابعتها ومحاولة منع الانتشارالكبير لتلك المواقع الهدامة التي تهدد المجتمع , كما ان التربية السليمة التي تراعي   المراحل العمرية التي يمر بها الشاب  والفتاة وتعليمهم بشكل تربوي اصول الثقافة الجنسية من الامور المهمة التي يمكن ان تحد من انتشار هذه الظاهرة السيئة , اضافة للوازع الديني والاخلاقي الذي يجب ان يتحلى به كل انسان ليمنع نفسه من مشاهدة تلك المناظر المقرفة والخادشة للحياء .

<!--EndFragment-->