من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

authentication required

كتبت: الداعية الفت مهنا

وصلنا فى المقالة السابقة إلى حقيقة لا تقبل النقاش أو الجدل لكل  مسلم وهى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المحبوب الأعظم لله سبحانه وتعالى وأن مظاهر هذا الحب هو أنه سبحانه قد تولى أمره كله، ولم يكله لنفسه طرفة عين أو أقل من ذلك أو أكثر ولا لأحد من خلقه ولكن أختار له كل شىء، وعصمه منذ كان ذرة فى عالم الذر وإلى أن يسجد تحت العرش يوم البعث.

واليوم نسأل سؤال وهو هذا حب الله سبحانه لرسوله عليه السلام، فماذا عن علاقة المسلم بسيدنا رسول الله؟ وهل تختلف حسب مقام المسلم والمؤمن والمحسن؟

فنقول وبالله التوفيق: لا شك أن حقيقة العلاقة بين كل إنسان وسيدنا رسول الله هى تمثل حقيقة العلاقة بهذا الدين من الأصل، ولكى نوضح ذلك نذكر أن سيدنا رسول الله قد خص بخصائص منها أنه أرسل للثقلين (الأنس و الجن)
جميعا، وهذا لم يكن لرسول قبله، حيث كان كل نبى ورسول يرسل لقومه، بينما أرسل سيدنا محمد حبيب الله للعالمين كما ورد في الحديث " فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة،  ادخرت شفاعتى لأمتى، ونصرت بالرعب شهرا أمامى، وشهرا خلفى، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لى الغنائم، ولم تحل لأحد قبلى."

وعلى هذا  فكل الناس هم أمة سيدنا محمد ولكن تختلف الأشخاص حسب المقام من حيث إجابة الدعوة، فكل من رفض الإيمان هو من أمة الدعوة، وعلى أتباع الحبيب أن يجتهدوا لينقلوه من دائرة الرفض والكفر إلى دائرة التصديق والإيمان، أى من أمة الدعوة إلي أمة الإجابة، ثم إذا دخل دائرة التصديق يبدأ فى الترقى كما بينا من مسلم إلى مؤمن إلى محسن، فالمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، وعليه هنا أن يلتزم طاعته عليه السلام إمتثالا لأمر الله في قوله تعالى: "قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"  آل عمران {32}. إذا الطاعة لسيدنا رسول الله هى الفاصل بين التصديق والكفر فهى مقام الإسلام.

ولكن إذا ارتقى المسلم إلى مقام الإيمان هنا تكون علاقته بسيدنا رسول الله
لا تقتصر على الطاعة ولكن لمقام أخر هو مقام الإتباع .. فما الفرق بينهما؟

الطاعة: هى الإلتزام بالأوامر التى يصدرها المطاع – أى تتعلق بالأفعال، أفعل ولا تفعل، ولكن قد يطيع الإنسان من يحب ومن لا يحب إذا وجد فى هذه الطاعة سبيل للوصول إلى مصلحة له أو النجاة من شر، ثم أن الطاعة لها مجال وحدود وهدف، وهنا نقول أن مقام المسلم يطيع الرسول عليه الصلاة والسلام فى الأوامر التى تصدر من الكتاب والسنة وقد حدد الهدف دخول الجنة بهذه الطاعة والنجاة من النار. وهذا جميل ولكنه ليس النهاية ولكنه البداية.
إذا الطاعة لسيدنا رسول الله هى الفاصل بين الإيمان والكفر فهى مقام الإسلام، ولكن إذا أرتقى المسلم إلى مقام الإيمان هنا تكون علاقته بسيدنا رسول الله مختلفة.
إنه مقام أخر فى المقال القادم إن شاء الله تعالى.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا رسول الله طب القلوب ودواءها وعافية الأبدان وشفاءها ونور الأبصار وضياءها وسر الأرواح وسبب بقاءها،

أمين أمين أمين.

المصدر: الداعية الفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول