من المعروف ان معظم حالات الاعاقة العقلية ترجع لاسباب بينية في تفاعلها مع عدد من المتغيرات التي ترتبط بالحمل او قبل الولادة او ما بعدها, اما القليل منها فيرجع الى عوامل وراثية او تكوينية .
وسوف نتناول هنا اثر اهم العوامل البيئية في ذكاء الافراد الا وهو الحرمان
فكما اشار بياجيه الى ان الاستثارة الحس حركية امر هام وضروري للنمو العقلي ففي السنتين الاوليين يبدأ الاطفال فيها التعلم باستخدام حواسهم وحركتهم وتسمى المرحلة الحس حركية في النمو العقلي ففي تلك المرحلة ينمو الكثير من امكانات تجهيز المعلومات وحل المشكلات فباستخدام عيونهم وآذانهم وتصرفاتهم يتعلم الاطفال وفي اثناء تلك المرحلة يتعلموا ايضا اللغة وعليه فان الحرمان الحس حركي المبكر قد تنعكس آثاره على النمو العقلي.
فالحرمان البيئي الشديد والذي يعني الحرمان من ممارسة عدد معين من الخبرات الطفولية التي يلزم ان يمارسها الطفل حتى ينمو عقليا واجتماعيا النمو السليم, يكون سببا في ظهور عدد من حالات الاعاقة العقلية والتي يطلق عليها (الحرمان الثقافي) او (التخلف العقلي البيئي).
والحرمان يتخذ العديد من الاشكال منها:
الحرمان الحسي:
وهو حرمان الطفل من استخدام احدى الحواس بسبب عاهة او قصور كفقدان البصر او السمع او الشلل وبالطبع فان هذا الحرمان يحرم الطفل من خبرات طفولية لها اهميتها.
الحرمان الاجتماعي:
وهو حرمان الطفل من الخبرات الاجتماعية والتفاعل والاتصال الاجتماعي له اثر كبير ولنا مثال في (فيكتور طفل غابة افيرون) الذي نشأ في الغابه مغ الحيوانات ولم يتلق اي تدريب.
الحرمان الاقتصادي:
يؤثر المستوى الاجتماعي الاقتصادي بدرجة كبيرة في سد حاجات الطفل الاولية والاجتماعية ومما لاشك فيه ان انخفاض مستوى الاسرة الى حد معين قد يؤثر على مستوى الاسرة الاجتماعي الاقتصادي اثر كبير عليهم والدليل على ذلك انه عندما وجدت هذه الحالات الرعاية والاهتمام وتم عمل برامج مناسبة لهم ظهر التحسن والتطور بصورة ملحوظة.
وكذلك فان من صور الحرمان القسوة والاهمال, والاساليب غير المقبولة تربويا, وانفصال الطفل عن الوالدين او احدهما.
وهذه الحالات من الحرمان ليست متساوية التأثير على الذكاء.
بل إن هناك عوامل أخرى محيطة بالحرمان تتدخل ويكون لها اثر كبير مثل :
طول فترة الحرمان ، وشدته ، والخبرات السابقة التي مر بها الطفل في حياته المبكرة ، وعمر الطفل عند تعرضه للحرمان ، والاستعداد التكويني في الطفل
ان عوامل الحرمان غير مستقلة عن بعضها فنحن نجد تداخلا فيما بينها فانخفاض مستوى المعيشة قد يصاحبه القسوة او الاهمال او انفصال الطفل عن والديه, ولكنها تلعب دورا في ظهور الاعاقة العقلية, وما احب ان اضيفه هنا ان هذه الاعاقة العقلية ليست من النوع المألوف ولكنها اقرب ما تكون الى الاعاقة الكاذبة, فالحرمان في اي صورة من الصور في الطفولة المبكرة قد يؤثر بشكل واضح على المستوى الوظيفي للذكاء والتكيف عند الاطفال, فآثار الحرمان المبكر لا تدوم اذا امكن تقديم الرعاية والاهتمام وعمل البرامج التي تناسب هؤلاء الاطفال واثراء حياتهم بعد الحرمان, وهذا بالفعل ما لاحظته في كثير من الحالات كان المستوى الاجتماعي الاقتصادي لديها منخفضا وعانوا من مختلف اشكال الحرمان ولكن مع تقديم الخدمات لهم واثراء حياتهم حدث تحسن وتقدم في مختلف جوانب حياتهم.
المصدر: محمد محمد عودة ( ابو زياد ) - اخصائي نفسي
http://vb.arabsgate.com/showthread.php?t=427762
نشرت فى 2 نوفمبر 2010
بواسطة mentaldisability
موسوعة الإعاقة الذهنية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
430,077
ساحة النقاش