م/مــصــطــفي هــاشـم

مـــوســوعــة الــمـسـتـقـبل

الوسائل التعليمية كثير ما نسمعها من أفواه الأساتذة والمربين. ماهي الوسائل التعليمية? ما مفهومها, وما علاقتها بتكنولوجيا التعليم, وكيف كانت في هد الرسول صلى الله عليه وسلم?

أأولا: الوسائل التعليمية وعلاقتها بالمنهج : -

يعرف المنهج بمفهومه الحديث على أنه "كل دراسة أو نشاط أو خبرة يكتسبها أو يقوم بها التلميذ تحت أشراف المدرسة سواء كان داخل الفصل أو خارجه ". والمنهج دراسي يتكون من 6 عناصر أساسية

(الأهداف, المحتوى, طرق التدريس, الوسائل التعليمية, الأنشطة المصاحبة, التقويم) وهى مكونات متناغمة تشكل منظومة تعرف بمنظومة المنهج. نستنتج مما سبق أن الوسائل التعليمية أحد مكونات المنهج الدراسي والتي تؤثر في بقية المكونات كذلك تتأثر بها.

ثانيا: مفهوم الوسائل التعليمية: -

مرت الوسائل التعليمية بعدة مسميات على النحو التالي: - المعينات البصرية : وهى تخاطب حاسة البصر لدى المتعلم مثل الصور والرسوم وغيرها. المعينات السمعية : وهى تخاطب حاسة السمع لدى المتعلم مثل التسجيلات الصوتية وغيرها. المعينات السمعية البصرية : وهى تخاطب حاستي السمع والبصر لدى المتعلم مثل السينما والتلفزيون وغيرها. ويؤخذ على التسميات السابقة تركيزها على حاستي السمع والبصر وإهمالها لبقية الحواس الأخرى كالشم واللمس والتذوق, وأنصار هذه التسمية يؤكدون أن ما يتعلمه الفرد عن طريق الحواس الأخرى محدود للغاية. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الفرد يتعلم بنسبة: - وهى نسبة تقريبية, بمعنى أن حاسة السمع قد تكون الحاسة الرئيسية فى موقف تعليمي معين, بينما تكون حاسة البصر هي الحاسة الرئيسية في موقف تعليمي أخر. معينات التدريس : - وهى تعين المدرس على تنفيذ عملية التدريس وتقلل نسبيا من الجهد المبذول فيه, ولكن يمكن الاستغناء عنها ويتم التدريس بدونها. الوسائل التعليمية : - وهى "مجموعة من المواقف والمواد والأجهزة التعليمية التي تستخدم ضمن إجراءات التدريس بهدف تسهيل عملية التعليم والتعلم وتحقيق أهدافها". ونلاحظ في هذا التعريف أن الوسائل التعليمية جزأ لا يتجزأ من إجراءات التدريس وهى بذلك أساسية لتحقيق أهداف التدريس. وسائل الاتصال التعليمي : - حيث ارتبطت تسمية الوسائل التعليمية بعملية الاتصال وعرفت على أنها "القنوات التى يتم من خلالها نقل الرسائل التعليمية من المعلم إلى المتعلم وبالعكس لتحقيق أهداف تعليمية محددة ". وبذلك اعتبرت الوسائل التعليمية مجرد قنوات لحمل الرسائل من المعلم "المرسل" إلى المتعلم "المستقبل" أو العكس. الوسائط التعليمية المتعددة : - وفى هذه المرحلة تم النظر إلى الوسائل التعليمية في ظل أسلوب المنظومات وسوف يتم شرحه فيما بعد, وعرفت على أنها جزأ لا يتجزأ من منظومة متكاملة وهى العملية التعليمية. ومن ضمن تعريفات الوسائط المتعددة "أنها صنف من برمجيات الكمبيوتر التي توفر المعلومات بأشكال مختلفة كالصوت والصورة والرسوم المتحركة, إضافة إلى. النصوص". وبذلك فالوسائط التعليمية تعتبر مرحلة تطورية للوسائل التعليمية بمفهومها التقليدي, وفى نفس الوقت مرتبطة بتكنولوجيا التعليم.

ثالثا: العلاقة بين مفهوم الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم:

لقد حدث تداخل بين هذين المفهومين, وأعتبرهما البعض مترادفين, على أن هناك فروق جوهرية بينهما ولمعرفتها لابد من الإلمام بمفهوم تكنولوجيا. أن لكل مجال تكنولوجياته, فالزراعة والطب والعمارة وغيرها لكل منها مظهر عصري فى التطبيق التكنولوجي, كذلك التعليم باعتباره أحد هذه الميادين فينبغي أن تكون له تكنولوجياته. لذلك فأن تكنولوجيا التعليم ضرورة فرضها التطور العصري للإنسان فى سعيه المستمر لتوفير الوقت والجهد والتكاليف. ويتكون مصطلح تكنولوجيا Technology من مقطعين هما Techno يعنى حرفة أو مهارة أو فن والمقطع الثانى يعنى علم التطبيق أو علم التقنية ويهتم بالتفاعل ما بين الإنسان والمادة والأداة لتحقيق أهداف محددة مسبقا . وتكنولوجيا التعليم "عملية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجى لنظريات التعليم والتعلم والاتصال ونتائج البحوث فى مجالات المعرفة المختلفة, وتستخدم جميع الموارد البشرية وغير البشرية المتاحة للوصول إلى تعلم أكثر فاعلية لتحقيق أهداف محددة مسبقا". وبالتالى فتكنولوجيا التعليم مفهوم متسع يشمل الوسائل التعليمية.

رابعا: العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتقنيات التعليم:

أن تقنيات التعليم تشير إلى أساليب التطبيق أي تهتم بالجانب المادي من التعليم فحسب, بينما تكنولوجيا التعليم أوسع وأعمق حيث أنها معارف (جانب فكرى) وأساليب تطبيق (جانب مادي) لذلك فتقنيات التعليم يمكن اعتبارها بديلا للوسائل التعليمية تهتم بالجانب المادي دون الجانب الفكري لمنظومة تكنولوجيا التعليم.

خامسا: الوسائل التعليمية فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم -

أن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غنية بالمبادئ والأنماط التعليمية العظيمة, ومن تلك المبادئ استخدامه (صلى الله عليه وسلم) لعدد من الوسائل التعليمية المختلفة والتي تتناسب مع ظروف البيئة فى هذا العصر, وكونه كان شخصا أميا لا يجيد القراءة والكتابة كذلك معظم الصحابة رضوان الله عنهم, ويكفى استخدامه (صلى الله عليه وسلم) للوسيلة التعليمية مرة واحدة ليكون في ذلك أسوة يحتذى بها على مر العصور.

mhae2016

م/مصطفي هاشم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2868 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2012 بواسطة mhae2016

م/مصطفى هاشم

mhae2016
خريج بكالوريوس مكتبات وتكنولوجيا التعليم كلية التربية »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

431,533

تحت رعاية م/مصطفى هاشم

رأيت العلم صاحبه كريمٌ......ولو ولدته آباءُ لئِـامُ
وليس يزال يرفعه إلى أن......يُعظم أمره القوم الكرامُ
ويتبعونه في كل حالٍ......كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ماسعدت رجال......ولاعُرِف الحلال ولا الحرامُ