محمد شو

العالم بين يديك

انتخب المعارض الناشط الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا جديدا للمجلس الوطني السوري، في مسعى لاستعادة قيمة اعتبارية للمجلس، بدات تتلاشى أمام رغبة رئيسه السابق برهان غليون في تأبيد بقائه في رئاسته بعدما ضمن ولاء مطلقا من الإخوان المسلمين.

وقال بيان للمجلس الوطني السوري المعارض ان المجلس انتخب سيدا زعيما له خلال اجتماع عقد في مدينة اسطنبول التركية الاحد.

وفي اول تصريح له، أكد سيدا الرئيس الجديد ان نظام الرئيس بشار الاسد "بات في المراحل الاخيرة"، مشيرا الى انه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن.

وكان سيدا المرشح الوحيد لرئاسة المجلس خلال اجتماع لثلاثة وثلاثين عضوا في الأمانة العامة للمجلس. 

ويفسر متابعون تغيير غليون بسيدا كمحاولة من المعارضة والدول الداعمة لها "فرنسا وتركيا على وجه الخصوص" تجديد دماء المعارضة وتوحيد صفوفها ضد نظام يتقن المناورة والاستمرار.

ويقول مراقبون إن سيدا المولود في مدينة عامودا ذات الأغلبية الكردية شمال شرق سوريا ويحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة، يتميز بصفتي المعارض الذي "لا ينتمي إلى أي حزب" و"الكردي المعتدل". 

وسيخلف سيدا البالغ من العمر 56 عاما والذي ترأس مكتب حقوق الانسان في المجلس برهان غليون وهو شخصية ليبرالية معارضة، ترأس المجلس منذ انشائه في اغسطس/ اب من العام الماضي.

وقدم برهان غليون رئيس المجلس السابق استقالته من منصبه، بسبب الانتقادات حول إعادة انتخابه. 

وكان غليون قد قاد المجلس منذ تأسيسه في تشرين أول/ أكتوبر 2011 لكنه قدم استقالته في أيار/ مايو الماضي بعد أيام فقط من إعادة انتخابه مطلع هذا الشهر، في خطوة اعتبرت تأكيدا للشقاق داخل المعارضة.

وتعرض غليون وهو منفي اخر يعيش في باريس لانتقادات لتمسكه برئاسة مستمرة للمجلس، في الوقت الذي يفترض فيه ان المجلس يمثل "بديلا ديمقراطيا" لحكم الاسد.

ويقول مراقبون إن الانقسامات داخل المجلس أضعفت مصداقيته. 

وكان غليون قد واجه انتقادات حادة كذلك بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان أكبر من اللازم في المجلس.

كما أخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الأرض.
وهدد أديب الشيشكلي العضو المؤسس للمجلس الوطني السوري بالاستقالة اذا ظل غليون رئيسا.

وفرض تغيير غليون ضد رغبة جماعة الإخوان المسلمين التي يقال إنها أكثر الأطراف تأثيرا في المجلس، في بقائه رئيسا.

واضطر الإخوان في النهاية إلى دعم سيدا بعد ان أبدى ناشطو المعارضة داخل سوريا اعتراضهم على غليون الذي بدا تجديد رئاسته للمجلس لثالث مرة الشهر الماضي.

وقالت مصادر المعارضة ان انتخاب سيدا قد يساعد في اجتذاب تأييد مزيد من الاكراد للانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا. 

وتتفجر مظاهرات ضد حكم الاسد بشكل منتظم في المناطق الكردية من سوريا ولكن ليس بكثافة الاحتجاجات التي تشهدها مناطق اخرى في البلاد.

وتفجرت خلافات علنية بين الأعضاء الأكراد في المجلس الوطني السوري وباقي أعضاء المجلس بشأن قضية حقوق الأكراد، وما إذا كانت سوريا ما بعد الأسد ستبنى حول هيكل اتحادي مشابه لما هو موجود في العراق.

وقال سيدا ان اهم اولوياته ستكون توسيع المجلس واجراء محادثات مع شخصيات المعارضة الاخرى لضمها الى المجلس. وأضاف إن المهمة الأساسية الآن هي إصلاح المجلس واعادة هيكلته.

ويثير صعود نجم الإخوان مخاوف البعض في الدول المجاورة والمجتمع الدولي من أن سقوط النظام سيعقبه صعود حكومة "إسلامية"، وتوسيع نطاق اتجاه بدأ في مصر وتونس في منطقة مضطربة.

وتشير تقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تماطل في إعطاء الضوء لتبني خيار التدخل العسكري في سوريا خوفا من أن تؤول مجهوداتها لفائدة الإخوان والمجموعات السلفية المتشددة مثلما هو الحال الآن في ليبيا.

وصعود التيارات الإسلامية المتشددة في سوريا سيمثل عامل تحد لأمريكا خاصة أن أعداء إسرائيل سيكونون على حدودها.

وفي سياق متصل، قال تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ظهرت مجددا لتصبح المجموعة المهيمنة في المعارضة "المتفككة"، بعد ثلاثة عقود من الاضطهاد الذي استأصل وجودها في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما يثير المخاوف في الدول المجاورة والمجتمع الدولي.

فأعضاء الإخوان في المنفى ومؤيدوهم يحتلون أكبر عدد من مقاعد المجلس الوطني السوري الذي يعد المظلة الرئيسية للمعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

ويهيمن الإخوان على لجان الإغاثة التي توزع المساعدات والأموال على السوريين المشاركين في الثورة، إلى جانب طريقتهم الخاصة في إرسال التمويل والسلاح إلى الثوار.

ويرى محللون ونشطاء أن تاريخ سوريا الطويل في النظام العلماني والحجم الكبير للأقليات يجعلان من تحقيق الإخوان لنوع من الهيمنة - كما هو في مصر وتونس - أمرًا صعبًا. <!--EndFragment-->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2012 بواسطة mhmadshoo

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

276,764